القاهرة - العرب اليوم
صرحت تانيا ميشكوفا سفيرة سلوفينيا بالقاهرة بأن الدكتور دانيلو تورك رئيس سلوفينيا السابق سيقوم بزيارة لمصر في الأسبوع الثاني من مارس المقبل يبحث خلالها مع المسئولين المصريين مسالة ترشحه لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة خلفا لبان كي مون الأمين العام الحالي .
وقالت ، في حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط ، إنه يتم الإعداد حاليا لزيارة رئيس سلوفينيا بورت باهور لمصر في النصف الثاني من هذا العام علي رأس وفد كبير يضم عدد من الوزراء ورجال الاعمال السلوفينيين لبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأوضحت أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين شهد تطورا إيجابيا حيث بلغ التبادل التجاري في التسعة الأشهر الأولي من عام 2015 نحو 96ر69 مليون يورو من بينهم صادرات مصرية لسلوفينيا بقيمة 3ر39 مليون يورو .
وأفادت بأنه يتم تنظيم زيارات متبادلة بين رجال الأعمال المصريين والسلوفينيين ، مشيرة إلي أنه سيتم عقد ندوة تحت عنوان "يوم ميناء كوبر" قريبا في القاهرة تشارك فيها 20 شركة سلوفينية في مجالات اللوجتسيات والنقل والتصدير والاستيراد بهدف الترويج لميناء كوبر ليكون مركزا للصادرات المصرية لسلوفينيا ولأسواق وسط أوروبا بشكل أوسع .
وردا علي سؤال حول السياحة السلوفينية لمصر ، أوضحت أن بعض السائحين السلوفينيين يقضون حاليا إجازاتهم في المنتجعات السياحية في مصر من خلال وكلاء سياحة ألمان ونمساويين بعد توقف خطوط الطيران السلوفينية رحلاتها إلي شرم الشيخ والغردقة وذلك لأسباب تجارية بحتة تتعلق بقلة أعداد السائحين السلوفنيين.
كما أنه هناك نحو 100 سلوفيني يمتلكون بيوتا في الغردقة ويقضون معظم أوقاتهم هناك في فصل الشتاء ، وأشارت إلى أن الوضع الأمني عامة في مصر عالي المستوي ولكن التهديدات الإرهابية خاصة في شمال سيناء و الحدود مع ليبيا خطيرة مؤكدة دعم بلادها لجهود مصر في مواجهة هذا التهديد الذي يؤدي إلي خسائر فى أرواح المئات من الجنود وضباط الشرطة .
وذكرت ميشكوفا أن مدير صندوق الاتئماني الدولي تعزيز الأمن البشري - وهي منظمة سلوفينية متخصصة في زيادة الوعي بمخاطر الألغام - بحث خلال زيارته لمصر في نوفمبر الماضي إمكانيات التعاون في مجالات إزالة الألغام والعبوات الناسفة .
وحول تطورات الأوضاع فى ليبيا ، أكدت تانيا ميشكوفا سفيرة سلوفينيا بالقاهرة ضرورة أن يمنح البرلمان الليبي الثقة لحكومة الوفاق الوطني من أجل التغلب علي الفراغ الأمني والمؤسسي الذي سهل انتشار الأنشطة الإرهابية لتنظيم "داعش" الإرهابي في البلاد التي أصبحت أحد ممرات نقل المهاجرين غير الشرعين من أفريقيا إلي أوروبا .
وشددت السفيرة علي ضرورة أن يدعم المجتمع الدولي حكومة الوفاق الوطني من أجل السيطرة علي الموارد المالية والاقتصادية للبلاد من بينها البنك المركزي الليبي و مؤسسة النفط الوطنية ، مؤكدة أهمية أن تعمل الأطراف الرئيسية في المنطقة فقط مع المؤسسات والشركات التي تسيطر عليها الحكومة الليبية .
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم الدعم للسلطات الليبية والتي سوف تركز علي بناء المؤسسات والقدرات من أجل استعادة انعاش الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد ، مشيرة إلي أن السلطات الليبية يجب أن تعمل علي تحقيق عدة مهام صعبة وهي توفير المساعدات الإنسانية للمحتاجين وإعادة توفير الخدمات العامة واستعادة الحكم المركزي والبلديات بشكل يتمتع بالمصداقية بجانب استعادة نفوذها علي الأراضي التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" ، وجميعها يستلزم دعما واسع النطاق من المجتمع الدولي.
وأكدت ميشكوفا أهمية أن يبدأ المجتمع الدولي في التفكير حول سبل وقف شبكات التهريب وإيجاد فرص عمل قانونية بديلة لبعض القبائل والمليشيات المسلحة التي تعمل في تهريب المهاجرين موضحة أن سلوفينيا ترغب في الاسهام بشكل استباقي في استقرار المنطقة .. مشيرة إلي أن بلادها تشارك حاليا بسفينة " تريجلاف " في القوة البحرية للاتحاد الأوروبي المنوطة بعملية البحر المتوسط " صوفيا " والتي استطاعت إنقاذ المئات من الأرواح .
وردا علي سؤال حول الأزمة السورية ، قالت "إن الأزمة الانسانية الكارثية في سوريا وأزمة اللاجئين في أوروبا تثبت أنه لابد من حل هذه الأزمة بطريقة شاملة تؤدي إلي نتائج علي المدي الطويل " ، مضيفة أن التوقف الحالي لمباحثات جنيف ينبغي ألا يجمد الدفعة الإيجابية التي تم التوصل إليها بقرار حظي بإجماع أعضاء مجلس الأمن في ديسمبر الماضي وتم بموجبه وضع خارطة طريق للعملية السياسية في سوريا وهي خطوة هامة في الاتجاه الصحيح .
وأكدت ترحيب بلادها بخطة مجموعة الدعم الدولية حول سوريا لوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرا في ميونخ مطالبة بتنفيذ سريع لإيصال المساعدات الإنسانية في سوريا.
وشددت ميشكوفا علي ضرورة الاستمرار في الدعم الكامل للمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في استنئاف المباحثات في 25 فبراير الجاري مطالبة كل الدول التي لها نفوذ علي النظام السوري والمعارضة العمل من أجل استمرار مباحثات جنيف تمشيا مع قرار مجلس الأمن رقم 2254 .
وفى نفس السياق ، أكدت أهمية تنسيق العمليات العسكرية ضد داعش والامتناع عن أي تحركات يمكن أن تزيد الوضع سوءا علي الأرض لصالح العملية السياسية.