الفنان عبدالإله السناني

أرجع الفنان عبدالإله السناني تدني الأعمال الكوميدية في العشرين عامًا الماضية إلى عدم وجود علاقة بين صناع العمل الفني بالفن نفسه، مشيرًا إلى أن 70% من الممارسين للفن الكوميدي دخلاء على الفن، إضافة إلى نقل التجربة الأوروبية للعالم العربي بكثير من التشوية، مشددًا على أننا بحاجة إلى التخصص في العمل الفني والكوميدي من مخرجين وكتاب وممثلين، وإلا سنبقى في هذه الدائرة المفرغة في ظل عدم وجود مؤسسة فنية تعتني بالفن وترتقي به. وأكد على أهمية دعم المجتمع للفن ودعم التخصصات في المعاهد والجامعات، مضيفًا: "علينا أن نستبشر خيرًا بوجود هيئة الترفية وهيئة الثقافة والتي سيكون لها دور في قيادة المجتمع، ودعم الفنون وهي الرسالة الحقيقية في مثل هذه المهرجانات".

وجاء ذلك خلال ندوة مفتوحة عن فن الكوميديا والكتابة الساخرة في العالم العربي، أقيمت يوم أمس الأول بفندق قصر أبها، ضمن فعاليات مهرجان الكوميديا الثاني بمهرجان أبها يجمعنا، وشارك فيها إلى جانب السناني، الكاتب محمد السحيمي والفنان أحمد بدير. حيث تحدث السحيمي عن العالم العربي ووصفه بالشعبوي بالدرجة الأولى، قائلًا: "إن الشعب الذي يصنعها والنخبة تعيد التصنيع، وإن السخرية ليس لها مستويات محددة ولا تعتمد على جيل واحد"، مبيِّنًا أن السخرية تأتي من الأمثال الشعبية، ذاكرًا أن جميع الكتاب المصريين ساخرون بامتياز دون استثناء، مستدلًا بالمخاطبات بين نجيب محفوظ وطه حسين ومصطفى صادق الرافعي.

وأوضح إن المسرح من أنواع الفن الساخر، ولكنه لم ينضج بعد، مشبهًا نفسه بفولتير في الغاية والغرض وبرناردشو في الأسلوب الساخر، وأوضح أنه يعتمد في كتاباته في أنه يضع النص ليكون بطله القارئ، بينما فن الكاريكتير استطاع أن يسخِّر الأفكار كي تصل لهدفها.

فيما قال الفنان أحمد بدير إن كل الفنون تشكل وجدان المواطن في كل دولة ولا فرق بين شعب وآخر في صناعة الكوميديا، مبيِّنًا أن الأهم في الكوميديا الساخرة والكاريكتير هو صناعة البسمة والضحك التي تجد لها صدى لدى المشاهد والمتلقي وتعتبر من أصعب الفنون، مشيرًا إلى أن الفنان الكوميدي يجب أن يتمتع بالأحساس والعاطفة والمشاعر المتوهج، وإلا بقي كوميديانًا ناقصًا.

وأكد أن الفنان لا يصنف فنه وتبقى خفة الدم والموهبة هما من يترجمان الجملة والايقاع في إضافة الجمل على المسرح والتي تنبع غالبًا من صلب الشخصية، معتبرًا أن الندوة هذه أكدت أن المسرح في طريقه للعلو