الأديب محمد الحفري


تركت الحرب على سورية آثارها العميقة على الأديب محمد الحفري على المستويين العام والشخصي دون أن تستطيع منعه من الكتابة لتصنع لديه دوافع لتصوير تضحيات السوريين للدفاع عن أرضهم في أعمال نالت الاستحسان واستحقت الجوائز.

وقال الحفري في حديث لـ سانا : “مرت بلادنا بمخاض عسير وكنا معرضين لأخطار هددت كل شيء فلم يسلم منها الشجر ولا الحجر وهذه الحرب أفرزت تيارا أدبيا خاصا ولذلك كتبت فيه عدة أعمال” معتبرا أن هذا التيار سيتجلى أكثر في السنوات القادمة.

وحول روايته جنوب القلب التي استمدها من قصة ضابط استشهد في صفوف الجيش العربي السوري خلال تصديه للإرهابيين قال الفائز بجائزة الدولة التشجيعية للآداب: “مهمة الأدب الحقيقية هي النهوض والسمو بالحدث نحو فضاءات شاسعة وتجميل الواقع المرير لجعل الحياة مبنية على أمل دائم”.

الحفري الذي نال العديد من الجوائز الأدبية محليا وعربيا يجد أن الإيغال في بيئتنا ومجتمعنا المحلي وهمومه وأفراحه وأحزانه ومشكلاته العالقة هي بوابات يمكن للأديب أن يطرقها وينجح في إيصال رسائله معتبرا أن مثل هذه الأعمال قد تلقى قبولاً محلياً وخارجياً.

وحول الاهتمام العام بالمنتج الثقافي والفكري يجد مؤلف رواية صندوق الذكريات أنه أقل من الطموح المرتجى والمأمول وأن ما يقدم للمنتج الثقافي ولمبدعيه قليل ولا يكاد أن يسد الرمق حسب تعبيره داعيا لإطلاق مشروع يحتضن الكتاب والأدباء السوريين لا سيما المهجرين منهم جراء الإرهاب.

وعن مشاريعه القادمة أشار الحفري إلى أنه بصدد وضع اللمسات الأخيرة على فيلم يكتبه عن بطولة جندي سوري ويقول مختتما حديثه: “أتمنى أن يلقى النجاح وأن تصل رسالتي التي كتبتها في رواية جنوب القلب ودائماً سأعتبر الإنسان السوري ليس ابن المعجزة فقط إنما هو المعجزة ذاتها”.

يذكر أن محمد الحفري من مواليد درعا وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب حصل على جوائز أدبية محليا وعربيا منها المركز الثالث بجائزة الطيب صالح العالمية في مجال الرواية والمركز الثاني في جائزة الرواية العربية في الشارقة وجائزة المركز الأول لقصة الطفل في اتحاد الكتاب العرب صدرت له عشرات الأعمال من بينها في الرواية بين دمعتين وفي المسرح القرد مفاوض شاطر.. مسرحية للأطفال وفي القصة لحظة دهر.. مجموعة قصصية وساهم في إعداد وإخراج العديد من الأعمال المسرحية.

ولديه عملان دراميان بعنوان بقايا حزن والأصدقاء الخمسة ومجموعة حلقات تلفزيونية متفرقة وساهم مع الكاتبين الراحلين سهيل الذيب وعلي العبد الله في كتابة مسلسل نقطة من أول السطر.