عاد جلالة الملك عبدالله الثاني، ترافقه جلالة الملكة رانيا العبدالله، إلى أرض الوطن الثلاثاء في ختام جولة العمل التي قام بها جلالته إلى الولايات المتحدة الأميركية، والولايات المكسيكية المتحدة، أجرى خلالها لقاء قمة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما، ومباحثات مع الرئيس المكسيكي إنريكه بينيا نييتو. ولدى وصول جلالته إلى مطار الملكة علياء الدولي، كان في الاستقبال سمو الأمير فيصل بن الحسين، وسمو الأمير رعد بن زيد، كبير الأمناء، ورئيس الوزراء، ورئيس مجلس الأعيان، ورئيس المجلس القضائي، ورئيس المحكمة الدستورية، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك، ومستشارو جلالة الملك، والوزراء، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومدير المخابرات العامة، ومدير الأمن العام، ومدير الدفاع المدني، ومدير قوات الدرك، والسفير الأمريكي في عمان، وعدد من المسؤولين. وكان جلالته اختتم جولته بلقاء قمة جمعه مع الرئيس الأمريكي، استمر أكثر من ساعتين ونصف، تناول علاقات الصداقة والشراكة التاريخية بين البلدين وسبل البناء عليها، بما يعزز جهود القيادتين الأردنية والأمريكية لدعم فرص وجهود تحقيق وتعزيز السلام والازدهار في الشرق الأوسط، إضافة إلى التشاور والتنسيق حيال تطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصا ما يتصل بجهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والمساعي التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في هذا الصدد، ومستجدات الأوضاع على الساحة السورية، وفي الشرق الأوسط بشكل عام. وفي تصريحات صحفية مشتركة قبيل اللقاء، عبر جلالة الملك عن شكره للرئيس أوباما والإدارة الأميركية والشعب الأميركي والكونجرس على مواقفهم المساندة للأردن للتغلب على مختلف التحديات التي تواجهه. وحول عملية السلام، أشاد جلالة الملك بالدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في التقريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبقدرة الرئيس أوباما على قيادة دفة الأمور. وقال جلالته "إن الجهود الكبيرة التي بذلتها الولايات المتحدة في التقريب بين الفلسطينيين والإسرائيليين على مدى الأشهر القليلة الماضية قد منحتنا الكثير من الأمل". وبين جلالته في تصريحاته أن التحدي الأساسي الذي يواجه الجميع في المنطقة يكمن في كيفية تحقيق حل سياسي شامل للأزمة السورية، مبينا أن مصدر القلق الأكبر يكمن في تنامي التطرف والعنف الطائفي في سوريا. من جانبه، قال الرئيس الأميركي خلال التصريحات أمام الصحفيين إنه "لمن دواعي السرور أن أرحب بصديق عزيز وشريك مثل جلالة الملك مجددا في الولايات المتحدة"، مؤكدا عمق الصداقة بين الشعبين الأردني والأميركي. وعبر الرئيس أوباما عن اهتمامه للاستماع من جلالة الملك حول الإصلاحات التي أطلقها الأردن في الجانبين السياسي والاقتصادي، والتي تشكل أولوية لجلالة الملك في سعيه لتحقيق الازدهار لأبناء وبنات شعبه. وأعلن الرئيس أوباما عن منح المملكة ضمانات قروض جديدة بقيمة مليار دولار، إضافة إلى تمديد فترة مذكرة التفاهم التي تربط الولايات المتحدة بالأردن لمدة خمس سنوات أخرى لتعزيز الجهود التنموية في المملكة. وحول عملية السلام، بين الرئيس أوباما أن جلالة الملك يضطلع بدور كبير ذي مصداقية، ما جعله شريكا فاعلا في عملية السلام. وأعرب الرئيس الأميركي عن تقديره لاستقبال الأردن لمئات الألاف من اللاجئين السوريين، ما شكل ضغطا هائلا على موارده، "ومن الضرورة بالنسبة لنا أن نضمن دعم الأردن في استضافة هؤلاء اللاجئين". والتقى جلالة الملك خلال زيارته إلى واشنطن بعدد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية، وقيادات ولجان الكونجرس، وممثلي المنظمات العربية والإسلامية واليهودية الأميركية، وقيادات عدد من المنظمات الدولية، حضر جانبا منها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد. ففي لقاء جمع جلالته مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، تم بحث مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط، خصوصا ما يتصل بجهود تحقيق السلام ومستجدات الأزمة السورية وعدد من القضايا الإقليمية، إضافة إلى العلاقات الأردنية الأميركية وسبل تطويرها في مختلف المجالات. وقال بايدن، في بيان أصدره عقب لقاء جلالة الملك، إنه ناقش مع جلالته الجهود المبذولة لوضع