الندوة الثقافية المفتوحة

أكد ناشرون وأدباء، ومهتمون بصناعة النشر في دولة الإمارات، أن القطاع انتقل من مرحلة البدايات، إلى مراحل النضج، لكنه لا يزال بحاجة إلى خطط تسويقية متقدمة، لا تقتصر على الحضور في معارض الكتب الورقية، وإنما تتعداه، إلى تشجيع النشر الإلكتروني، باستخدام المنصات الإلكترونية المعروفة، التي تتيح الكتاب الإماراتي في أي مكان في العالم، بأسعار زهيدة.

جاء ذلك خلال الندوة الثقافية المفتوحة، التي أقيمت في معرض الشارقة الدولي للكتاب، بتنظيم من المجلس الوطني للإعلام، بعنوان "صناعة النشر في الإمارات والتحديات المعاصرة"، وشارك فيها كل من الكاتبين والناشرين الإماراتيين جمال الشحي، وسلطان العميمي، والناشرة البريطانية إيزابل بالهول، وأدارت الندوة الناشرة والمؤلفة الإماراتية نورة النومان، وحضرها مجموعة من الأدباء والناشرون، وزوار المعرض.

وركزت الندوة على محاور عدة، دارت حول العوامل الأساسية لإيجاد دار نشر إماراتية ناجحة، اختصرها جمال الشحي بأهمية وجود خلفية إدارية للناشر، ومعرفة بالواقع الثقافي، والمعرفة المسبقة بالقطاع، والهدف من نشر هذا المطبوع أو ذاك. وأوضحت إيزابل بالهول أنه لابد من قياس شغف القراءة في أوساط القراء، وجودة تحرير الكتب المطبوعة، وأسلوب الطباعة، والتصاميم، وخطة التسويق، والتوزيع، وركز سلطان العميمي على مسألة الوعي، والثقافة، والخبرة.

وأشارت "بالهول" إلى أن أهم مشكلة، من وجهة نظر الناشر، هي البرامج التي تنقل الكتب باللغة العربية، كما هو الحال باللغة الإنجليزية، وعدم وجود قواعد بيانات محدثة باستمرار، من قبل الناشرين، للمكتبات، يمكن في ضوئها التواصل معهم لنشر الكتب. وبَيَّن "الشحي" أهمية الفرز بين الناشر والموزع، والسعي إلى خلق قطاع توزيع، لأن النشر بدون توزيع ناجح، ومدروس، لا يحقق الهدف.

ولفت "العميمي" إلى أهمية عدم إغراق المكتبة بالإصدارات، وعناوين الكتب، لمجرد النشر، حيث إن بعض تلك الدور لا تستطيع حتى أن تعرض جميع مطبوعاتها، وتخلق مشاكل مع الكتاب، الذين لا يشاهدون كتبهم على منصات العرض، بينما يمكن ذلك على منصات النشر الإلكترونية. وأضافت "بالهلول" أن الناشرين، لا سيما الغربيين، يفضلون اختيار الكتب الناجحة، والأسماء البراقة للمؤلفين، للحصول على تسويق أكبر فالنشر تجارة، ولا تفي كل الكتب بالغرض.

واتفق المشاركون في الندوة على نقاط أخرى لدعم انتشار الكتاب الإماراتي، وصناعة النشر، منها الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كونها منصات عالمية الشهرة، ومجانية الاستخدام، وأهمية تقنين الجوائز الثقافية، أو وضع المزيد من القيود على الأعمال الفائزة، وعدم لجوء الكاتب إلى النشر الذاتي، لأنه يستغرق الكثير من الوقت، ودعوا الكُتَّاب إلى بذل المزيد من الجهود، اللازمة للجودة، لكي يتم الارتقاء بعملية النشر الإماراتي، بشكل متميز.

ويتضمن جدول الفعاليات الثقافية لليوم الرابع من معرض الشارقة الدولي للكتاب، السبت، مجموعة من الفعاليات، بينها الحديث عن مؤلف وفنان "الكوميكس"، وندوة "ماذا يقرأ العالم العربي، وكيف؟"، بتنظيم من فريق "بي بي سي"، كما تتضمن الفعاليات العديد من الندوات، والورش، وتوقيعات الكتب، ولقاءات المشاهير.