هيئة السياحة والآثار

من النادر جدا أن تجد متحفا أثريا في إحدى القرى وسط الصحراء، لكن قرية "القرعاء" جنوب حفر الباطن 160 كلم، كسرت هذا التصور المسبق، لأنها تحوي متحفا أثريا متكاملا وحاصلا على ترخيص من هيئة السياحة والآثار، ويفتح أبوابه للزوار للتعرف على الأدوات التراثية والنمط العمراني القديم.

ويعتبر افتتاح متحف "القرعاء" قصة وفاء لإحدى الأسر التي بدأ معيلها في إنشاء المتحف، وتوفاه الله قبل إكماله، وبقي المشروع متوقفا لدى الزوجة والأولاد الذين ليس لديهم اهتمام بالتراث، وكنوع من الوفاء لرب الأسرة قرروا إكمال حلمه والسير بشكل جاد لافتتاح المتحف بشكل رسمي بعد الحصول على موافقة الجهات المعنية والحصول على الدورات التدريبية اللازمة لإدارة المتاحف.

وتوضح صاحبة المتحف العنود عبدالله الدويش: كان لدى زوجي - رحمه الله - اهتمام كبير بالتراث وبدأ في إنشاء متحف تراثي متكامل في قرية القرعاء مقر سكننا وتوفاه الله قبل إكمال حلمه، وقررت أنا وأولادي إكمال مسيرته وجعل مشروعه يرى النور وفاء له، وحتى يكون معلما بارزا كمتحف تفخر به قريتنا، ويكون مقصدا للزوار والمهتمين، وفعلا هو ما حصل فقد بدأت في إصدار التراخيص المطلوبة من الدفاع المدني وهيئة السياحة وحضرت دورات متخصصة في إدارة المتاحف إلى أن حصلت على الترخيص النهائي من هيئة السياحة والآثار وافتتحت متحف "القرعاء الأثري".

وتضيف: نحن في المتحف على استعداد لاستقبال أي مقتنيات تراثية وحفظ حقوق أصحابها بتدوين أسمائهم عليها كنوع من التعاون بين المتحف والمجتمع، فالكثير من المنازل يوجد فيها أشياء تراثية لا تقدر بثمن ويجهل أصحابها قيمتها التراثية العالية وضرورة مشاهدتها من صغار السن.

وتابعت : هيئة السياحة والتراث العمراني كرمت زوجي الراحل في الملتقى الخامس للتراث العمراني الوطني والذي أقيم في القصيم أخيرا لما قدمه من جهود في المحافظة على التراث، وأنا هنا أتقدم بالشكر الجزيل لرئيس هيئة السياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان على هذا التكريم الذي كان له الأثر الكبير في نفوسنا.