الكويت ـ وكالات
قال باحث اكاديمي تركي الأربعاء ان الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح الى تركيا اواخر الشهر الحالي ستدشن مرحلة جديدة من التعاون والتفاهم بين البلدين في المجالات كافة. واضاف رئيس معهد الفكر الاستراتيجي التركي البروفيسور ياسين اقتاي في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) هنا ان الجانب التركي يتطلع خلال زيارة حضرة صاحب السمو امير البلاد الى تفعيل هذا التعاون المؤطر في اتفاقيات ثنائية والى تحديث بعض هذه الاتفاقيات لمواكبة التطور الذي تشهده العلاقات بين البلدين. ونوه الى ان الزيارات المتكررة لحضرة صاحب السمو امير البلاد لتركيا اعطت دفعة قوية للعلاقات التاريخية التي تربط البلدين منذ عقود مستذكرا الزيارة التي قام بها سموه الى تركيا عام 2008 حيث تم توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم. واعرب البروفيسور اقتاي المتخصص في دراسات الاجتماع السياسي عنه اعتقاده انه برغم مستوى التعاون الحالي فان ثمة امكانيات غير مستثمرة بعد للارتقاء بالعلاقات الى مستويات تتناسب وحجم اواصر الاخوة والصداقة التي تربط الشعبين الكويتي والتركي مؤكدا "وجود رؤية ايجابية لدى كلا الطرفين لتوثيق هذه العلاقات". واكد ان "مثل هذه الرؤية الايجابية ستكون دافعا لمزيد من التقارب والتعاون بين البلدين في كل المجالات ذات المصالح المتبادلة " معتبرا ان العلاقات برغم متانتها فانها "لاتزال قاصرة وتحتاج الى سبر افاق اخرى". ولفت الى ان تركيا تسعى بشغف لتقوية علاقاتها مع كل المحيط العربي لتشمل مجالات سياسية واقتصادية وثقافية وامنية ودفاعية من اجل صالح الاستقرار والامن في المنطقة وتؤكد في الوقت نفسه ان وضع آلية للتشاور والتنسيق المستمر من شأنه ان يساهم في تقريب وجهات النظر ازاء القضايا الاقليمية التي تشغل الساحة. وبحسب ما قاله البروفيسور اقتاي الذي يشغل منصب العضو في المكتب التنفيذي لحزب العدالة والتنمية الحاكم فان ثمة مسعى تركي لتكثيف التعاون مع دولة الكويت من اجل مساعدة دول الربيع العربي على اكمال عملية التحول الديمقراطي في دولها وتجاوز مخاض الانتقال السياسي. واعرب عن رأيه بان من شأن تضافر الجهود التركية والكويتية في هذا الاطار ان يسهم في تكريس الامن والاستقرار في المنطقة وهو هدف مشترك يهم الجانبين كما من شأنه ان يرسخ عملية التقارب والانفتاح الحاصل في العلاقات التركية العربية. وبشأن العلاقات الاقتصادية بين تركيا والكويت اكد البروفيسور اقتاي انها تشهد نموا متسارعا لم يحدث بالوتيرة نفسها في العقود الماضية " والسبب في ذلك حرص القيادتين في كلا البلدين على تشجيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والسياحي لتعكس الصورة الحقيقية لعلاقات الاخوة والصداقة". وقال ان النجاح الاقتصادي الذي حققته تركيا في السنوات العشر الاخيرة جاء نتيجة انفتاحها الاقتصادي على كل الاستثمارات الاجنبية موضحا " انه ليس خافيا على احد التسهيلات التي تمنحها للمستثمرين الاجانب في كل القطاعات الاقتصادية في ظل استقرار سياسي وامني لم يكن بهذه الصورة الواسعة منذ عقود مديدة. واكد في هذا السياق ان تركيا تفضل المستثمرين العرب والخليجيين على غيرهم من المستثمرين الاجانب نظرا للروابط التاريخية والثقافية التي تجمع الجانب التركي بالعالم العربي. وقال انه برغم وجود استثمارات كويتية تزيد قيمتها على اربعة مليارات دولار في قطاعات اقتصادية تركية محددة فان الجانب التركي يرغب بتوسيع هذه الاستثمارات لتشمل قطاعات اخرى غير مستثمر فيها بعد مثل الزراعة والصحة والنقل والطاقة. واشار الى ارتفاع وتيرة حركة السياحة الكويتية نحو تركيا وازدياد الرحلات الجوية بين البلدين من خمس رحلات في الاسبوع الى 35 رحلة اسبوعيا في الوقت الحالي وقال ان ذلك يشكل انعكاسا لتفضيل العديد من المصطافين الكويتيين لتركيا كوجهة سياحية مقارنة مع مناطق اخرى من العالم. ورأى ان تسهيل الجانب التركي على الزوار الكويتيين في الحصول على تأشيرات الدخول عند المنافذ الحدودية ساهم ايضا في زيادة السياحة لكنه اكد ان "الغاء تأشيرات الدخول بين البلدين سيضاعف بلا شك اعداد الزوار من كلا البلدين". كما اكد ان سن قانون تملك العقارات لمواطني مجلس التعاون الخليجي في تركيا اخيرا سمح للمواطنين الكويتيين بشراء العقارات وتملكها بشكل حر معتبرا هذه الخطوة ليست انجازا اقتصاديا فقط بل خطوة كبيرة على طريق ازالة الحواجز الثقافية بين شعبي البلدين. وقال ان ثمة امكانيات اخرى للتعاون يجب ان تستغل خصوصا في مجال التبادل العلمي والتعليمي خصوصا الجامعي مشيرا الى اتفاقية التبادل التربوي والعلمي والثقافي الموقعة بين البلدين في عام 2007. واضاف ان الجانب التركي يطرح في هذا الاطار مشروعات تبادل علمي من بينها منح للدراسة الجامعية لطلبة من الكويت ويسعى لاجتذاب بعثات الدراسة التي تطرحها وزارة التعليم الكويتية سنويا الى اوروبا والولايات المتحدة وذلك للدراسة في جامعات تركية مرموقة. واقترح البروفيسور اقتاي انشاء مؤسسة بحثية كويتية تركية مشتركة لاجراء الدراسات والبحوث التي تسلط الضوء على الامكانيات المتوافرة في البلدين والتي يمكن استثمارها من اجل تقوية اواصر التعاون الثنائي. واكد ان " مثل هذا الاقتراح سيوجه الجهود والطاقات الى المجالات التي تتطلب تكثيف التعاون بشانها وسد النقص فيها سواء كانت سياسية او اقتصادية او اجتماعية كما من شأنه ان يساهم في زيادة الوعي الشعبي العام في البلدين بشان اهمية التبادل الثقافي". وخلص الى القول ان ثمة رضا عاما في تركيا على المستويين الرسمي والشعبي حيال التطور الذي تشهده العلاقات مع الكويت لكن هناك "طموحات اكبر لزيادة التعاون بين البلدين في كل المجالات