الشيخ عبدالله بن سعد آل خنين

حذر عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للفتوى، الشيخ عبدالله بن سعد آل خنين، من التساهل بتكفير الناس واستحلال دماء المسلمين واستحلال أموالهم ودماء المستأمنين وأموالهم، وتفجير المنشآت سواء كانت عامة أو خاصة، مشددا على أن تلك التصرفات خارج نطاق الإسلام ومنهي عنها سواء خلال الفعل أو القول.

وشبه عضو هيئة كبار العلماء الوسطية بـ"الفضيلة" التي تأتي بين رذيلتين، رذيلة الغلو والتشدد ورذيلة الجفاء والتساهل، إذ اعتبر كلا الرذيلتين مذموماً وأن الوسطية والاعتدال هما المدعو إليه شرعاً، عادا بنفس الوقت إطلاق اللسان بتكفير الناس منهجاً خاطئاً لا يقرّه مسلم، وكذلك الخروج على الولاة وتكفير الدول والشعوب والمجتمعات يعد من الغلو والتشدد المنهي عنه والمخالف لهدي كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، الذي هو منهج السلف الصالح من أهل السنة والجماعة. وتساءل آل خنين خلال محاضرة علمية ألقاها مؤخرا ضمن فعاليات برنامج "القيم العليا للإسلام ونبذه التطرف والإرهاب" الذي تنظمه الأمانة العام لهيئة كبار العلماء في المملكة بقولة: " إذا كان التكفير بالذنب والخروج على الولاة من الغلو المنهي عنه، فكيف إذا وصل ذلك إلى استحلال دماء المسلمين واستحلال أموالهم ودماء المستأمنين وأموالهم؟ وكيف إذا أدى ذلك إلى تفجير المنشآت سواء كانت عامة أو خاصة، مشدداً على أن كل ذلك يعد منكراً من القول والفعل ومنهي عنه ومشدد فيه، ويقع خارج نطاق الإسلام".

وأضاف: إن الله سبحانه وتعالى أمر المسلمين أن يأتوا ما أمروا به ، وأنه على المسلم الالتزام بهدى كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لا يحيد عنها يمنة ولا يسرة، وأن يسارع بتطبيق ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وألا يتشدد بما لم يأت به الشرع فيكلف بالمنهي عنه فيقع في الابتداع والضلال، ولا يترك ما جاء به الشرع أو يتأول تأولاً مفسداً للشرع بما يصرفه عن الاعتدال ويضع نفسه في طلب الانحلال حيث إن كل ذلك ضلال، وحذر المسلم من اتباع السبل التي تتفرق به يميناً ويساراً، وأن يجافي أو يباعد عن هدى الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، حيث إن في ذلك هلاكا له.

لافتاً إلى أنه لهذا جاء الثناء لهذه الأمة وجاء من أوصافها الوسطية لقوله تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا). أي عدولا وخيارا يتبع ما جاء في كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من غير ميل إلى الغلو والتشدد، وهو مذموم ومن غير ميل للجفاء، والتساهل هو مذموم أيضا، مشيراً إلى أن دين الله هو الوسط بين الغالي فيه بتجاوزه الحد الذي رسمه الشرع والجافي فيه بتقصيره. ولفت الشيخ اين خنين إلى أن الوسطية هي ميزة وخاصية من خصائص الإسلام وهي من أبرز خصائص أمة الاستجابة، مبيناً أن الإسلام يقدم المنهج الوسط في كل شأن من شؤون الحياة، ويحذر من المصير إلى أحد الانحرافين (الغلو والتشدد أو التقصير والتساهل)، مشددا على أن مظاهر الغلو والتشدد وتجاوز المشروع تظهر في العديد من الحالات والصور، فبعض حالات الغلو والتشدد تبرز في مسائل العقيدة، مثل الجنوح إلى أمر خارج نصوص الكتاب والسنة في مجال العقيدة بالشدة، كالتكفير بالذنب والخروج عن طاعة ولاة الأمر، وهذا هو مذهب الخوارج قديما وحديثا. مضيفا: ما دام المسلم من أهل القبلة ويصلي لا يمكن تكفيره إلا إذا جاء كتاب الله عز وجل وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالنص على تكفيره، والأصل في ذلك أن المسلم لا يكفّر بذنب.