بانكوك - لبنان اليوم
تعرف جزيرة المنتجعات الأكثر شعبية في تايلاند، بوكيت، بمشاهد الحافلات السياحية الكبيرة على الطرق الجبلية المتجهة إلى العديد من الشواطئ، والموانئ، والمعالم السياحية. إلا أن المشهد الحالي لم يعد كذلك بسبب فيروس كورونا.
ويقول كريتشاي روجانابورنساتيت، الذي قضى معظم حياته على جزيرة بوكيت، لـCNN، إنه لم يعد هناك قوارب سريعة على سطح المياه، وأن الشوارع والشواطئ أصبحت فارغة، وهناك عدد قليل للغاية من السياح.
ولم يسبق لروجانابورنساتيت أن رأى مثل هذا الحال، "ولا حتى بعد تسونامي عام 2004"، على حد وصفه.
واتخذت السلطات التايلاندية إجراءات وقائية استثنائية لإبطاء انتشار فيروس "كوفيد- 19" على جزيرة بوكيت، والتي ظهرت كبؤرة انتشار فيروس كورونا في البلاد.
ومع وجود 170 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد اعتباراً من 10 أبريل/نيسان، فإن هذه الجزيرة التي تضم 400 ألف نسمة أو نحو ذلك لديها أعلى معدل إصابة للفرد من بين جميع مقاطعات تايلاند الـ 77.
وبحسب الإحصاءات الحكومية، فإن هناك نحو 38.95 حالة إصابة لكل 100 ألف شخص في بوكيت، مقابل 21.90 حالة إصابة لكل 100 ألف شخص في العاصمة التايلاندية، بانكوك.
وبشكل عام، أبلغت تايلاند عن آلفين و473 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، مع 33 حالة وفاة.
وبحسب ما ورد، تجري حالياً اختبارات مكثفة في بوكيت لإبطاء وتيرة انتشار العدوى، وفقاً لمسؤولي الصحة.
مطالبة السكان البقاء في منطقتهم
ومن المقرر أن تصبح القيود أكثر صرامة، وفي 9 من أبريل/نيسان، أعلنت الحكومة عن إغلاق جميع المناطق الفرعية للجزيرة البالغ عددها 17 منطقة لمدة 14 يوماً، مطالبةً جميع السكان بالبقاء في منازلهم في الفترة من 13 إلى 26 أبريل /نيسان "أو حتى يتحسن الوضع".
وأشار بيان صادر عن هيئة السياحة في تايلاند إلى أن هذه الخطوة تجعل بوكيت أول منطقة في تايلاند تفرض إغلاقاً شاملاً لجميع المناطق، ضمن الجهود المتواصلة لوقف انتشار فيروس "كوفيد-19".
وتابع البيان :"باستثناء العاملين في المجال الطبي والطوارئ والعاملين في الخدمات اللوجستية، تم إغلاق جميع المقاطعات الفرعية الـ 17 لضمان الحد الأدنى من حركة الأشخاص والمركبات".
وتعد هذه الإجراءات ضمن أحدث سلسلة من القيود والإغلاقات بينما تسابق الجزيرة لاحتواء انتشار الفيروس.
وأغلق مطار بوكيت الدولي أمام جميع الرحلات الجوية غير الضرورية حتى 30 من أبريل/نيسان.
وأغلقت الجزيرة، المتصلة بالبر الرئيسي بواسطة جسر، نقاط الدخول البرية والبحرية، وسمحت فقط للمركبات التي تنقل البضائع الضرورية.
وتم إغلاق جميع الشواطئ إلى أجل غير مسمى، بالإضافة إلى المطاعم، والحانات، والمحلات/الخدمات غير الأساسية.
وصدر قرار حكومي، يسري اعتباراً من 7 أبريل/نيسان، يطلب من جميع سكان الجزيرة ارتداء أقنعة الوجه عند مغادرة منازلهم، بينما يبدأ حظر التجول من الساعة 10 مساءاً وحتى 4 صباحاً.
وصدرت أوامر بإغلاق الفنادق التي لا يوجد بها ضيوف، في حين يجب على الفنادق التي تفتح أبوابها تقييد الوصول إلى المناطق العامة، بما في ذلك حمامات السباحة والمطاعم.
وبحسب ما قاله العضو المنتدب لشركة الاستشارات "C9 Hotelworks"، بيل بارنيت، "تتوفر حالياً 5 فنادق مخصصة لإجراء حجوزات جديدة لاستيعاب السياح الباقين على الجزيرة".
وأوضح بارنيت، ومقره في بوكيت، لـCNN أن "80% من جميع الفنادق على الجزيرة مغلقة حالياً أو قيد الإغلاق"، مضيفاً أن "بوكيت لديها أكثر من 88 ألف غرفة فندقية مسجلة".
وبحسب البيانات التي شملت فنادق جمعية فنادق بوكيت، تنقسم التوقعات بين موعد إعادة فتح الفنادق في مايو/أيار أو بمجرد أن يسمح بذلك، في حين يقول آخرون إنهم سيعاودون العمل في يونيو/حزيران، والبعض الآخر يقول في بداية أكتوبر/تشرين الأول.
وأشار بارنيت إلى أن بوكيت تشهد تدفق كبير من السياح الأوروبيين من شهر أكتوبر/تشرين الأول وحتى مارس/آذار، وهي الفترة التي ستشهد تصاعداً في قطاع السياحة، مضيفاً أن الأنباء الأخيرة التي تفيد بأن موظفي الفنادق الذين أجبروا على الإغلاق سيحصلون على 62 % من رواتبهم لمدة تصل إلى 3 أشهر، استُقبلت بشكل جيد.
أما فيما يتعلق بالوضع على أرض الواقع، فيقول إن محلات البقالة لا تزال مفتوحة وأن خدمات توصيل الطعام مستمرة في العمل.
قد يهمك ايضا:المنتجعات التونسية تواجه خطر وباء "كورونا" وتخشى الأسوأ