نابلس ـ وفا
كانت ينابيع المياه في بلدة قصره جنوب نابلس، مصدرا مهما لسد احتياجات السكان الأساسية من المياه، قبل تحولها لأغراض الري الزراعي بعد انهيار نبع البلدة الرئيسي (نبع رأس العين) في المنطقة الغربية، وتسرب نسبة كبيرة من المياه لباطن الأرض الذي يتدفق منه (55-65 مترا مكعبا) يوميا بمختلف فصول السنة، حسب تقرير صدر عن المجلس البلدي سابقا.
وقصره قرية ريفية تعتمد على الزراعة، وبشكل كبير على جمع مياه الأمطار في الشرب، وتخزينها في آبار محفورة بالصخر أو مبينة بالإسمنت المسلح.
رئيس بلدية قصره عبد العظيم وادي يقول لـ"وفا": "يعاني نبع رأس العين من مشكلة انهيار نسبة كبيرة من الجزء الرئيسي المغذي للبلدة، إضافة إلى تلف أنابيب نقل المياه التي تم إنشاءها في عهد الحكومة البريطانية (بطول3 كم) من جبل رأس العين لخزان في أطراف القرية يمكن السكان من الاستفادة منها".
ونتج عن انهيار الجبل قبل سنوات قليلة هدم جزء كبير من النبع، وفقدان كمية كبيرة من ماء النبع التي تسربت للوديان وباطن الأرض، وقلل من مساحة الأراضي المروية والزراعية، إضافة إلى الأمراض الصحية وحالات التسمم الكبيرة نتيجة ترهل وصدا شبكة النقل، والنقل الخاطئ بواسطة صهاريج المياه.
وتابع وادي: "يحتاج النبع إلى مشروع تأهيل لتقليل نسب المياه المتسربة إلى باطن الأرض، والاستفادة منه في الشرب، وتم إجراء فحص أكد صلاحيتها للشرب، وتكون عملية الصيانة عن طريق تأهيل منطقة النبع المنهارة وحمايتها من التلوث والاستخدام غير الصحيح، وإنشاء خزان من الخرسانة المسلحة بمساحة 70 كوب ونظام فلتره لضمان خلو المياه من الشوائب، وإيجاد خط نقل قطره 63 ملم بطول1300م لنقلها من منطقة النبع إلى خزان قريب من منازل البلدة، وإنشاء مضخة دافعة لضخ المياه من النبع للخزان".
ويتحسر المزارع عزات حسن(55عاما)، على الأيام الجميلة التي عاشها فترة خصوبة الأرض وخيراتها، واصفها بالجنة، ويقول: "كنت استيقظ كل يوم صباحا اعد مستلزماتي وأتوجه لمنطقة النبع، امضي فترة طويلة بالجبل بسبب الجو اللطيف لارتفاعه الشاهق للجبل الذي يزيد عن 900م عن سطح البحر، أضع إبريق شاي على الحطب وأتناول فطوي المثالي، واسقي الأغنام من النبع ثم أعود للمنزل".
ويؤكد حسن، على الآثار السلبية الناتجة بعد انهيار النبع، التي كلفته مبلغ كبير لشراء مياه لسقاية المواشي والحيوانات التي يمتلكها، وتخفيضه لكمية الأراضي المزروعة التي كانت تعتمد على مياه النبع.
منذ أكثر من خمس سنوات لم يتمكن حسن من الرعي بالأغنام بمنطقة النبع لتسرب المياه لباطن الأرض، التي كانت قبل ذلك منطقة خصبة للرعي وسقاية المواشي.
وتشرح الحاجة نوال فريج (63عاما)، وضع نبع رأس العين قبل الانهيار، وتوضح "في السابق كنا نذهب بين الحين والأخر لنبع رأس العين الذي يتغذى من 7 عيون رئيسية تتجمع في نبع البلدة، ونزيل الأوساخ والتراب لزيادة تدفق المياه وتعقيمه بشكل دوري للتخلص من الميكروبات، لكن بعد الانهيار تعرضت معظم العيون للإغلاق وقلت نسبة تجمع المياه في خزان المياه القريب من منزلنا".
وتتحدث فريج عن المعاناة نتيجة انهيار النبع، وتقول: "كانت الاستفادة من النبع أكثر بكثير من اليوم خاصة للسكان الذين لا يملكون بئر مياه في منزلهم بحيث كان الخزان يوفر احتياجاتهم اليومية من المياه دون دفع تكاليف مالية، لكن الآن حجم المياه المتجمعة بالخزان أصبحت لا تكفي لسد احتياجات المواطنين اليومية في حال نفاذ كمية المياه في آبارهم المنزلية للشرب والزراعة والإعمال المنزلية، وهذا ما دفع الأهالي الى شراء المياه من نقطة للاحتلال عبر صهاريج ذات التكلفة المرتفعة".