مكة المكرمة

عد باحث تاريخي مكة المكرمة إحدى أكثر الحواضر انفتاحا واستعدادا لإقامة الأسواق والتجمعات والمنتديات وتعدد المناسبات واختلاط الثقافات بين أهاليها والمجاميع التي تفد إليها.

وحدد الباحث الشريف محمد الحسني سببين للطبيعة الاجتماعية التي اكتسبها المجتمع المكي كونها معبرا للقوافل التجارية وحلقة من حلقات الاتصال بين مختلف المناطق ما شكل فيها تنوعا مجتمعيا. 

وقسم الباحث في ندوة له حول "تاريخ مكة" مساء أول من أمس بمنتدى الثلاثاء الثقافي في القطيف المجتمع المكي لبدوي وحضري. وشدد على أهمية التعرف على البيئات الاجتماعية الحاضنة لكل منهما.

نظام صارم
وأضاف: المجتمع الحضري المكي هو مجتمع قيادي وله نظام صارم دون سواه من المجتمعات، وهذا النظام تعرفه كل القبائل وتحترمه.

وأشار الحسني في ندوته إلى عادات وأخلاق المكيين والتي كانت معروفة ومتوارثة لديهم دون سواهم، وأهم هذه العادات السقاية والرفادة وتحديد الأشهر الحرم وكانوا يضعون لها نظاما صارما أيده الإسلام عندما بعث الرسول صلى الله عليه وسلم. 

مؤكدا أن المجتمع المكي كسب السيطرة والمكانة من خلال تنظيم العلاقات بين القبائل وإدارة اللقاءات بين الوفود من خلال تنشيط النوادي التي كان يجتمع فيها الناس ويتداولون فيها الشأن العام، مثل دار الندوة وغيرها.

تنوع سكاني 
واستعرض الطبقات المجتمعية التي كانت تقطن مكة مشيرا لبعض دلائل وجود غير العرب في مكة وكذلك من أتباع الديانات المسيحية واليهودية.

وأوضح أن هذه الجاليات التي أقامت بمكة وما تحمله من عادات وأفكار أحدثت تفاعلا مع المجتمع المكي، وهو دلالة على كون مكة فضاء مفتوحا لتلاقح الحضارات، ما جعلها في مكانة حضارية مرموقة تميزت بها دون سواها.
وتناول الباحث الثقافة المجتمعية السائدة لدى المجتمع المكي وما حوله قبل الإسلام.