بقلم : حيدر حسين سويري
كان طرقُ البابِ شديداً، وهو نائم على سريرهِ في غرفة النوم، وَضَعَ الوسادةَ على أُذنيهِ، لكنَّهما لم تمنعا الصوتَ مِنْ الوصولِ إليهما، فيُحدثُ زلزالاً كبيراً، تتشنج لهُ جميع أعضاء الجهازين العصبي والهضمي، فيقوم صارخاً:
- أفتحوا الباااااااااب
دخلت زوجته الغرفة، بهدوءٍ شديد، وكأنها تحت التخدير، قائلةً:
- إنك تعلم مَنْ في الباب، إنهُ صاحب البيت، يريد مبلغ الإيجار، فنحنُ في آخر الشهر
- ليس عندي ما أُعطيه
- ولكنهُ... لا شأن له بما تقول، فهو يريدُ مالهُ
- ومن أين آتي بالمال؟
- هو غير مسؤول عنك، إنهُ يريدُ ماله
- أوووووووووووووه ... سوف أخرج من الباب الخلفي للشقة، وأنتِ تصرفي معهُ بمعرفتك
تنظر إليهِ نظرة إحتقار، ثُمَّ تذهب لتفتح الباب ودموعها تسيلُ من عينيها الزرقاويتين، وتنزلُ كَجمرٍ على خديها المتعبين... فتحت الباب، فدخلَ صاحب البيت قائلاً:
- هل خرج كما في كل شهر!؟
سحبها من يدها إلى غرفة النوم، وأغلق الباب، فأستلقت على السرير كجثةٍ هامدة، وبدأ ينهش لحم جسدها كالكَلب...