حد للصراع في سوريا والتوصل إلى حل سياسي للأزمة. واتفق جلالة الملك ونائب الرئيس الأميركي على أهمية زيادة المساعدات الإنسانية للاجئين السوريين في دول الجوار. وأعرب بايدن عن دعمه لجهود جلالته في مجالات الإصلاح الاقتصادي والسياسي، فيما عبر الجانبان عن تقديرهما لاستمرار العمل على تعزيز علاقة الشراكة الأردنية الأميركية. وبحث جلالة الملك عبدالله الثاني أثناء الزيارة مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، جهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومستجدات الأزمة السورية. وأكد جلالته خلال اللقاء دعم الأردن المستمر لجهود تحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، وعلى أساس خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وشدد جلالته على أن الأردن سيواصل دوره في دعم مفاوضات السلام استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين ومبادرة السلام العربية، وبالتنسيق مع جميع الأطراف، وبما يحمي ويصون مصالحه الوطنية العليا، خصوصا تلك المرتبطة بقضايا الوضع النهائي. والتقى جلالة الملك وزير الدفاع الأميركي، تشاك هيغل، وبحث معه علاقات التعاون بين البلدين وسبل تطويرها، إضافة إلى مجمل التطورات السياسية إقليميا. كما التقى جلالته وزير الخزانة الأميركي جاكوب لو، وبحث معه علاقات التعاون بين الأردن وأميركا في مختلف المجالات، لاسيما المالية والاقتصادية منها. وثمن جلالة الملك الدعم الذي تقدمه الحكومة الأميركية للأردن، خصوصا الضمانات التي قدمتها أخيرا للمملكة على شكل كفالة لإصدار سندات اليوروبوند في السوق العالمية بقيمة مليار و250 مليون دولار. وفي الكونجرس الأميركي، عقد جلالة الملك سلسلة من اللقاءات مع قيادات وأعضاء الكونجرس الأميركي، ركزت على التطورات الراهنة في الشرق الأوسط، وعلاقات التعاون الإستراتيجية الأردنية الأميركية وسبل تطويرها في مختلف المجالات. حيث التقى جلالته رئيسة اللجنة الفرعية للعمليات الخارجية في لجنة المخصصات في مجلس النواب الأميركي، كي جرانجر، وأعضاء اللجنة، إضافة إلى لقاء زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، وعدد من قيادات النواب الديمقراطيين. كما التقى رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر، وقيادات الحزب الجمهوري في مجلس النواب الأميركي، إضافة إلى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إدوارد رويس وأعضاء اللجنة، وكذلك رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، روبرت مننديز، وأعضاء اللجنة، ورئيس لجنة المخصصات باربرا ميكولسكي، وأعضاء اللجنة، وقيادات مجلس الشيوخ برئاسة زعيم الأغلبية الديمقراطية هاري ريد، وزعيم الأقلية الجمهورية ميتش ماكونيل. وتناولت لقاءات جلالة الملك مع قيادات الكونجرس العلاقات الأردنية الأميركية وسبل تطويرها في مختلف المجالات، وجهود الكونغرس في حشد الدعم الاقتصادي للمملكة، لمواجهة التحديات التي فرضتها الأزمات الإقليمية على الاقتصاد الأردني وموارده المحدودة، خصوصا أزمة اللاجئين السوريين. وبحث جلالته مع قيادات مجلسي النواب والشيوخ العلاقات بين البلدين وسبل تدعيمها في مختلف المجالات، إلى جانب تطورات عملية السلام، والمستجدات المتعلقة بالأزمة السورية والجهود الدولية لإيجاد حل شامل لها. كما جرى بحث تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط والجهود الأمريكية في هذا المجال، مؤكدا جلالته دعم الأردن لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يحمي مصالحه وأولوياته الإستراتيجية، خصوصا فيما يتعلق بقضايا الوضع النهائي. كما بحث جلالته مع مديرة صندوق النقد الدولي، كريستين لاجارد، علاقات المملكة مع المؤسسة الدولية والمساعدات الفنية التي تقدمها لضمان تنفيذ برنامج الإصلاحات الاقتصادية الوطني، الذي بدأ منذ نحو سنتين. وتناول اللقاء مستجدات الوضع المالي والنقدي في الأردن، لاسيما في ظل البرنامج الذي بدأ تطبيقه بين المملكة والصندوق ويستمر للعام 2015. وتطرق لقاء جلالته مع لاجارد، إلى المؤتمر الذي سيستضيفه الأردن وصندوق النقد الدولي بالتعاون مع الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، في عمان يومي 11 و12 أيار المقبل، تحت عنوان بناء المستقبل: وظائف ونمو وعدالة في العالم العربي. وعقب اللقاء مع جلالة الملك، أكدت لاجارد في بيان أصدره الصندوق الالتزام