دمشق _ سانا
احتوى العدد الثالث من مجلة “دوائر الإبداع” الفصلية التي تصدر عن جامعة دمشق أبحاثا أدبية وفكرية وثقافية لكتاب وباحثين ومبدعين حيث اشتملت المجلة على عدة أبواب في مقدمتها باب دراسات والتراث وأعلام ومفكرون ومتابعات وأقلام المبدعين.
وكتب رئيس تحرير المجلة الدكتور طالب عمران في الافتتاحية عن خيوط المستقبل إن “العقل الذي يمد الإنسان بتلك الطاقة الإبداعية والقدرة على التحليق في أجواء فذة من الخيال هو الذي يزيد من سموه ويعلي منزلته بين الكائنات الحية فالتخيل عند الإنسان هو عالمه الخاص يطوف به أرجاء الدنيا بملكته العقلية حتى يكاد يسمعه صوت تصادم الذرات بإلكتروناتها ونوياتها ويجعله يحس ببرودة أعتى الكواكب وأضخمها وبسخونتها وهي تسبح في المجموعات النجمية اللامتناهية الممتدة في الكون”.
ونقرأ في باب دراسات موضوعا للدكتور موفق دعبول عن “التعمية واستخراج المعمى الشيفرة وفك الشيفرة” أوضح فيه ان الناس عرفوا عبر الزمن أساليب مختلفة من الإخفاء في الشعر والنثر والآن حاليا في أمن النظم الحاسوبية لحماية المعلومات المخزنة أو المتبادلة عبر الشبكات.
كما كتب الدكتور عمار النهار دراسة عن كتاب “الحرف التقليدية في سورية” وهو كتاب موسوعي للباحث محمد فياض الفياض يتحدث فيه عن الإطار التاريخي والاجتماعي والاقتصادي للصناعات التقليدية السورية مبينا امتدادها عبر أقدم العصور بالنظر إلى جذورها العميقة في بنية المجتمعات الإنسانية.
أما الملف الإبداعي فاحتوى ثلاث قصص هي “خروقات الشر” للدكتور طالب عمران و”بنج كلي” لصلاح معاطي و”القناع والمرأة” ترجمة مرهف زينو للمؤلف جرجي بورخيس واختتم الملف بقصائد شعرية لمجموعة من الشعراء هم مروان الخاطر ومحمود حامد وكمال محي الدين حسين.
وفي باب من التراث مواضيع مهمة أبرزها التنبوء الجوي في التراث العربي للدكتور علي حسن موسى موضحا فيه انه لم يكن في أيام العرب القدامى قبل القرن الخامس عشر الميلادي أجهزة رصد جوية ليعرفوا أحوال الطقس وتوقعاته ومع ذلك كله كانوا يجيدون التنبوء بالأحوال الجوية المقبلة من معارفهم الجوية المكتسبة بالخبرة وبالنقل من السلف إلى الخلف.
وفي الباب عينه كتب عبد اللطيف الأرناؤوط عن “الرواية العربية بين الواقع التاريخي والخيال الفني” بين ان الرواية تعبر عن المعاشات الإنسانية والانطباعات والعواطف والتأملات وظواهر العالم الخارجي فهي تدخل في باب الفن التصويري الذي يعيد خلق الطابع الاجتماعي للحياة انطلاقاً من جانبها الموضوعي وعبر وعي الأديب لهذا الجانب.
وفي باب أعلام ومفكرون كتب الدكتور علي إسبر عن الكندي العالم الذي نبغ في علوم الفلسفة فيما كتب الباحث محمد مروان مراد موضوعا تحت عنوان “مئتا عام على ميلاد شوبان الرومانسي الحزين” الذي أذهلت موسيقاه العالم.
وكتب الدكتور عمار محمد النهار في باب متابعات عن “الرحلات الحديثة المتبادلة بين الشرق والغرب” والدكتور سلمان محمود عن “آهات وتأملات الزمن الخطأ” وتغريد حسين مفلح عن “أثر مشاهدة العنف التلفزيوني على الطفل” ولؤي خليل عن “المصطلحات المادية التاريخية ونقد المثالية” فيما اختتم محمد فياض الفياض هذا الباب بموضوع مهم عن “التقنية العلمية والإبداعية للحرف التقليدية والمعدنية”.
واختتمت المجلة مواضيعها بزاوية بأقلام المبدعين كتبها رئيس التحرير طالب عمران عن الشاعر الكبير الراحل سليمان العيسى فيها نبذة عن نشأة الشاعر على لسانه فتحدث عن نشأته وبدايات نظم الشعر منذ طفولته فقال.. “أذكر أني في التاسعة أو العاشرة من عمري بدأت كتابة الشعر.. كانت رفيقة طفولتي /سلمى/ هي الأولى التي سمعت قصائدي، وخلال سنتين جمعت كل قصائدي في ديوان خاص وغلفته في قماش أزرق وكتبته بخط جميل وضم نحو ثلاثين إلى أربعين قصيدة”.