الرياض – العرب اليوم
اعتبر أستاذ الأدب والنقد في جامعة جازان الناقد المغربي الدكتور إسماعيل شكري، أن المفاهيم الإستراتيجية في التعامل مع النص سواء كان شعرًا أو نثرًا تتمثل في: الأطر، والمقصديات، والتعيين، والمماثلة التي هي المشاكلة في نظريات النقد الحديث، مفصلًا الحديث حول هذه المفاهيم التي تعاني من ضبابية واختلاف في التحديد والتعريف والتصور، وأن الإطار هو وضع الكلمات في إطار نستطيع أن نربط الناقد أو المحلل بهذا الإطار الجوهري، وذلك من خلال دراسة المعجم الذي يحدد الإطار الذي تنتمي إليه الكلمات. مبينًا أن المقصديات تتصارع في نقد النص، وإن لم يلوِ ناقد عنق النص فسيلويه ناقد آخر، وهي مقصديات متعددة منها: مقصدية النص،
ومقصدية المنتج للنص، ومقصدية الناقد القارئ، وهذه المقصديات درجات وأنواع تتداخل فيها الموروثات والمعتقدات. مضيفًا أن التعيين يمثل التواصل مع العالم، والذي لا يتم هذا التواصل إلاّ من خلاله، بينما التشاكل يوسع الدائرة في التصور لهذا العالم أو العوالم ويجعل مثلًا لكل تكرار معنى مختلف أو معين، فالكناية في البلاغة توسع العوالم، بينما الاستعارة تختزل العوالم.
وجاء ذلك في المحاضرة التي قدمها مساء الأول من أمس بنادي جازان الأدبي تحت عنوان "قراءة النص الإبداعي.. مفاهيم إستراتيجية"، تناول في مستهلها المفاهيم والأسس التي يمكن للناقد أن يتناول النص من خلالها في الإطار الدلالي، مبينًا أن تناول النص الأدبي في الحاضر لا يمكن أن يكون من خلال طرق التأويل التي تتناول النصوص في الماضي، وذلك لاختلاف الدلالات التي يفرضها النص الحاضر، ولاعتبارات أخرى كثيرة.
وخلص شكري في ختام محاضرته إلى أن هذه المفاهيم تؤسس للوعي عند الناقد، وإن المفاهيم كما نعتبرها معالم، فهي مزالق أيضًا، وأن النقد الحديث كله مزروع بالألغام التي لابد أن يحذر منها الناقد عند التعامل بأدوات هذا الحديث.
وقد شهدت المحاضرة عددًا من المداخلات حول موضوعها، كرم نائب رئيس مجلس إدارة النادي الشاعر الحسن آل خيرات المحاضر.