شرم الشيخ _ قنا
حظي جناح وزارة الثقافة والفنون والتراث المشارك في المهرجان العربي للثقافة والفنون وإحياء التراث بمدينة شرم الشيخ المصرية بإقبال جماهيري لافت، ضمن فعاليات المهرجان الذي ينظم تحت شعار "أجيال تحفظ تاريخ الأمة" ويستمر حتى يوم الجمعة.
فقد تألق التراث والفن القطري بصورة لافتة في المهرجان، وتمكن من اجتذاب الجمهور العربي في شرم الشيخ، حيث أشاد الجمهور بالفن والتراث القطري وبجناح وزارة الثقافة الذي حظي بإقبال جماهيري من مختلف الجنسيات، تقدمه الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح وزير الإعلام والشباب والرياضة بدولة الكويت والذي أبدى إعجابه بالفعاليات المقامة فيه وأثنى على العارضين، وقدم الوفد القطري درعا تذكاريا لسعادته.
وقال السيد خالد الكواري مدير إدارة الموارد البشرية في وزارة الثقافة رئيس الوفد القطري إن المشاركة القطرية، حققت نوعا من التفاعل بين الحرفيين القطريين وأشقائهم من الدول العربية وهي إضافة إلى جمهورية مصر العربية، السعودية، الإمارات، الكويت، الأردن، اليمن، السودان، لبنان، فلسطين، تونس، ليبيا، الجزائر، المغرب، موريتانيا، الصومال، جيبوتي، جزر القمر.
وأوضح أن الجناح القطري يتضمن العديد من الفعاليات منها معرض للفن التشكيلي يضم لوحات لعدد من الفنانين القطريين ليلقي الضوء على تطور الحركة التشكيلية في قطر، وفي نفس الوقت التعريف بالفنان القطري وإبداعاته في هذا المجال من خلال عرض لوحاته بمعرض متميز إلى جانب العديد من المعارض الفنية التي تنظمها أجنحة الدول العربية مما يخلق نموذجا يحتذى به في التواصل بين الفنانين والتبادل الثقافي والفني.كما يجري أيضا عرض حي لحرفة "السدو" وهي من الحرف التقليدية القطرية المشهورة في المجتمع القطري وتعد من المهن القديمة التي ارتبطت بالمرأة، فهي حرفة نسائية بامتياز، علمتها الجدات والأمهات لبناتهن، فالسدو ابن البيئة نشأ منها ولأجلها، فمواده الخام هي نتاج خيرات البادية من صوف ووبر وشعر الأغنام والماعز والجمال، وتقوم النساء بصناعته من الألف إلى الياء في نفس المكان، أي منذ كونه صوفاً وشعراً حتى يتحول إلى منسوجة خلابة ذات ألوان زاهية وتصاميم متعددة الأشكال، وهو ما تقوم بشرحه عضوة الوفد نورة محسن حيث تعرض لحرفة السدو وتشرح مراحل هذه الصناعة الهامة.
كما ينظم الوفد القطري كذلك بيتا للضيافة يعرض فيه العادات القطرية في الضيافة حيث إن للقهوة العربية معنى خاصا في المجتمع القطري وتحتل مكانا بارزا في المجالس باعتبارها رمزا للكرم و حسن الضيافة والقهوة العربية حاضرة في كل المناسبات، واستمدت هذه المكانة من تقاليد وأعراف عميقة ضاربة بجذورها في تاريخنا فأصبحت جزءا من تاريخ وحضارة المجتمع القطري بمختلف مستوياته الاجتماعية.وتستقبل واحدة من أعضاء الوفد هي الحناية وفاء سالم مصبح جمهور المهرجان لنقش الحناء بتصاميم مختلفة وذلك للتعريف بواحدة من العادات القطرية في مناسبات الزواج والأعياد حيث تحرص السيدات على التزين بنقوش الحناء ذات التصاميم الفنية الرائعة.
