ابوجا ـ العرب اليوم
اكد الرئيس فرنسوا هولاند اليوم الخميس في نيجيريا حيث وصل اليوم الخميس للمشاركة في احتفالات الذكرى المئوية لتوحيد البلاد، ان فرنسا ستدعم هذا البلد في معركته ضد جماعة بوكو حرام الاسلامية التي تزعزع الاستقرار في مناطقه الشمالية الغربية. وقال هولاند في مؤتمر دولي حول الامن في الذكرى المئوية لتوحيد هذا البلد ان "نيجيريا تواجه اليوم ارهاب بوكو حرام". واضاف ان "معركتكم هي معركتنا (...) سنكون مستعدين دائما لنقدم لكم دعمنا الذي لن يقتصر على دعمنا السياسي بل يشمل مساعدتنا كلما كان ذلك ضروريا، لان المعركة ضد الارهاب هي معركة الديموقراطية ايضا". وسيبحث الرئيس الفرنسي مع المسؤولين في هذا البلد في مسائل تتعلق بالامن ومكافحة الارهاب. وقال هولاند "افكر في ما حصل قبل ايام لدى استهداف مدرسة وقتل اطفال ونهب قرى وخطف رهائن"، ملمحا الى هجوم شنته جماعة بوكو حرام في بداية الاسبوع على مدرسة في ولاية يوبي واسفر عن 43 قتيلا. وبعد لقاءات رسمية خلال النهار، يمضي هولاند ليلته في ابوجا قبل ان يزور في طريق عودته غدا الجمعة بانغي في افريقيا الوسطى لتفقد الكتيبة العسكرية الفرنسية واجراء محادثات مع الرئيسة كاترين سامبا بانزا، كما اعلنت الرئاسة الفرنسية. وسيغتنم الرئيس الفرنسي مناسبة هذه الزيارة ايضا لمناقشة مسألة مكافحة الارهاب، فيما تعجز الحكومة النيجيرية عن القضاء على التمرد الاسلامي لجماعة بوكو حرام في شمال البلاد المسلم. وقد تورطت بوكو حرام في الاشهر الاخيرة في خطف عدد من الفرنسيين على حدود نيجيريا والكاميرون وافرج عنهم. وسيؤكد هولاند لنظيره النيجيري ان فرنسا "تشعر انها معنية بمحاربة الارهاب". وقال دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته ان "ما فعلته فرنسا من خلال عملية سرفال في مالي وما تفعله نيجيريا ضد بوكو حرام امر متكامل". واضاف ان باريس "تنوي متابعة وتعميق" الحوار مع نيجيريا على صعيد الااستخبارات. وبعد كلمته في المؤتمر الذي يحضره عدد كبير من الرؤساء الافارقة، سيعقد هولاند اجتماعا مع الرئيس جوناتان، قبل ان يختتم "لقاء اقتصاديا فرنسيا-نيجيريا" ويوقع عددا من الاتفاقات بين البلدين، كما يفيد البرنامج الرسمي للزيارة. وسيشارك الرئيس الفرنسي في المساء في الذكرى المئوية لتوحيد نيجيريا، وهو "ضيف الشرف" الوحيد في هذا الاحتفال والرئيس الغربي الوحيد المشارك فيه. ويرافقه في هذه الزيارة وزير واحد هو وير الخارجية لوران فابيوس. واستضاف هولاند في مستهل كانون الاول/ديسمبر في باريس قمة فرنسية افريقية حول السلام والامن في افريقيا، وسيرسخ الان في نيجيريا وجود الشركات الفرنسية في هذا البلد الذي يفوق عدد سكانه 170 مليون نسمة في افريقيا. وتسجل نيجيريا نسبة نمو تبلغ 7% سنويا منذ ثماني سنوات، ويوشك صندوق النقد الدولي على اعادة تقييم اجمالي ناتجها القومي مما يضعها امام جنوب افريقيا. وقال مارك-انطوان بيروس دو مونكلو الخبير في الشؤون النيجيرية في معهد البحوث من اجل التنمية، ان فرنسا "خسرت في نيجيريا في آن على صعيد حصص السوق وعلى صعيد النفوذ السياسي منذ 30 عاما" وان "شبكتنا على صعيد التعاون تراجعت كثيرا". وبعد جاك شيراك الذي جاء في 1999 للاشادة ببسط الديموقراطية في نيجيريا، يقوم هولاند بثاني زيارة لرئيس فرنسي الى هذا البلد الذي تأسس في 1914 بعد توحيد محميتين بريطانيتين. وتأمل فرنسا في تنويع علاقاتها التجارية مع نيجيريا التي تتمحور حتى الان حول المشتقات النفطية، من خلال تطوير المبادلات في قطاعات اخرى وخصوصا على الصعيد الغذائي والتوزيع والبنى التحتية. ومن المقرر توقيع اتفاقات مع الوكالة الفرنسية للتنمية لايصال الكهرباء الى منطقة ابوجا ومع شركة فرنييه المتخصصة بانتاج توربينات لتوليد الطاقة من الرياح. وقال الاليزيه ان الوكالة الفرنسية للتنمية قادرة على ان تخصص حتى 650 مليون يورو على شكل قروض على امتداد ثلاث سنوات لنيجيريا. وتعبيرا عن الصداقة، ينوي هولاند ان يعيد الى غودلاك جوناتان خلال زيارته تمثالا نيجيريا صغيرا من نوع نوك ضبطته الجمارك الفرنسية. المصدر: أ.ف.ب