استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم الاثنين وزير خارجية الفاتيكان، دومينيك مامبرتي، حيث جرى بحث سبل تعزيز العلاقات بين الأردن والفاتيكان بما يسهم في ترسيخ قيم التسامح والمحبة والوئام بين الأمم، إضافة إلى أخر مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط. وأكد جلالته، خلال اللقاء، حرص الأردن على أن يكون نموذجا للمحبة والتعايش الديني بين أبناء الديانتين الإسلامية والمسيحية، مشيرا في هذا الإطار إلى مبادرة "كلمة سواء"، والمؤتمر الذي عقد في الأردن العام الحالي حول التحديات التي تواجه المسيحيين العرب، والتوصيات التي خرج بها للمحافظة على الوجود المسيحي في المنطقة، ونبذ العنف الطائفي والمذهبي. كما تطرق اللقاء إلى جهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادا إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولة، حيث شدد جلالة الملك على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشرقية، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل. وفي هذا الصدد، أشار جلالة الملك إلى الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ومحاولاتها تهويد مدينة القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، والتي من شأنها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدا جلالته أهمية دور الفاتيكان في دعم الجهود الهادفة إلى المحافظة على هوية مدينة القدس، وحماية المقدسيين من خلال تعزيز وجودهم وحماية حقوقهم في المدينة. وفي الوقت الذي دعا فيه جلالته إلى توحيد جهود جميع الكنائس لمواجهة الممارسات الإسرائيلية، أكد جلالة الملك أن اتفاقية الوصاية التاريخية للهاشميين على الأماكن المقدسة في القدس، التي وقعت بين الأردن وفلسطين، "مسؤولية نفخر بحملها". من جانبه، أعرب مامبرتي عن تقديره للدور الذي يقوم به الأردن في ترسيخ المحبة والسلام بين شعوب المنطقة، مثمنا المساعي التي يبذلها جلالة الملك في تعزيز حوار الأديان وتعظيم القواسم المشتركة بين الشعوب وتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. ونقل المسؤول الفاتيكاني تحيات قداسة بابا الفاتيكان فرنسيس الأول لجلالة الملك، واعتزازه بالزيارة الأخيرة التي قام بها إلى الفاتيكان، معربا عن تقديره لجهود جلالته في الحفاظ على الوجود العربي المسيحي في الشرق الأوسط، ولافتا في هذا الصدد إلى المؤتمر الذي عقد في الأردن مؤخرا حول سبل التعامل مع التحديات التي تواجه المسيحيين العرب. وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، والوفد المرافق لوزير خارجية الفاتيكان.