وقال السيد خالد الكواري رئيس الوفد القطري في المهرجان العربي للثقافة والفنون وإحياء التراث بشرم الشيخ إن الفنون بما فيها الفنون التشكيلية تعتبر مرآة تعكس ما تعيشه المجتمعات من تطور وما يرتبط بها من خلفيات ثقافية واجتماعية لذلك تعمل وزارة الثقافة بدعم من الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث على إثراء المشهد الفني بالعديد من التجارب الإبداعية لفناني قطر من خلال تنظيم مثل هذه المعارض والجداريات، وهو ما من شأنه أن يحقق الإضافة ويجسد بقوة معنى التقاء الثقافات وحوار الحضارات.
ومن جانبه، قال السيد مهنا القصيمي مشرف الفعاليات إن الوفد القطري بما قدمه من فعاليات في مجالات الفن التشكيلي والحرف التقليدية استطاع أن يجذب الجهور من جنسيات العالم المختلفة، ولذلك نحن سعداء بعرض ثقافتنا وتراثنا على العالم من خلال المشاركة في مهرجان الثقافة والفنون وإحياء التراث.ولفت إلى أن معرض الفن التشكيلي استقطب العديد من الزائرين المهتمين بهذا الفن حيث تعرفوا من خلال المعرض على مستوى الفنان التشكيلي القطري المتطور، كما لاقت عروض حرفة السدو إعجابا كبيرا وثناء ممن شاهدوها خصوصا أن منطقة شرم الشيخ جزء من سيناء والتي يجيد أهلها هذا اللون من الحرف الشعبية، لافتا إلى أن جناح الحناية لقي إقبالا كبيرا من السيدات والآنسات سواء من أهل المنطقة أو من الأوروبيين الذين جاءوا إلى شرم الشيخ للسياحة فقد تعرفوا على جانب من عادات أهل قطر في مناسبات الزواج والأعياد.أما السيد ناصر الجابري عضو الوفد فقد أعرب عن أهمية المشاركة في هذا المهرجان وقال إن الفعاليات القطرية متميزة جدا ومتألقة لأنها متنوعة من حيث تنظيم معرض للفنون التشكيلية الذي شاهده عدد كبير وكذلك حرفة السدو المعروفة كواحدة من الحرف التقليدية التي تلقى اهتماما كبيرا من أهل قطر وكذلك فعالية الحناية وبيت الضيافة.
ويناقش المهرجان الذي انطلق أول أمس الاثنين عددا من المحاور منها: الأجيال العربية والحفاظ على التاريخ الواقع والمأمول، الأزمة والحلول حول ما تواجهه الأمة العربية من تحديات، تأثير الدراما في المتغيرات الاجتماعية في الوطن العربي ودور الفنانين في تقديم الدراما الهادفة، دور المجتمع المدني حول نشر ثقافة التسامح والمثل العليا والدعوة للقيم والسلام، دور الإعلام في مكافحة التطرف الفكري، دور المفكرين في توضيح رسالة الأزهر ومفاهيم وسطية الإسلام، ودور الشباب في التصدي للجيل الرابع من الحروب التي تواجه الأمة العربية، بالإضافة إلى مجموعة من العروض الفنية تحييها الدول العربية المشاركة.ومن المقرر أن يختتم المهرجان بتنظيم مسيرة بعنوان أمة واحدة شباب واحد علم واحد وافتتاح محكي التاريخ بمحكي سيناء التاريخ والحرب يعقبها حفل غنائي.يذكر أن المهرجان بدأ بجلسة افتتاحية بمقر جامعة الدول العربية بمشاركة عدد من أصحاب المعالي والسعادة وزراء الشباب والثقافة والسياحة العرب ثم استكمل أنشطته بمدينة شرم الشيخ، دعما من المبدعين والمثقفين والشباب العربي للسياحة بهذه المدينة، حيث أن المهرجانات العربية للتراث والثقافة تعد من أكثر الأدوات التي تمكننا من الحفاظ على التاريخ والتراث والفنون والثقافة.