رمضان في الهند احتفال في استقباله واحتشاد في وداعه

للمسلمين في شهر رمضان المعظم العديد من العادات والتقاليد، التي قد تختلف باختلاف البلد التي يعيشون فيها، فبالإضافة إلى الفروض والطاعات التي يدعو الدين الإسلامي إلى الالتزام بها في شهر رمضان، تفرض الثقافات المختلفة عاداتها وتقاليدها على سلوكيات المسلمين خلال الشهر الكريم، والهند ليست استثناء من هذه القاعدة، فهذا البلد يعتبر من البلاد متعددة الثقافات في العالم، وبالتالي فالمسلمون الهنود لهم من العادات والتقاليد ما يخالف عادات وتقاليد المسلمين خارج هذه البلاد بالنظر إلى احتكاكهم بالثقافات المختلفة المتواجدة داخل هذا البلد، الذي تجاوز عدد سكانه المليار نسمة.

دخل الإسلام بلاد الهند قبل نحو 11 قرنا أي في نحو القرن الـ13 الميلادي، وقد استمر المسلمون في حكم الهند لمدة نحو 800 عام انتهت ببدء الاستعمار البريطاني للبلاد، وقد خلف المسلمون في الهند تراثا علميا وفكريا ومعماريا بارزا أثر في الحضارة الهندية عامة.

ويبلغ تعداد المسلمين في الهند حاليًا نحو 150 مليون نسمة أي ما يعادل أكثر من 10% من إجمالي تعداد السكان، وللمسلمين في الهند قوانين خاصة بهم أقرها الدستور الهندي في القضايا الاجتماعية والشخصية مثل الزواج والميراث وما يتعلق بها، ولهم حرية العبادة والإبداع ونشر الدين والدعوة إليه بلا إجبار، إلا أنه بين حين وآخر تظهر بعض المشكلات الدينية بين المسلمين والهندوس.

وتمتاز المائدة الهندية بأكلات خاصة عند الإفطار والسحور، حيث يتناولون "الغنجي"، وهي شوربة اعتادوا على شربها، لما تمنحه للصائم من قوة وتذهب الظمأ، فهي تصنع من (دقيق الأرز وقليل من اللحم وبعض البهارات وتطبخ في الماء) فيتناولونها في الإفطار ويبعثون ببعضها للمساجد، إضافة إلى اهتمامهم بأكل الفواكه بأنواعها في هذا الشهر الفضيل، سواء التمر أو البرتقال أو العنب وغيرها الكثير.

وكذلك شراب "الهرير" الذي يعد مشروبهم المفضل في هذه الأيام عند الإفطار ولا يتطلب عمله سوى (طبخه بالحليب والسكر واللوز).

ومن عادات المسلمين هناك توزيع الحلوى والمرطبات على المصلين عقب الانتهاء من صلاة التراويح.

وفور ثبوت شهر رمضان في المناطق المسلمة في الهند تعم الفرحة جميع المسلمين، ويتبادلون عبارات التهاني والفرح، وتكتسي الشوارع في الأحياء المسلمة حلة جديدة، حيث تضاء المساجد ومآذنها، وتكثر حلقات تلاوة القرآن، وتمتلئ المساجد بالمصلين، ويبدأ الأطفال بالتجول في الأحياء الشعبية فرحين مسرورين بما أنعم الله عليهم من خيرات هذا الشهر، وهم ينشدون الأناشيد الدينية بلغتهم المحلية، ثم يسرع الجميع لأداء صلاة التراويح من أول ليلة في رمضان، ويجتهد كل مسلم هناك في قراءة ختمة واحدة على الأقل في شهر رمضان، وتهتم المساجد في الهند بتنظيم الدروس الدينية والمحاضرات التي يقدّمها دعاة يحضرون من شتى بقاع الدولة.