مؤلفات مالك بن نبي

ركز المفكر مالك بن نبي (1905-1973) في مؤلفاته على محاور الحضارة و الثقافة و الأفكار و المجتمع  حسب ما أكده المحاضر عمار طالبي اليوم السبت بعين أرنات (غرب سطيف) خلال أشغال الملتقى الوطني الرابع حول هذا المفكر.

وأضاف السيد طالبي (مدير سابق لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة) خلال هذا الملتقى الذي بادرت إلى تنظيمه الجمعية المحلية الآفاق العلمية و ذلك بدار الشباب لعين أرنات بأن مالك بن نبي فصل و أعطى تعاريف لهذه المحاور على غرار الحضارة مثلا التي وضع لها نظرية رياضية "الحضارة = إنسان + تراب + وقت" بمعنى أن كل منتج من منتجات الحضارة يتكون من هذه العناصر.

كما عرف الحضارة من حيث تركيبتها و عناصرها و أيضا من حيث وظيفتها المتمثلة في توفر المجتمع للشروط الضرورية للحياة إلى درجة معينة  فإذا وصل المجتمع إلى هذه الدرجة فهو متحضر و غيره متخلف.

كما أبرز السيد طالبي ل/وأج على هامش هذا الملتقى جانبا من حياة العلامة مالك بن نبي باعتباره أحد ممن رافقوه حيث قال عنه بأنه "رفض تطبيق سياسات و إيديولوجيات مستوردة من الغرب على غرار الاشتراكية و الماركسية التي فشلت في بلدانها و بثت في الشعوب روح الاتكال على الدولة وشجعتهم على الكسل".

وواصل المحاضر في ذات السياق قائلا :" كان (بن نبي) لطيفا و مؤدبا لكنه في نفس الوقت يمقت الاعوجاج و يحتج عليه لأنه تعود على الاستقامة."

كما أكد بأن مالك بن نبي تنبأ بأنه يكتب لأجيال لاحقة "وهو ما يحصل حاليا حيث تلقى مؤلفاته بعد 30 سنة من كتابتها رواجا لدى الشباب فيما نظمت ماليزيا أول ملتقى عالمي حول فكر مالك بن نبي سنة 1999 ."

وقد تضمنت أشغال الطبعة الرابعة لهذا الملتقى التي حملت عنوان "مالك بن نبي ومشكلة الأفكار في الأفق العالمي الراهن : من التكديس إلى البناء" إلقاء محاضرات من طرف أساتذة مختصين يمثلون مختلف جامعات الوطن تخللتها عدة حوارات مفتوحة و مناقشات و تعقيبات بين الأساتذة المحاضرين و الحضور الذي كان كثيفا.

وقد تناولت محاضرات الملتقى مواضيع عدة منها "جانب من التحليل الاجتماعي لفكر مالك بن نبي لثورة أول نوفمبر 1954 " لمحمد العيد مطمور من جامعة باتنة و"فلسفة التربية عند مالك بن نبي" لعبد الحليم مهور باشا من جامعة سطيف.

كما ألقى الشاعر لخضر بغدادي بالمناسبة و قبل قراءة التوصيات قراءات شعرية على الحضور و تسليم شهادات المشاركة و شهادات شرفية للمساهمين في هذه الطبعة المخصصة لأحد أعلام الفكر الإسلامي و العربي في القرن العشرين بحضور حفيدة مالك بن نبي السيدة موساوي.