كعك العيد

مازلنا نتوارث بعض العادات والتقاليد في أعيادنا الحالية التي تثبت بالفعل أننا "أحفاد الفراعنة" فبحلول العيد تبدأ الأسر المصرية بتحضير "كعك العيد" الذي من خلاله يتم بث روح السعادة والبهجة للكبار والصغار، حسبما أكد سيف العراقي، الباحث في الآثار المصرية.

"طالعة القرافة "

أضاف العراقي أن "بعض الجمل الشهيرة من المصريين، العيد من غير "كعك" العيد ميبقاش عيد، فبالعودة إلى الوراء نرى أن الفراعنة كان لهم السبق في صناعة "كعك العيد" وهذا ليس بجديد على أجدادنا الفراعنة فمنذ أكثر من أربعة آلاف عامًا وتحديدا في بعض برديات ونقوش الدولة القديمة".

تقديم الكعك

أشار العراقي إلى أن هذه النقوش تروي أن زوجات الملك كانت تقدمه إلى الكهنة الذين كانوا مكلفين بحماية هرم الملك "خوفو" يوم تعامد أشعة الشمس على حجرة الملك خوفو، حيث كان الخبازون في البلاط الفرعوني يتفننون في طريقه صنعة ويصنعون منة أشكالا عديدة مثل: اللولبي، والمخروطي، والمستطيل، والمستدير، وكانوا يستخدمون العسل الأبيض في صنعة.

وبالنظر إلى النقوش؛ أكد العراقي أن مقابر "طيبة ومنف"، ومن بينها مقبرة الوزير"رخمي رع"، في عصر الدولة الحديثة نجد شرحا تفصيليا للمشهد بأكمله من حيث طريقة الصنع والمكونات، حيث لم تختلف طريقة صنع "كعك العيد" في مكوناته عن عصرنا الحالي، ومن أشهر الأقوايل الشهيرة عن طريقة صنع "كعك العيد"، أن المؤرخ الإغريقي "هيرودوت" عندما زار مصر في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد "تعجب من أن المصريين يمزجون عجين الكعك والخبر بأرجلهم في حين أنهم يمزجون الطين بأيديهم"، فقد كان الفراعنة يزورون المتوفى في الأعياد ويقومون بتقديم "كعك العيد".

 العصر الإسلامي

تابع العراقي، "والذي كان يصنع على شكل قرص تشبه تميمة الإلة "ست" إحدى التمائم السحرية التي تخفف عن المتوفي في العالم الأخر، وهذا ما يسمى في وقتنا الحالي "طالعة القرافة" الذي نجدها كثيرا ضمن عادات وتقاليد المتوارثة في الريف المصري، ثم انتقلت بعد ذلك إلى العصر الإسلامي وتحديدًا في عصر "الدولة الطولونية" "868 - 904م" إلا أنها ازدهرت في عهد "الفاطميين" "909 - 1171م" حتى أنهم انشأوا ديوانا حكوميًا معني بـ "كعك العيد" أطلقوا علية "دار الفطرة"، أما في عهد "المماليك" "1250 - 1517م".

عهد المماليك

أوضح العراقي أن الأمراء كان يوزعون كعك العيد على الفقراء، حيث كانوا يعتبرونها صدقة خاصة من مدرسة الأميرة "تتر الحجازية" بحي الجمالية وسط القاهرة وبسبب رواج صناعة كعك العيد في عهد "المماليك" أدت إلى فتح سوق خاص به يسمى "الحلاوبين" داخل باب زويلة وسط القاهرة، حيث كانت تعرض محالة أجود أصناف الكعك خلال العشر الأواخر من رمضان.

الجدير بالذكر أن متحف الفن الإسلامي يحتوي على أشكال لهذه القوالب ومكتوب عليها بعض العبارات مثل: "كل هنيا" و"كل وأشكر".