بانغي ـ أ ف ب
وصل الرئيس الفرنسي مساء الثلاثاء الى بانغي حيث حيا فور وصوله روحي جنديين فرنسيين قتلا الاثنين في عاصمة جمهورية افريقيا الوسطى اثناء عملية نزع اسلحة مليشيات من قبل الجيش الفرنسي. وحطت الطائرة الرئاسية نحو الساعة 19,00 بالتوقيت المحلي (18,00 تغ) في مطار مبوكو شمال بانغي حيث يتمركز القسم الاكبر من القوات الفرنسية المشاركة في عملية "سانغاريس". وقدم هولاند من جنوب افريقا حيث شارك في مراسم تابين الزعيم نلسون مانديلا. وقتل الجنديان من سلاح المظليين في اشتباك مع مهاجمين مجهولين في حي قريب من المطار. وهي اول خسائر تسجل في صفوف القوات الفرنسية منذ بدء التدخل الفرنسي في افريقيا الوسطى مساء الخميس باذن من الامم المتحدة. وتاتي زيارة الرئيس الفرنسي لدعم ال 1600 جندي المشارك في عملية سانغاريس المنتشرين في معظمهم في بانغي وفي القسم الشمالي الغربي من البلاد دعما للقوة الافريقية التي قوامها ثلاثة آلاف رجل. وتتمثل مهمة القوات الفرنسية في "استعادة الامن وحماية الاهالي وضمان وصول المساعدة الانسانية" الى جمهورية افريقيا الوسطى التي تشهد حالة من الفوضى ودوامة من العنف الطائفي منذ تولي تحالف غير متجانس يهيمن عليه المسلمون السلطة في آذار/مارس 2013. وعمليا تهدف عملية نزع الاسلحة اساسا من مقاتلي حركة التمرد السابقة سيليكا التي كانت الى وقت قريب قوية في العاصمة حيث مارست عدة تجاوزات بحق السكان. وفي حين اختفى مقاتلو حركة سيليكا تماما من الشوارع الاثنين عاد بعضهم للظهور الثلاثاء على متن شاحنات بيك آب بموافقة الجنود الفرنسيين الضمنية والقوة الافريقية. وقالت قيادة الاركان الفرنسية ان معظم المجموعات المسلحة تم نزع سلاحها بدون حوادث تذكر في اقل من 24 ساعة وبدعم من القوة الافريقية. وتم اخلاء قواعد سيليكا في الاحياء وتجميع عناصرها في عدة معسكرات . وخلال زيارته يلتقي هولاند بالخصوص الزعامات الدينية للبلاد والسلطات الانتقالية وبينهم الرئيس ميشال دجوتوديا الزعيم السابق لسيليكا الذي انتقده بشدة السبت الماضي. وكان هولاند اتهم زعيم سيليكا بالخصوص بانه "غض الطرف" عن مجازر طائفية حصلت في الايام الاخيرة وخلفت نحو 400 قتيل. وسيؤكد الرئيس الفرنسي لدى مسؤولي البلاد على "احساسهم بالمسؤولية" وسيطلب منهم "تسهيل عودة الهدوء بكل الوسائل"، بحسب مقربين منه. والامر الملح بالنسبة للعسكريين الفرنسيين يتمثل في احتواء مشاعر الانتقام والثار بين الاهالي في العاصمةالتي تقطنها اغلبية كبيرة من المسيحيين، من عناصر سيليكا والاقلية المسلمة التي دعمتهم. وبعد ان تم نزع اسلحتهم وجمعهم في معسكراتهم ابدى عناصر سيليكا حنقهم لحرمانهم من وسائل الدفاع عن النفس من قبل الفرنسيين ازاء مشاعر الانتقام منهم في العاصمة. وفي فرنسا اجتمع البرلمان لمناقشة التدخل في افريقيا الوسطى لكن دون تصويت. واكد رئيس الوزراء جان مارك ايرولوت "تدخلنا سيكون سريعا ولن يدوم" طويلا. واضاف ان فرنسا لا تتصرف "كشرطي افريقيا" موضحا ان "زمن افريقيا الفرنسية قد ولى!". واوضح ان فرنسا تحركت "استجابة لنداء شركائها الافارقة لمواجهة عاجلة توقيا من دوامة مجازر". وقدمت عملية سانغاريس في البداية على انها تدخل "انساني" سريع نسبيا. وبحسب باريس المهمة ترمي الى نزع اسلحة كافة المجموعات المسلحة واعادة الاستقرار الى بلد يشهد حالة فوضى وتنظيم انتخابات حرة "قبل 2015" لاستبدال النظام الحالي بقيادة ائتلاف متمرد ذي غالبية مسلمة الذي وصل الى السلطة بقوة السلاح في اذار/مارس 2013 بعد اطاحة نظام الرئيس فرنسوا بوزيزيه. وترد معلومات محدودة من الاقاليم التي قطعت عن باقي البلاد. وقال مسؤول في منظمة دولية غير حكومية "يمكننا توقع العثور للاسف قريبا على مئات الجثث في الادغال". وقال هذا المصدر "اننا في دوامة الثأر الخطرة" مع رغبة المسيحيين في الانتقام ومجازر ترتكبها سيليكا قبل الانكفاء الى معاقلها في شمال البلاد. وفي مشرحة مستشفى بانغي نقل الصليب الاحمر مئة جثة في اكفان بيضاء حيث احتفظ بها منذ مجازر الاسبوع الماضي، في شاحنتين لدفنها في مقبرة جماعية.