دمشق _ سانا
قدم رئيس دائرة آثار ريف دمشق الدكتور محمود حمود خلال الندوة الحوارية الثقافية “بعنوان الآثار السورية والتحديات الراهنة” تعريفاً بملامح الحضارة السورية من خلال استعراض أهم المواقع الأثرية حسب كل عصر بدءاً من العصور الحجرية وحتى العصور المتأخرة.
وعرض حمود في الندوة التي أقامها مكتب الإعداد وتنمية المهارات الشبابية في فرع ريف دمشق لاتحاد شبيبة الثورة في بلدة الصبورة شرائحا من الصور تضمنت عددا من المواقع الأثرية مثل ايبلا واوغاريت وايمار وماري وقطنة وانطاكية وتدمر التي كان لها فضل على الحضارة الإنسانية ومهدت الطريق لدخول البشرية مرحلة الحضارة والتقدم على كل المستويات.
وبين حمود خلال محاضرته أن هذه المدن القديمة وغيرها ساهمت في تحقيق إنجازات مادية وفكرية وروحية أظهرت جهد وبراعة وتضحية قدماء السوريين.
ورأى حمود أن الدور الحضاري والتاريخي الذي لعبته المدن والممالك السورية القديمة ما كان ليتم لولا التنوع والغنى الثقافي والاجتماعي والفكري الذي تمتعت به سورية وكان سمة ملازمة لوجودها في مختلف العصور وهذا ما توصلت إليه عشرات بعثات التنقيب الأثري الأجنبية والوطنية التي عملت في سورية منذ ما يزيد عن مئة عام.
وتم خلال الندوة الحديث عن أعمال التخريب المخططة والممنهجة التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية في محاولة لطمس هوية وحضارة الشعبين السوري والعراقي ومن ضمنها عشرات المواقع الأثرية والتي كان آخرها تدمير عدد من الكنوز الاثرية في مدينة تدمر.
وأشار حمود إلى أن ما تقوم به التنظيمات الإرهابية بدافع من أسيادها الصهاينة ومن يدور في فلكهم تهدف لمحو ذاكرة هذا الشعب وانتزاعه من ثقافته واجتثاثه من جذوره تمهيدا لتشتيته وبعثرته والقضاء عليه.
وأكد مدير آثار ريف دمشق ضرورة تعريف الشعب والأجيال الجديدة بقيمة هذا الإرث وما خلفه الأجداد لنا معتبرا أن الحفاظ على آلاف المواقع الأثرية المنتشرة في كل ربوع الوطن لا تقع مسؤولية حمايتها على الجهات الرسمية فحسب بل هي مسؤولية الجميع بما في ذلك المجتمع المحلي الذي كان له دور في الحفاظ على العديد من المواقع وساهم في حماية وصون مئات القطع الأثرية ما يعكس حقيقة جوهر الشعب السوري القادر على تحقيق الانتصارات في أحلك الظروف.