دمشق - نور خوام
بنصف مليون ليرة أو بثلاثة آلاف سأشتري ثيابًا جديدة لأطفالي ، بـ 25000 أو بـ 1500 ليرة سأشتري حلويات العيد لهم ، وسأعطيهم "العيدية " وإن كانت لا تكفي إلا للعب مرة واحدة في "المراجيح"، لن احرمهم من فرحة العيد ، قال ابو سعيد ذلك وهو يأخذ اطفاله للتسوق قبل عيد الفطر، حاله كحال آلاف السوريين الذين يملؤون أسواق دمشق في طقس اشبه ما يكون بكرنفال غير منسق تتداخل فيه ضحكات الأطفال بأصوات الباعة بضجيج الجدال على الاسعار مع اضواء المحال التجارية وزينة العيد .
ويجوب عشرات آلاف المتسوقين في شوارع الصالحية، شارع الحمرا ، الشعلان ،الجسر الابيض ، القصاع ، باب توما ، سوق الحميدية ،شارع خالد بن الوليد، الفحامة، حتى ساعات الفجر الاولى بحثا عن السعر الافضل و البضاعة الاجود ..وبعضهم يتجول و يتفرج فقط ربما لانه لن يشتري شيئا هذا العيد، وفي ظل الوضع الاقتصادي الصعب لاغلب السوريين والارتفاع الجنوني في الاسعار فإن اغلب السوريين يتسوقون لاطفالهم فقط ومن الاسواق الشعبية أو (البسطات) حيث يبلغ سعر "طقم الولادي" بين 3000 و 7000 ليرة سورية ،و الملابس النسائية و الرجالية تبقى ارخص من ملابس الاطفال.
وترتفع الأسعار في "الصالحية و الحمرا وباب توما " بنسبة 50% إلى 60 % ، فيما يصل سعر طقم الولادي في مجمع "فندق الفور سيزون التجاري" إلى نصف مليون ليرة سورية، وحتى بالنسبة لحلويات العيد الدمشقية الشهيرة كالبلورية والاسية وكول وشكور والمعمول بالفستق والجوز والراحة تشهد أسواقها في " الجزماتية ، ساحة المرجة " إزدحاما شديدا و تفاوتا كبيرا في اسعارها حيث بلغ سهر كيلو " الشرحات بالفستق الحلبي " 25 الف ليرة سورية ، ولكن هذا الازدحام ﻻ يعني بالضرورة ان بيوت الدمشقيين ستكون عامرة بالحلويات الجاهزة اذ فضل الكثير منهم ان يكتفي بالحلويات المصنوعة منزليا ﻻنها تبقى ارخص واجود .
وبالرغم من مآسي سكان العاصمة وأوجاعهم اﻻ انهم يتوقون للفرح والإحتفال بعيد الفطر السعيد و يملؤون اسواقها أملًا بعودة الامان الى مدينة دمشق ليكون بشرى لهم بان يكون العيد المقبل بلا حرب .