الدوحة_ قنا
أقام الصالون الثقافي بوزارة الثقافة والفنون والتراث أمسية ثقافية بعنوان "الاعلام وتضليل الرأي العام" بمقر الصالون بالوزارة، شارك فيها كل من الدكتور حسن علي محمد أستاذ ورئيس قسم الإعلام بجامعة المنيا بجمهورية مصر العربية، والإعلامية الجزائرية خديجة بن قنة المذيعة بقناة الجزيرة الاخبارية.
وخلال الأمسية قدم الدكتور حسن علي محمد ورقة بحثية بعنوان " التضليل الاعلامي والاعلاني .. الإشكاليات والتحديات" تناول فيها مفهوم التضليل الاعلامي من الناحية الأكاديمية، مشيرا إلى أن الدراسات الاعلامية المتعددة تدور حول كونه تزييف الحقيقة للتلاعب بأذهان المتلقين لإيصال معلومات ناقصة أو غير حقيقية، لافتا إلى أن التضليل الاعلامي قديم قدم الآلة الإعلامية، وكلما تطور الاعلام تطور التضليل في أساليبه وتقنياته.
وأشار إلى أن إشكاليات التضليل الاعلامي تتمثل في الإشكاليات الأخلاقية والرغبات المختلفة لكل إعلامي، والمهنية، حيث يفتقد الكثيرون ممن يلجؤون إلى التضليل للمهنية، والسياسية كارتباط الإعلامي بحزب أو اتجاه سياسي مما يجعله يسعى إلى الدفاع المستمر بالحق والباطل عن هذا الاتجاه ،مشيرا إلى أن هناك أنواعا متعددة للتضليل الإعلامي ومنها: التلاعب بالمعلومات وترتيب الحقائق، والتضليل بإهمال خلفية الأحداث ما يجعلها ناقصة ومشوهة، والتضليل بالعناوين ومقدمات تعتمد على التهويل والمبالغة، والتضليل باستخدام مفردات معينة تؤدي إلى إصدار أحكام معينة، والتضليل بالإيهام والتدليس في المصادر والمعلومات والتضليل بإغراق الجمهور ببرامج ومقالات وأخبار لا تهمه، والتضليل بالتعتيم والحذف والتجاهل. وطرح الدكتور حسن علي سؤالا.
هل التضليل كله شر؟ وهل جله مذموم؟ ليجيب عنه بأن هناك حالات يباح فيها التضليل مثل أوقات الحروب وأثناء الصراعات السياسية، حيث يحمد التضليل عند كل طرف، وضرب مثلا بما حدث في حرب أكتوبر وخطة التضليل الاستراتيجي للعدو، مشددا على خطورة التضليل إذا كان في غير زمانه ومكانه. وقدم المتحدث نماذج كثيرة على حالة الاعلام العربي، كما تناول التضليل في الجانب الاعلاني متناولا بعض النماذج التي تسيء للمجتمع أو تدلس على المستهلك. ومن جانبها قالت الإعلامية خديجة بن قنة "إن السنوات الخمس الأخيرة عملت على تكريس مفهوم التضليل الاعلامي وخصوصا خلال فترة الربيع العربي أو ما كان يسمى، حيث كانت فترة مخيفة".
وأضافت "أنا لا أرى أي جوانب ايجابية للتضليل فهو مرادف للتزييف، فنحن نصبح ونمسي على أخبار سلبية وأغلبها يدخل في دائرة التضليل، وقدمت خديجة بن قنة عددا من الامثلة التي تقرب أكثر لموضوع التضليل الاعلامي خصوصا في ظل تعدد وسائط الفضاء الاعلامي سواء التقليدي أو الالكتروني، مشيرة الى أن الاعلام الرسمي فقد كثيرا من جمهوره بسبب الاعلام الخاص ووسائل التواصل الاجتماعي والاعلام الجديد وإعلام المواطن وغيرها، حيث ظهرت مواقع الكترونية مرخصة وغير مرخص لها. وأضافت أن الفترة التي تلت الثورات العربية تمتع فيها الاعلام بحرية كاملة، ولكن ما حدث بعد ذلك أدى إلى انهيار في الحرية والقيم وصار التضليل منهجا لكثير من وسائل الاعلام لأهداف سياسية. وقالت إن أخطر شيء في الاعلام حاليا هو حالة الاستقطاب الحاد بيننا، حيث تشرع الاتهامات المسبقة لكل مخالف في الرأي وهذا له آثاره السلبية على حريتنا.