القاهرة ـ أ.ش.أ
أوصت دراسة أثرية حديثة أعدها الدكتور ربيع راضى مدير عام ترميم قصور ومتاحف رئاسة الجمهورية بوزارة الآثار ، وإيهاب أحمد مفتش آثار إسلامية بمنطقة الأزهر والغورى ، وشيماء سيد أخصائي ترميم وصيانة الآثار بالفيوم ، بضرورة الصيانة الوقائية للمقتنيات الأثرية بمتاحف الآثار فى مصر.
وصرح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان بأن الدراسة والتى جاءت تحت عنوان " دراسة عمليات الصيانة الوقائية للوحات الجدارية النوبية المنفذة بتقنية الفريسك من العصر القبطى" أوصت بتطبيق الصيانة الوقائية على كل اللوحات ومقتنيات المتاحف بمصر والذى يتمثل فى الوصول إلى حالة إتزان مع الرطوبة النسبية فى الوسط المحيط بالأثر للحفاظ على المحتوى الرطوبى المتزن لهذه المواد للحماية من التأثير الذى تسببه الرطوبة النسبية الزائدة أو المنخفضة لمعروضات المتاحف.
وأوضح أن درجة الرطوبة المثالية للعرض المتحفي هی 50% + 5 % أيا كان المناخ الإقليمى المحيط بالمتحف رطب أو جاف بارد أو حار..مشيرا الی أن الدراسة حددت نوعية أجهزة قياس الرطوبة المطلوبة وهى الشرائط الكاشفة و هيجروميتر الشعرة وجهاز قياس الرطوبة التسجيلى والذى يقوم بتسجيل الرطوبة النسبية على مدار الأسبوع حيث يستخدم قلم به حبر متصل بالإبرة أو المؤشر المتحرك ليرسم خطوطا على شريط مدرج ملفوف حول إسطوانة تدور بصورة منتظمة.
وأوضح انه من بين الاجهزة المستخدمة لقياس الرطوبة الجهاز ذو الملف الورقى وجهاز قياس الحرارة والرطوبة معا و جهاز قياس الرطوبة ، وكذلك أجهزة قياس الحرارة والتى تضبط درجة الحرارة المثالية 21م + 2 م وتوضع داخل المتحف وداخل فتارين العرض وهى أشرطة الحرارة الكاشفة والثرموميتر الزجاجى وجهاز الثرموكابل وجهاز ثرموميتر الأشعة تحت الحمراء وجهاز قياس الحرارة الذى يتميز بالدقة الكبيرة وهو جهاز إلكترونى حساس مرتبط بمسجل للبيانات.
وأشار الی أن الدراسة أكدت على ضرورة التحكم فى الضوء الطبيعى المتمثل في أشعة الشمس الذي يتسرب داخل قاعات العرض بوضع أجهزة تحتوى على خلايا ضوئية لتخليص الضوء من الأشعة فوق البنفسجية الضارة فضلا عن تقليل حرارة الضوء مع إضافة مواد كيميائية على زجاج النوافذ والفتحات والفتارين لها القدرة على ترشيح الضوء وهى على هيئة رقائق بلاستيكية مع استخدام وحدات قياس الضوء فى المتاحف.
وتابع أن هناك وحدتين لقياس الضوء هما اللوكس والقدم شمعة والإضاءة المسموح بها للمواد الأثرية الحساسة للضوء 10:5 قدم شمعة = 100:50 لوكس كالمخطوطات والمطبوعات والصبغات والألوان المائية وتستخدم من 15:10 قدم شمعة أى حوالى 150 لوكس للأحجار ، الزجاج ، الصور الجدارية والمعادن وغيرها ويفضل لمبات الفلورسنت كمصدر للإضاءة الصناعية فى المتاحف وهى مصدر للإضاءة الباردة وهى المفضلة فى عمليات العرض المتحفى.
من جانبه.. طالب الدكتور ربيع راضى مدير عام ترميم قصور ومتاحف رئاسة الجمهورية بوزارة الآثار بحماية مقتنيات المتاحف من غازات التلوث الجوى والتى تتحول مع زيادة الرطوبة النسبية إلى أحماض مدمرة لهذه المقتنيات ولذلك يجب المحافظة على جو المتاحف نقيا سواء فى بيئة العرض أو بيئة التخزين على حد السواء ويتحقق ذلك باستخدام أجهزة قياس نسبة ثانى أكسيد الكربون والتى تقيس مستويين من التلوث من صفر #### 2000 ppm #### ومن صفر #### 5000 ppm #### والتركيز الطبيعى والمثالى لهذ الغاز هو 350ppm.
وأضاف أن التحكم فى هذه الغازات يتطلب استخدام أجهزة تحتوى على مواد ماصة مثل الكربون النشط والتى تعمل كالفلتر حيث يدخل الهواء الملوث إلى الجهاز ويحتجز الكربون النشط فى هذه الملوثات ويخرج الهواء نقيا بعد ذلك ، وتوضع هذه الأجهزة عند مداخل المتاحف وعند فتحات المتحف ويطلق عليها أجهزة ترشيح الهواء ، ومنها مرشحات الهواء الميكانيكية ومنظفات الهواء الإلكترونية وأجهزة غسل الهواء وتنقيته من الملوثات المختلفة واستخدام أجهزة ماصة لغازات التلوث الجوى.