الرباط - العرب اليوم
أعلن مشروع “ارتياد الافاق” عن نتائج جائزة ابن بطوطة للعام 2016 التي يمنحها “المركز العربي للأدب الجغرافي” سنويًا ويرعاها الشاعر محمد أحمد السويدي إلى جانب عدد من المشروعات التنويرية الورقية والالكترونية تحت مظلة “دارة السويدي الثقافية”، ويشرف عليها مدير عام المركز الشاعر نوري الجراح.
وأنجزت جائزة ابن بطوطة دورتها الأولى في مطلع عام 2003، وتمنح سنوياً لأفضل الأعمال المحققة والمكتوبة في أدب الرحلة، وجاءت انسجاماً مع طموحات الدار في إحياء الاهتمام العربي بالأدب الجغرافي، توزع الجوائز في يوم الأحد 12 من شهر شباط/فبراير 2017 خلال معرض النشر والكتاب في الدار البيضاء بحضور الفائزين وأعضاء لجنة التحكيم ونخبة من الباحثين لأكاديميين والأدباء المغاربة والعرب، ويقوم بتسليم الجوائز كل من وزير الثقافة ومدير عام المركز، وتناقش الأعمال الفائزة في اليوم التالي خلال الندوة التي تنظم بالتعاون مع وزارة الثقافة، تحت عنوان “الجغرافيا المغربية موئل وجسر بين العرب والعالم” ويشارك فيها الفائزون وأعضاء لجنة التحكيم إلى جانب نخبة من الدارسين المغاربة ويرافقها معرض كتاب لمنشورات مشروع “ارتياد الآفاق” تحت عنوان “الرحلة العربية في ألف عام”.
لجنة التحكيم
وتألفت لجنة التحكيم من ستة أعضاء من الأكاديميين النقاد والأدباء والباحثين في حقل الأدب الجغرافي والأدب العام، هم: د. خلدون الشمعة، د. عبد النبي ذاكر د. عبد الرحمن بسيسو، د. شعيب حليفي، د.الطائع الحداوي، الشاعر نوري الجراح، وبلغ عدد المخطوطات المشاركة 52 مخطوطاً جاءت من 11 بلدا عربية، توزعت على الرحلة المعاصرة، وعلى المخطوطات المحققة، والدراسات في أدب الرحلة وأدب اليوميات. وقد نزعت أسماء المشاركين من المخطوطات قبل تسليمها لأعضاء لجنة التحكيم لدواعي السريّة وسلامة الأداء. وقد جرت تصفية أولى تم بموجبها استبعاد الأعمال التي لم تستجب للشروط العلمية المنصوص عنها بالنسبة إلى التحقيق، والدراسة أو ما غاب عنه المستوى بالنسبة إلى الجائزة التي تمنحها الدارة للأعمال المعاصرة. وفي التصفية الثانية بلغ عدد المخطوطات 14 مخطوطة، وفي التصفية النهائية، جاءت النتائج على النحو التالي:
الأعمال الفائزة
فاز بالجائزة في دورتها الأخيرة الثانية عشرة سنة 2016 عن (النصوص الرحلية المحققة): د. زيد عيد الرواضية (الأردن) عن تحقيق كتاب “من فيينا إلى فيينا/ رحلة محمد صادق رفعت باشا إلى إيطاليا 1838، ود.شاكر لعيبي (العراق) عن تحقيق كتاب “رحلة أبو دلف المسعري في القرن العاشر الميلادي، ود. عيسى بخيتي (الجزائر) عن تحقيق “جمهرة الرحلات الجزائرية الحديثة في الفترة الاستعمارية 1830-1962”في 7 أجزاء متبوعة بدراسته المسماة: “ أدب الرحلة الجزائري الحديث -سياق النص وخطاب الأنساق”.
