نابولي ـ وكالات
مدينة نابولي الإيطالية أقدم المدن الأوروبية التي سكنها الإنسان، وتعني باللاتينية “المدينة الجديدة”، وهي عاصمة كامبانيا وثالث أضخم المدن الإيطالية بعد روما وميلانو، وبحسب الإحصاء السكاني لعام 2012 فإن عدد سكان المدينة وضواحيها يبلغ نحو 7 .3 مليون نسمة وتغطي المدينة مساحة 1023 كيلومتراً مربعاً، وبذلك يمكن اعتبار نابولي ثامن أكثر منطقة حضرية بالنسبة لعدد القاطنين فيها مقارنة بالمدن الإيطالية الأخرى ويبلغ سكان منطقة نابولي الإدارية نحو 9 .4 مليون نسمة ولذلك فهي أكثر المدن المتوسطية ازدحاما بالسكان، وأقام فيها الإغريق مستوطنات في العصر البرونزي في الألف الثانية قبل الميلاد وأنشأ الإغريق فيها أول مدينة هي بارثينوب وتطورت خلال القرنين الثامن والتاسع قبل الميلاد لتحمل اسم المدينة الجديدة في نهاية عصور الظلام الإغريقية . ولعبت دورا بارزا في دمج التراث الثقافي اليوناني بالمجتمع الروماني، وفي نهاية المطاف أصبحت عاصمة الثقافة للجمهورية الرومانية . وبقي نفوذها قويا إلى أن سقطت الإمبراطورية الرومانية الغربية وبقيت تحمل اسم مملكة نابولي خلال الفترة ما بين 1282 و1816 وأصبحت فيما بعد عاصمة الصقليتين حتى توحيد إيطاليا في العام ،1815 ولعبت نابولي دوراً متميزاً في التوحيد . ونابولي أيضاً من أضخم المناطق التراثية في أوروبا وهي مسجلة لدى منظمة “اليونسكو” الدولية باعتبارها من المواقع التراثية المهمة في العالم . وخلال مسيرتها التاريخية الطويلة بقيت نابولي عاصمة الدوتشيات والممالك وفي أحد المرات الإمبراطورية وبقيت مركز التراث العظيم . واستحوذت أيضا على دور بارز في عصري النهضة والتنوير، ويضم محيط نابولي مواقع تراثية تاريخية مهمة منها قصر كاسيرتا والآثار الرومانية الدارسة في بومبي . وهاركيلانيوم . وتمتلك نابولي رابع أضخم اقتصاد بعد ميلانو وروما وتورين . وطبقا لتقديرات العام 2008 فقد بلغ مجمل الناتج المحلي فيها 51 مليار دولار، متجاوزة براغ وكوبنهاغن، ويصنف ميناؤها على أنه من الموانئ الأكثر أهمية في أوروبا وثاني الموانئ العالمية فيما يخص تدفق السياح عن طريق البحر بعد ميناء هونغ كونغ . وحققت نابولي نمواً اقتصادياً مهماً في العقود الأخيرة ولكن مستوى البطالة بقي مستقرا . وتستضيف المدينة مقر القيادة العام لقوات الناتو (حلف الأطلسي) ومركز الأبحاث الاقتصادية ومركزا للدراسات . وصنفت بين شبكة المدن الإبداعية . وتلقت خلال الحرب العالمية الثانية نصيباً كبيراً من القنابل . وتحتوي على حي تجاري كبير (سينترو دريزيونال) وتضم المدينة بنية نقل عام متطورة وفيها مركز القطار السريع (التا فيلوسيتا) الذي يصل ما بين المدينة وروما وساليرنو، كما تضم المدينة شبكة قطارات أنفاق واسعة والمتوقع أن تغطي نصف المدينة .