وزير الثقافة العراقي فرياد رواندزي

شارك وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي، في "كونفراس" من قبل منظمة "انكونترو دي جيفلتا" في روما، بشأن موضوع الآثار في العراق ومؤتمر المانحين الذي سيُعقد في الكويت ومدى إمكانية تخصيص أموال وإمكانيات دولية لهذا الغرض، وقد شارك في المؤتمر رئيس المنظمة "روتيلي" وعدد من المتخصصين في مجال إعادة بناء الآثار، كما شارك السفير الايطالي في المؤتمر عن طريق رسالة عبر جهاز فيديو للمؤتمر.

وفي رسالته إلى جمعية "أنكونترو دي جيفلتا" في الخامس من شباط 2018، قال وزير الثقافة والسياحة والآثار فرياد رواندزي :"نظرا لأهمية المواقع الأثرية أصبح حماية التراث الثقافي بالنسبة لنا خلال سنوات واحدة من السياسات الأساسية التي تتبعها وزارة الثقافة و الهيئة العامة للآثار", لافتا إلى تكريس الهيئة العراقية جهودها لهذا الغرض بالتحديد.

وأضاف أن الروابط التاريخية بين بلداننا في مجال حماية الآثار هي روابط صلبة وشهادة على صداقة حقيقة بيننا، وبدوري كوزير للثقافة فقد كرست اهتمامًا كبيرًا وجهودًا متعددة حول حماية تراثنا الثقافي وتأسيس العديد من الروابط الممكنة مع الشركاء الأجانب التي ممكن أن تتعاون في هذا المسعى، كما لفت إلى أن ايطاليا تعد شريكا أساسيا عبر بعثاتها الأثرية ومن خلال أدراج مقرر محدد حول حماية التراث الثقافي وبرنامج تدريب الشرطة الايطالية للقوات الشرطة المحلي، ومبينا أن مدينة الموصل القديمة أصبحت تقريبا مُدمرة بالكامل وبحاجة إلى أعادة الأعمار, وهنالك عدد من المواقع الأثرية والآثار لازالت بحاجة إلى تدخل قضائي فقد شكل هزيمة داعش نقطة بداية وتعزيزا للتعاون مع الخبراء الايطاليين، وأن ايطاليا تعمل معنا منذ عقود وبالتأكيد نرحب بالمزيد من التعاون للنهوض من الدمار.

وأشار إلى استعداد العراق للمؤتمر الدولي لإعادة الأعمار الذي سيُعقد في الكويت الأسبوع المقبل، حيث جرت مناقشات عديدة منذ شهور حول تحديد الممتلكات التي تودي إلى مزيدا من التطور، وبهذا المعنى تعتبر الثقافة جزء من أعادة أعمار البلد وأداة لتحقيق المصالحة الوطنية من خلال استعادة وتثمين تراثنا المتنوع.

واثنى رواندزي على جمعية "جيفلتا" والرئيس روتلي على هذه المبادرة الجريئة والمفيدة التي تهدف إلى جذب الاهتمام إلى حال التراث الثقافي في الشرق الأوسط وفتح مرحلة ثانية من التعاون بين العراق وايطاليا, مركزين على تثمين تراثنا الثقافي، لذلك نأمل قريبا الانتهاء من الترتيبات اللازمة لبدء تعاوننا على ارض الواقع.

وفي تلك الانثناء أوضح السفير الايطالي في العراق برونو باسكينو، أن التعاون الثنائي في مجال الثقافة والآثار كان واحدة من حجر الأساس لسياسة ايطاليا الخارجية اتجاه العراق والتبادل الودي بين الشعبين، هنالك سبعة بعثات ايطالية موجودة في شمال وجنوب العراق مستمرة بالتعاون بالرغم من الوضع المتأزم في البلاد، وهذه شهادة حيه على الالتزام الطويل الأمد للوزارات الايطالية للشؤون الخارجية والثقافية من حيث تخصيص الأموال والمشاريع في هذا الصدد.

وأكد أن الباحثين الايطاليين مصّرين على البحث في ماضينا ومستمرين في جلب الدعم للحفاظ على التراث الأثري، أن وجودنا هنا هو ربما الأكثر صله بين مختلف الشركاء الدوليين للعراق، كما أوضح أنه تم تشكيل "المؤسسة العراق الايطالية للآثار" بفضل التزام جامعة تورين و الوزارة الايطالية للشؤون الخارجية والسلطات العراقية, وهي مؤسسة مختصة بالآثار موجودة في قلب العاصمة بغداد.

 واستطرد بوجود مستقبل آخر للمشاركة الايطالية تكمن بدور الشرطة الايطالية, التي جزء من مهمتها هو تدريب قوات الشرطة العراقية لحماية التراث الأثري والتحف الفنية, حيث يوجد حاليا ضابطان من الوحدات الخاصة بحماية التراث الأثري واحد في بغداد والثاني في اربيل, لتدريب وتقديم المشورة للسلطات العراقية في الميدان، وهذين مثالين على مساهمة ايطاليا في استقرار العراق من منظور إنساني وهو امتياز لوجودنا هنا، لقد كانت ايطاليا في طليعة الدول المشاركة لحماية التراث الثقافي ويكفي أن نذكر أن مبادرة "وحدة 4 للتراث" التي روجتها ايطاليا وفرنسا هنا, مع مراعاة الإطار العام لالتزام ايطاليا في جميع أنحاء العالم, ولدينا الفرصة لترجمة محتوى هذه المشاريع إلى حقائق, شكرا للجهود المشتركة للحكومة والمجتمع المدني.

 ويرى السفير الايطالي أن العنف المتمرد لـ"داعش" أتى بجروح إضافية لبلاد عانت من حروب سابقة، والآن هو الوقت لتوسيع النشاطات التي حدثت في العراق في الأعوام الماضية، بالإضافة إلى ذلك الآن هو الوقت الذي يمكن أن نفكر فيه بتعزيز تعاوننا من اجل استقرار وإعادة بناء العراق مع مساهمة تعزز مرة أخرى الجانب الإنساني لعملنا في البلاد.ِ