القاهرة- محمد عمار
14 فبراير من كل عام يحتفل العالم بعيد الحب العالمي، وعيد الحب وجد لتخليد المحبين للأبد، وما كان منا أن نجد قصة حب أروع من قصة حب الشاعر الكبير طاهر أبوفاشا، الكاتب الذي سحر بكلماته العالم العربي بأكمله فهو من كتب "ألف ليلة وليلة" في 800 حلقة إذاعية كان يستمع لها العالم العربي في رمضان.
ولد أبوفاشا عام 1908 وتخرج في كلية دار العلوم، وكان شغوفا بالأدب والشعر وكتب الزجل والشعر الفصحى، تغنى له كبار المطربين والمطربات وعلى رأسهم سيدة الغناء العربي أم كلثوم، في أغاني فيلم "رابعة العدوية" التي لحنها العبقري محمد الموجي.
تزوّج أبوفاشا من زوجته السيدة نازلي المهدي طوال 40 عاما أنجب منها ولدا وبنتا، وكانت هي القارئة الأولى لأعماله إذ عاشت تستمع لأشعاره كأنها تستمع لبلبل يشجيها ويؤنسها، في أحد الأيام تمنت أن ترحل قبل منه لأنها لا تقوى على العيش دونه ساعة واحدة، وكان هو يقول لها إنه سيموت أولا، فخافت الزوجة على حبيبها وكانت دائما طوال سنواتها معه تطلب من الله أن تموت قبله، تمر السنوات وفي كل عام من أعوام زواجهما يأتي لها بوردة بيضاء حيث كانت تحب الورد الأبيض، وفي عام 1979 توفيت زوجته الحبيبة إلى قلبه نازلي المهدي عانى كثيرا بعد رحيلها، فقرر أن يكتب ديوانا شعريا يعبر فيها عن حبه لها فكتب ديوان شعر اسمه "دموع لا تجف"، كتب في إحدى قصائده:
قلت للكأس والليالي غريمي
أين يا كأس كــرمتي ونعيمــي
جمعَ الليلُ شاربيــــها فمـا لي
لا أرى بين شاربيــها نديــمي..
وقبل أن يفيق من حزنه على زوجته رحل إبنه الأكبر فكتب:
كم ذا ألاقي من الأيـــــام يا ولـدي
ولا أراك إذا يومـــــــــــــًا مددتُ يدي
خوفي عليكَ وخوفي منك يملؤني رعبــا
من اليوم موصولًا برعْبِ غدي
هذا الذي كنتُ أرجوه ليحمــــلَني
فصرت أحملهُ شيــــخا بلا جَـــــــــــلَدِ..
ويقول المقربون منه إنه بعد أن انتهى من ديوانه "دموع لا تجف" ذهب إلى قبر زوجته يلقي عليها قصائده وترك على مقبرتها نسخة من ديوانه ومعه مجموعة من الزهور البيضاء، عاش حزينا على رحيلها حتى توفي عام 1989.