الدوحة ـ قنا
قالت هيئة متاحف قطر إن إدارة متحف قطر الوطني التابع للهيئة استقبلت يوم 8 فبراير الماضي فريقاً من جامعة اكستر للبدء بتنفيذ مشروع ميداني مدته شهر يقوم خلاله هذا الفريق بمسح 14 قاربا شراعيا من ضمن مجموعة هيئة متاحف قطر للمحامل، وذلك من خلال استعمال تقنية المسح الثلاثي الأبعاد باستخدام الليزر لوضع نماذج رقمية ثلاثية الأبعاد ورسومات بحرية تقليدية لهذه المحامل. وأوضح بيان صادر عن هيئة المتاحف اليوم أن فريق العمل لهذا المشروع يضم عالمي الآثار البحرية الدكتور جون كوبر من معهد الدراسات العربية والإسلامية في جامعة اكستر والدكتورة كيارا زازارو من جامعة نابولي للدراسات الشرقية، بالإضافة إلى الدكتور آندي ويثيرلت من مدرسة كامبورن للتعدين التابعة لجامعة اكستر. من جانبه، قال السيد فيصل الهتمي، نائب مدير متحف قطر الوطني إن النماذج الثلاثية الأبعاد التي ستنتج عن هذا المشروع ستكون لها استخدامات متعددة، حيث تشكل جزءا من الأرشيف الرقمي والسجل الدائم لمجوعات المحامل التقليدية الخاصة بهيئة متاحف قطر، مشيراً إلى أن هذه المحامل تعتبر إحدى أهم مجموعات القوارب الشراعية العربية التقليدية في العالم، حيث تمثل سجلاً هاماً لتراث المنطقة العربية المهدد بالاختفاء. وتقدم نائب مدير متحف قطر الوطني خلال كلمة له وردت بالبيان بالشكر الجزيل لفريق جامعة اكستر على تعاونه وعمله الجاد لإنجاز هذا المشروع. بدوره، أكد الدكتور جون كوبر عالم الآثار البحرية في جامعة اكستر وأحد فريق عمل المشروع على ضرورة إنتاج سجل رقمي للقوارب التقليدية، وذلك بهدف الحفاظ عليها وتعريف الجمهور على هذا التراث وإيصاله إلى أكبر عدد ممكن، مشيراً إلى أن تقنية المسح الثلاثي الأبعاد باستخدام الليزر تعتبر الوسيلة المثلى لتحقيق هذا الهدف. وعن الصعوبات التي واجهت الفريق خلال عمله، أشارت الدكتورة كيارا زازارو بجامعة نابولي للدراسات الشرقية والمنضمة لفريق العمل، إلى أن هذا المشروع واجه العديد من الصعوبات سواء في مجال التخطيط أوالتنفيذ، مضيفة "إلا أن مختلف الإدارات التابعة لهيئة متاحف قطر قد عملت على تسهيل عملنا وقد تجاوزت النتائج حتى الآن توقعاتنا". وأوضحت هيئة متاحف قطر خلال البيان أن فريق جامعة اكستر بدأ العمل منذ شهر في حوض السفن التابع للهيئة والواقع داخل ميناء الدوحة مستخدمين ماسحة الليزر لايكا HDS 6000 التي تستخدم شعاع الليزر لمسح وتسجيل أي شيء يوضع أمامها بسرعة ودقة عالية، حيث قام الفريق باستخدام تقنيات التصوير الرقمي الدقيق لتصوير القوارب الشراعية التقليدية، مما سيسمح لهم لاحقاً بالجمع بين المسح الثلاثي الأبعاد والصور الرقمية لإنتاج نماذج واقعية لكل محمل من المحامل الأربعة عشر التابعة لهيئة المتاحف. وبحسب البيان، فمن المتوقع أن يتمكن فريق العمل من جمع أكثر من 300 مسح مع نهاية مرحلة العمل الميداني، ومن ثم سيبدأ مرحلة معالجة البيانات التي تم جمعها بهدف الحصول على نماذج ثلاثية الأبعاد للمحامل بحلول نهاية شهر أغسطس 2013. وبالتزامن مع عمله الميداني، قدم فريق جامعة اكستر محاضرة أمس الأحد في متحف الفن الإسلامي لتعريف الجمهور على أهداف ومنهجية هذا المشروع، بالإضافة إلى نتائجه الأولية. يذكر أن الدكتور كوبر والدكتورة زازارو قد عملا معا لعدة سنوات كجزء من مشروع "مارس" MARES التابع لجامعة اكستر وقاما بتسجيل القوارب التقليدية في جنوب البحر الأحمر ومنطقة خليج عدن باستخدام الطرق التقليدية المستندة على المسح باستخدام شريط القياس، حيث تمكنا من استخدام أحدث تقنيات المسح بالليزر ودمجها بعملية تسجيل التراث البحري.