لندن ـ وكالات
الانزعاج من مشكلة اضطرابات النوم بسبب تفاوت الوقت بالنسبة إلى المسافرين بالطائرات النفاثة jetlag قد يصبح شيئا من الماضي، بفضل تطوير «مرشاش أو دش لحمام ضوئي» جديد. وكانت الخطوط الجوية الأميركية «دلتا» قد كشفت النقاب عن «دش من الفوتونات الضوئية» التي قد تساعد الركاب على التخلص من مشكلة تفاوت الوقت عن طريق استخدام هذا الضوء لتغيير الساعة الداخلية للجسم البشري. ويتيح هذا «الدش» للمسافرين إدخال المعلومات المتعلقة برحلتهم الجوية، وبالتالي تعديلها لتلبية احتياجاتهم الفردية. * حجرة ضوئية * وقد صممت شركة «ويدن+كندي نيويورك»، وهي وكالة تعلن عن خطوط «دلتا» حجرة ضوئية، بعد إجرائها أبحاثا خاصة بعلم النوم والأعصاب قام بها الدكتور راسل فوستر من جامعة «أكسفورد». وجاءت هذه الفكرة عقب محاضرة ألقاها فوستر حول إمكانية استخدام الضوء لتقويم ساعة الجسم البشري، عندما يتعرض إلى «مشكلة اضطراب النوم بسبب تفاوت الوقت». وكان يقترح دائما إمكانية قيام الأشخاص في يوم ما بالاستحمام بالضوء تحت دش من الفوتونات، بغية تخلص أدمغتهم من مشكلة اختلاف الوقت، بسبب السفر الطويل على متن الطائرات النفاثة. وقد أثارت هذه الكلمات اهتمامات الشركة وفتحت خيال العاملين فيها على الفور، كما تقول ممثلة الشركة كاثرين ماك كاري، التي مضت قائلة: «لقد شرعنا في وضع بعض المخططات عما سيؤول إليه الأمر، ودفعنا بها إلى زبائننا لنحصل منهم على الضوء الأخضر، ثم جلبنا شركة (نيكساس) للإنتاج من لندن، وشرعنا في تحويل (دش الفوتونات) إلى واقع حقيقي». وجرى أخيرا عرض الدش هذا في مؤتمر «تيد» TED في لونغ بيتش في ولاية كاليفورنيا، وهو يعمل عن طريق إنتاج تتابع ضوئي متدفق، ينتج تأثيرا أشبه بضوء أشعة الشمس. وبهذا فهو يزيل تأثيرات «تفاوت الوقت» بالنسبة إلى المسافرين. * بيئة مريحة * لكن تشييد مثل هذا الدش الضوئي الذي كان الأول من نوعه، كان إجراء معقدا، كما يقول الفريق المنتج. إذ لا يتعلق الأمر بتركيب البنية الطبيعية فحسب، بل كان هناك أيضا التطبيق لتشغيل الجهاز، وعملية المحاكاة والرسوم المتحركة التي لا بد منها لتسليط الضوء الأزرق بأسلوب أنيق. كما كانت هناك أيضا الخوارزميات التي لا بد أيضا من تطويرها، لإنتاج العلاج المفصل حسب احتياجات كل مسافر، فضلا عن المفكرة، أو الجدول الزمني الذي يأخذه الأخير معه إلى المنزل، كل ذلك حتى آخر التفاصيل المتعلقة بتصميم الصوت. وقامت شركة «كيو ديبارتمنت» بإنتاج بيئة صوتية مركبة صناعيا مستمدة من أطوال الموجات الصحيحة المستخدمة في المنشأة ذاتها، لتتحول إلى أسلوب مبهج للوسائط المتعددة. فعندما تخطو داخلها، تختفي البنية الصغيرة للدش لتتحول البيئة إلى أخرى فسيحة حتى حد مدهش. وعن طريق استخدام تركيب المرايا غير المحدودة، يتوسع الشعور بالمكان، مما هو عليه في الواقع». فلدى دخول أحدهم إلى «الدش»، يجري الطلب منه إدخال المعلومات الخاصة برحلته، ليجري بعدها إرشاده عن طريق مرشد. ونقلت صحيفة «دايلي ميل» البريطانية عن ماك كاري، أن عملية المحاكاة والرسوم المتحركة الزرقاء تنساب أمامك على جدار من الأقطاب الثنائية الباعثة للضوء (إل إي دي). «وهي مؤثرة بشكل خاص، نظرا لأن لوحات (إل إي دي) هذه تستخدم عادة في شاشات العرض الكبيرة الخاصة بالصالات والمسارح، مما يعني أن هذا القرب الكبير من الشاشة هو أمر نادر فعلا»، كما يعني أيضا أن للتجربة هذه «تأثير قوي، كما لو أن هنالك مطرا من الضوء» ويعتقد أن حجرة الضوء هذه ستشق طريقها في النهاية إلى المنازل، لإراحة الذين يرتادون الحفلات الليلية بشكل مسرف، أو الذين يعملون ليلا.