القاهرة ـ وكالات
انحسرت حركة السياحة، وبلغت نسبة التراجع في الإقبال السياحي على الأقصر وأسوان 16%، ووجه خبراء السياحة والعاملون بها الاتهام للإعلام، وطالبوه بتحمل المسؤولية. وأكد الخبراء أن السبب الأول في تراجع نسبة السياحة هو انعدام الأمن، بالإضافة إلى تضخيم الإعلام للأحداث وعدم اهتمامه بالتأثير السلبي لذلك على السياحة. ورأى محافظ الأقصر د.عزت سعد، أن الأمور ليست سيئة لو أخذنا في الاعتبار ما يجري من أحداث في القاهرة والمدن الكبرى فالوضع والمناخ العام يسير وفق عمليات شد وجذب تأثرت بها الحركة السياحية كثيرا وأدت إلى انهيار شديد في معدلات التدفق السياحي. وأضاف "الحكومة لا تألوا جهدا في تشجيع حركة السياحة الوافدة ونحن على سبيل المثال في الأقصر استقبلنا مؤتمر دولي لوكلاء السياحة والسفر في ايطاليا يوم الثلاثاء شارك فيه 400 من أكبر منظمين الرحلات السياحية في إيطاليا واستمر العمل في المؤتمر لمدة 5 أيام و الذي ستنتهي أعماله السبت وفي نفس هذا الشهر سيعقد مؤتمر الاتحاد الدولي للاتصالات و قبله قمنا بتنظيم بطولة لكرة السرعة وتلاها مهرجان الأقصر للسينيما الأفريقية الذي عقد الشهر الماضي و كلها احداث اري انها تشجع علي زيادة التدفق السياحي ولكن ماذا ننتظر في ظل الخلل الذي يشهده الشارع المصري. وأضاف عبد القادر العشاوي "صاحب إحدى الشركات السياحية" أن ما يحدث في شأن السياحة يمثل مهزلة لم يتخيلها أشد المتشائمين ومن غير المعقول أن يتكاتف أبناء الوطن الواحد على قتل وطنهم الأم وضرب اقتصاده الذي تمثل السياحة شريانه الرئيسي حتى وصلت معدلات السياحة أدنى درجاتها. وأضاف "إذا كان الانفلات الأمني هو السبب الرئيس في انهيار السياحة فإنني أؤكد أن دور الإعلام لا يقل بحال من الأحوال عن دور الأمن والذي تصدى لنشر كل ما هو سئ عن مصر بل وقاموا بتضخيم الأحداث باستضافة صبية متهورون وتصديرهم لنا كأبطال وعباقرة وهم مثيرى الفتنة ودعاة تخريب. وطالب العشاوي بأن يتحمل الإعلام مسئولياته ويتحرى الدقة في اختيار من يستضيفهم للتحدث عبر منابره المختلفة، والكف عن استضافة أناس لا قيمة لهم ليفجروا معارك وهمية بتصريحاتهم غير المسئولة. وقال الخبير السياحي اللواء حافظ محمد حسين، "إن معدلات تدفق السياحة في الأقصر لا ترضى طموحنا، فنحن بلد السياحة، وعرفناها قبل كثير من الدول منذ أن نظم توماس كوك أول رحله سياحية منذ ما يزيد عن 200سنة إلى مصر للتعرف على إمكانياتها الأثرية. وأضاف أن التراجع في الإقبال السياحي على الأقصر وأسوان بلغ متوسطه 16% و17%، وهذه نسبة لا ترضى أحد وسوف تتغير عندما نوجد الاستقرار في المجتمع، حيث أن السياحة مثلها مثل كل الأنشطة الاقتصادية الأخرى مرهونة بالأمن. وقدم الخبير السياحي اللواء حافظ محمد حسين حلا لمشكلة السياحة في الأقصر، وقال إنها سياحة موسمية تزدهر كثيرا في الشتاء، وتتناقص أحيانا في الصيف ولكي تحقق الأقصر تفردا و تميزا في الحركة السياحية فلابد أن نرفع مستوى الوعي لدي المواطنين ليدركوا أهمية السياحة، وأنها أحد روافد الدخل القومي، كما يجب أن يتم تسويق الأقصر سياحيا في الخارج بمفردها كمنطقة آمنة بها جميع التسهيلات وأسعارها ثابتة والوصول إليها أسهل عن طريق المطارات والرحلات الشارتر. وأضاف أنه ينبغي أن يتم عزل الأقصر وأسوان تماما عما يدور في القاهرة والدلتا، فسبب انحسار السياحة ليس بسبب ارتفاع درجة الحرارة أو زيادة أسعار وإنما بسبب الأزمة الأمنية والتي ضخم الأعلام من شأنها والذي صور مصر على أنها منطقة كوارث وأزمات أمنية، وأن الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود، بالرغم من أن الأقصر بلد آمنة وأهلها عاشقون للسياحة وبها جهود آمنة متميزة ولا يوجد بها صراعات سياسية حتى الإضرابات والاعتصامات فيها ليست ضد السائح أو السياحة بل هي مطالب فئوية بين الناس والحكومة. ووجه الخبير السياحي اللواء حافظ محمد حسين، اللوم للإعلام بأنه لا يقوم بدوره في إيضاح حقيقة الأقصر وما يجري فيها ونقله للعالم كله، وعلينا أن نعلم أن جميع السياح الوافدين إلى الأقصر هذه الأيام هم من سياحة."Repeaters" وهم السياح المتكررون والذين سبق زيارتهم للأقصر وجاءوها اليوم ثقة فيها فلماذا لا يقوم الأعلام بدوره بنقل صور حية لحقيقة ما يجري في الأقصر ومصر حاليا، وأنا اقصد الإعلام الرسمي للدولة وليس الإعلام الخاص. وقال وكيل غرفه شركات السياحة محمد عثمان، إن أي أحداث انفلات أمنى في أي مكان بمصر المحروسة يكون تأثيرها مباشرا على حالة الرواج السياحي التي ما إن تبدأ في الصعود حتى تعود للانهيار مرة أخرى حتى بعد الجهود التي قدمها القطاع الخاص في المجال السياحي من خلال تنظيمه لقوافل مصرية إلى مختلف الأسواق السياحية بأوربا وأمريكا وتمكنا بالفعل من تصحيح الصورة المغلوطة عن مصر. وطالب بتحرك حكومي عاجل لوقف أية فعاليات احتجاجية داخل المزارات الأثرية، وحظر أي إغلاق للطرق السياحية من قبل فئات المحتجين من مواطنين أو عاملين لخطورة تلك الاحتجاجات على قطاع السياحة المصري.