القاهرة - العرب اليوم
أجري وزير الخارجية نبيل فهمي لقاءً مطولاً مع وفد إعلامي من المكسيك يزور القاهرة حالياً للاضطلاع علي آخر مستجدات الوضع الداخلي في مصر، ونقل تطورات الأوضاع في البلاد بما يعكس الصورة الحقيقة لما يحدث في مصر للعالم الخارجي، وذلك في إطار اللقاءات الدورية التي يجريها الوزير فهمي مع ممثلي الصحف ووكالات الأنباء والتليفزيون الأجنبية. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية أن الوزير فهمي تناول خلال اللقاء سياسة مصر الخارجية في ظل هذه المرحلة التاريخية الدقيقة، حيث أوضح الوزير أنه نظراً للتغييرات التي تشهدها مصر فان السياسية الخارجية أصبحت أكثر اتساقاً بالسياسة الداخلية ومحركها الأساسي هو الشعب المصري وإستقلالية قراره وتطلعاته، وإنطلاقاً من هذا الدافع، تتحرك وزارة الخارجية وفقاً لاستراتيجية محددة وفي العديد من المسارات، إضافة إلى فتح المجال أمام البدائل والخيارات مما يسمح بإعادة مركزة مصر على الساحة الإقليمية والدولية. وأكد "فهمي" خلال اللقاء أن السياسة الخارجية المصرية تتحرك الآن وفق خطة قصيرة وطويلة الأجل، مشيراً إلى أن الخطة قصيرة الأجل تركز على التحديات الراهنة التي تواجهها البلاد، والخطة طويلة الأجل من خلال وضع رؤية واستراتيجية محددة للسياسة الخارجية المصرية والتركيز على بناء علاقات قوية مع دول العالم. ورداً على تساؤل حول دور الإعلام الغربي في نقل صورة مغايرة للواقع المصري وتأثيره على التحركات المصرية، نوه "فهمي" أن الثورتين المصريتين هما أكبر دليل على أن هذا الشعب يتطلع لبناء مستقبل أفضل لبلاده من خلال ديمقراطية حقيقية وعدالة إجتماعية، كما أوضح أن خروج القوات المسلحة في الثورتين جاء بناءً على طلب الشعب المصري الذي خرج بالملايين إلى الشارع. وأضاف الوزير فهمي أنه يتعين الأخذ بالاعتبار إلي أن ما يحدث في مصر يعد تحول مجتمعي، موضحاً أن مثل هذه التغييرات في المجتمعات الاخري تحتاج لوقت طويل أو لوجود قيادة يثق فيها الشعب، وأنه على الرغم من هذه التحديات الخاصة بالإرهاب وأعمال العنف، فإن ذلك لن يمنع الشعب المصري عن المضي قدماً في بناء نظام ديمقراطي شامل. وأوضح المتحدث أن "فهمي" تطرق بشكل مفصل إلي تفعيل دور مصر في إفريقيا، وهو ما دفعه إلى تكثيف زياراته الخارجية إلى افريقيا، وأن أولي جولاته الخارجية لم تكن للغرب بل كانت لإفريقيا بدافع الحرص علي التواصل مع الأشقاء بالدول الافريقية، مؤكداً أن مصر تنتهج الآن استراتيجية ثابتة طويلة الأجل تجاه إفريقيا ليست وليدة مصالح وقتية، ولكنها تقوم علي أساس المصالح المشتركة والتنمية. وشد فهمي خلال اللقاء أن مصر تهتم كذلك باستعادة دورها الاقليمي وأن مصر تنتهج سياسة خارجية تسعى إلى إعادة مركز دورها على الساحتين الافريقية والعربية. وأضاف المتحدث أن الوزير فهمي أشاد خلال اللقاء بالعلاقات المصرية المكسيكية، خاصة في ظل تبني الدولتين مواقف مشتركة في العديد من القضايا وفي مقدمتها قضايا نزع السلاح ، فضلاً عن العلاقات التجارية والاقتصادية الوثيقة التي تربط بين البلدين. نقلًا عن "أ.ش.أ"