الخرطوم- محمد إبراهيم
حذّر وزير الدولة في وزارة الآثار والسياحة والحياة البرية في السودان، عادل حامد دقلو، السبت من أن آثار مملكة "علوة" المسيحية في منطقة سوبا شرقي في الخرطوم مهددة بالتعديات الزراعية والسكنية.
وكشف عادل حامد دقلو، عن توزيع أراضٍ سكنية للمواطنين داخل المواقع الأثرية لمملكة علوة، وأعلن أن لجنة التصرف في الأراضي الزراعية في وزارة الزراعة في الخرطوم وزعت أراضي زراعية في منطقة الآثار.
وأعلن دقلو خلال جولة تفقدية السبت لآثار حضارة "علوة" في منطقة سوبا شرق في محلية شرق النيل في الخرطوم بمعية مدير الهيئة القومية للآثار والمتاحف، عن ترتيبات لإنشاء متحف لآثار مملكة "علوة" التي تعودة إلى الفترة المسيحية في السودان، وتعهد بتحويل آثار "علوة" إلى منطقة سياحية جازبة، مؤكداا سعي الدولة لوضع حلول جذرية للمشاكل الدائمة التي تتعرض لها آثار هذه الحضارة.
وشدد دقلو على أن آثار حضارة سوبا المسيحية باتت مهددة بالتعديات الزراعية والسكنية رغم الجهود التي تبذلها الهيئة القومية للآثار والمتاحف لحماية موقع سوبا الأثري، وكشف عن توزيع أراضٍ سكنية للمواطنين داخل المواقع الأثرية لمملكة علوة، وأكد أن لجنة التصرف في الأراضي الزراعية في وزارة الزراعة ولاية الخرطوم وزعت أراضي زراعية في منطقة الآثار.
وقال دقلو إن وزارته تسعى لمعالجة هذه الإشكاليات لمصلحة جميع الأطراف، وإلزام كل من يملكون أراضي داخل المنطقة الأثرية بدفع تكلفة التنقيب عن الآثار في المنطقة، بينما تعهدت الهيئة القومية للآثار بتسليم الأرض لأصحابها بعد اكتمال أعمال التنقيب ليستفيدوا منها.
وأوضح الوزير أن المنطقة الأثرية في سوبا شرق حددتها مصلحة المساحة السودانية منذ عام 1951م بخمسمئة وسبعة وتسعين فدانا، وأكد أن الهيئة القومية للآثار وضعت علامات مميزة توضح الخارطة الجغرافية للمواقع الأثري، ونوه إلى أنه على الرغم من وجود قانون يمنع التعدي على المواقع الأثرية فإن التعدي على آثار سوبا تم بصورة عشوائية، وقال إن الهيئة القومية للآثار لم تفلح في تطبيق القانون لأسباب متعددة، وأشار دقلو إلى أن آخر أعمال تنقيب للبحث عن آثار منطقة سوبا شرق قامت بها بعثة المعهد البريطاني لشرق أفريقيا في الفترة ما بين 1990م و1991م، وأكد أنها تمكنت من تحقيق كشف أثري مهم عن النظم الإدارية لمملكة علوة، وشدد على أن المحافظة على الآثار السودانية من صميم حفظ تراث وتاريخ الأمة.