بمواصلة دعم الجهود الأردنية لإرساء سياسات تعزز الاستقرار الاقتصادي على المستوى الكلي في المملكة، وتضمن النمو الشامل وزيادة فرص العمل. كما التقى جلالته في العاصمة الأميركية واشنطن رئيس البنك الدولي، جيم يونغ كيم، في اجتماع تناول علاقات التعاون وآليات تعزيزها بين الأردن والمؤسسة الدولية. وأعرب جلالته، خلال اللقاء، عن تقديره للبنك الدولي على مساندته للأردن في تنفيذ برامجه الاقتصادية، ولجهود البنك في دعم خطط التنمية الوطنية في شتى القطاعات، وتمكين المملكة من مواجهة مختلف التحديات، لاسيما التي نتجت عن الأزمات التي تشهدها المنطقة. واستعرض جلالته مسيرة الإصلاح الشاملة التي ينتهجها الأردن، خصوصا في المجال الاقتصادي، وما تم انجازه من تشريعات تنعكس إيجابا على مسيرة التنمية الاقتصادية في مختلف الجوانب وجذب الاستثمار. والتقى جلالة الملك خلال زيارته إلى الولايات المتحدة بعدد من أبرز قيادات المنظمات العربية والإسلامية الأميركية، وبحث معهم مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط، إضافة إلى دور هذه القيادات في دعم القضايا العربية والإسلامية في المجتمع ودوائر صنع القرار الأميركية. وأكد جلالته، خلال اللقاء، أن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي يشكل جوهر النزاع في الشرق الأوسط، وأن التوصل إلى حل عادل وشامل له، يتطلب دعم المجتمع الدولي، بما فيها المنظمات العربية والإسلامية في الولايات المتحدة، لجهود تحقيق السلام استنادا إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، التي شكلت نقطة تحول تاريخية في نوعية الحلول المطروحة لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل. كما التقى جلالة الملك في واشنطن بعدد من ممثلي القيادات اليهودية الأميركية، وبحث معهم سبل دعم جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط برعاية أميركية. واكد جلالته، خلال اللقاء، أن الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي يشكل جوهر النزاع في الشرق الأوسط منذ عقود، وأن إيجاد حل عادل وشامل له هو مسؤولية الجميع، بمن فيهم المنظمات اليهودية الفاعلة في الولايات المتحدة، الذين عليهم العمل على دعمه وتحقيقه خدمة لمستقبل المنطقة وشعوبها وأجيالها. وفي المكسيك، المحطة الأولى لجلالة الملك، بحث جلالته والرئيس المكسيكي، العلاقات بين البلدين الصديقين وسبل تطويرها والنهوض بها في مختلف المجالات، خصوصا الاقتصادية منها. كما بحث جلالته والرئيس المكسيكي، في القصر الرئاسي في العاصمة مكسيكو ستي، الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، خصوصا تلك المتعلقة بجهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادا إلى حل الدولتين، ومستجدات الأزمة السورية وتداعياتها. وفيما يتعلق بأوضاع الشرق الأوسط، شدد جلالته على دعم الأردن للمفاوضات الجارية برعاية أمريكية استنادا إلى حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وفيما يتصل بمستجدات الأزمة السورية، جدد جلالته التأكيد على موقف الأردن الداعم للجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة، ينهي معاناة الشعب السوري الشقيق، مشيرا جلالته في هذا الصدد إلى الأعباء التي تتحملها المملكة جراء استضافة العدد الأكبر من اللاجئين السوريين على أراضيها، وجهودها في تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية لهم. وعقد الزعيمان مؤتمرا صحفيا، كما صدر بيان مشترك بين المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المكسيكية المتحدة في ختام مباحثات الزعيمين. وبحضور جلالة الملك والرئيس المكسيكي جرى توقيع عدد من الاتفاقات بين الجانبين الأردني والمكسيكي لتعزيز التعاون الثنائي شملت اتفاقية للتعاون التربوي والثقافي، واتفاقية إطار للتعاون التقني، وتوقيع إطارية للتفاوض حول اتفاق التجارة الحرة بين المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المكسيكية المتحدة، ومذكرة تفاهم في المجال السياحي. والتقى جلالة الملك خلال الزيارة إلى الولايات المكسيكية المتحدة عددا من القيادات الاقتصادية، وأعضاء الغرفة العربية المكسيكية للتجارة والصناعة. وأكد جلالته، خلال اللقاء، أن الأردن حقق خطوات متقدمة لتعزيز أداء الاقتصاد الوطني على مختلف المسارات، عبر إقرار تشريعات تعزز النشاطات الاقتصادية وتنهض بمسيرة التنمية الشاملة.