وفازت بالجائزة عن فرع (الرحلة المعاصرة-سندباد الجديد): لطفية الدليمي (العراق) عن كتابها “مدني وأهوائي-جولات في مدن العالم“، وفاز بجائزة عن فرع (اليوميات)، وغدير أبو سنينة (فلسطين-نيكاراغوا). عن كتابها “إخوتي المزينون بالريش”، وفاز بالجائزة عن فرع (الدراسات)، كل من : د. خالد التوزاني (المغرب) عن كتابه :”الرحلة وفتنة العجيب/ بين الكتابة والتلقي“:، أريج بنت محمد بن سليمان السويلم (السعودية) “السرد الرحلي والمتخيل في كتاب السيرافي والغرناطي”
وفاز بالجائزة عن فرع (الترجمة) د. فالح عبد الجبار عن ترجمة رحلة جوتة إلى ايطاليا “رحلة ايطالية 1786 ـ 1788″
رحلات أخرى
وتبنت الجائزة نشر ست رحلات ويوميات جاءت إما بشكل منفصل عن الجائزة، أو مما اختارته لجنة التحكيم لقيمته الاستثنائية. سنعلن عنها لاحقا في بيان منفصل، ومع هذه الدورة رأى الشاعر محمد أحمد السويدي راعي الجائزة أن الباحثين والأدباء الجدد الذين اغتنت الجائزة بأعمالهم هذا العام، كما في العام الماضي، إنما يؤكدون من خلال الأعمال المبدعة والرصينة التي أنجزوها، على دقة اختيارنا، وصحة منهجنا في اعتبار الثقافة، وحدها، ببعدها الإبداعي، وافقها النقدي، مصدرا للأمل في المستقبل، وأن لا خيار آخر أمامنا نحن العرب في اللحظة الاليمة الراهنة سوى مواصلة الخوض في معركة المستقبل، مؤمنين بالطاقات المبدعة في الأمة، ومحفزين لها، انطلاقا من اعتبار الثقافة العاصم لنا ولأجيالنا المقبلة في هذا البحر المتلاطم من القضايا والمشكلات المتفجرة على أوسع نطاق.
ورأى الشاعر نوري الجراح، المشرف على أعمال “المركز العربي للأدب الجغرافي” وندوته العلمية وجائزته السنوية، أن المؤلفات الفائزة هذا العام تكشف عن المزيد من الإبداعات الكبيرة التي أنجزت في قرون وعقود سابقة وأسهمت عملياً في ردم الفجوات المعرفية بين المشرق والمغرب وبين العرب والعالم، وفي بناء جسور الحوار بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى، وهو ما يكتسب اليوم في ظل الهجمة الاستعمارية المتجددة على العرب ثقافة ووجودا أهمية استثنائية، وتكشف الجائزة في هذا العام عن آثار قيمة كلاسيكية ومعاصرة وحديثة في هذا الحقل الأدبي الخطير المسمى أدب الرحلة. في هذا العام كتب محققة لمخطوطات قديمة وأخرى مترجمة وغيرها تتمثل في يوميات معاصرة، وسواها من أبحاث ودراسات في أدب الرحلة، ويحضر العراق المحترق بنار الطائفية والعدوان الخارجي بشكل مميز هذا العام يتمثل في ثلاثة فائزين. في حين تحضر المرأة المبدعة والباحثة بصورة بارزة أيضاً من خلال ثلاث فائزات بالجائزة.
وتصدر الأعمال الفائزة عن “دار السويدي” في سلاسل “ارتياد الآفاق” للرحلة المحققة وسلسلة “سندباد الجديد” للرحلة المعاصرة، واليوميات في سلسلة “اليوميات”، والدراسة في سلسلة “دراسات في الأدب الجغرافي” وذلك بالتعاون مع “المؤسسة العربية للدراسات والنشر” في بيروت، أما الأعمال المنوه بها وتلك التي التي اختيرت من خارج الجائزة من يوميات ورحلات فتنشر بالتعاون مع “دار المتوسط” في ميلانو.