واشنطن ـ وكالات
يفرغ هؤلاء المصطفون فى طابور محتويات جيوبهم من سلاسل المفاتيح والهواتف الجوالة. يتم وضع كل شىء فى صينية بلاستيكية ثم تختفى، لأنها تمر عبر جهاز كشف المعادن. ويسأل رجل مرتديا زيا رسميا "هل جيوبك خاوية؟"، وهكذا تسير الإجراءات الأمنية، مثلما يحدث فى أى مطار، فى الحوض البحرى فى قسم بلدة تشارلزتاون ببوسطن. وهو حوض بحرى سابق ويعد منطقة محظورة بالبحرية الأمريكية ولكنه يجتذب السائحين. وعلى من يريدون الصعود على متن السفينة يو اس اس كونستيتيوشن الراسية فى المرفأ أخذ التحذيرات على محمل الجد. وربما ينتهى مصير أى شخص قد يحاول تهريب أى أسلحة إلى المنطقة بوضعه خلف القضبان. ويدخل سنويا نحو 500 ألف زائر الفرقاطة المهيبة التى جرى تدشينها فى 21 أكتوبر عام 1797 وسوف تسجل فى التاريخ البحرى. وفى المجمل يجد عشر عدد الزائرين للاماكن السياحية فى بوسطن طريقهم إلى حوض السفن السابق الذى يقع فى منطقة نائية إلى حد ما. وهذا أمر لا يدعو للدهشة، نظرا لأن السفينة الشراعية القوية صارت أيقونة وطنية تلقب بـ" سفينة دولة"، مما يعنى أن يو اس اس كونستيتيوشن تخدم كمقر للاستقبالات الرسمية. والإعجاب الذى يحيط الفرقاطة له أسبابه . فهى أقدم سفينة مازالت عاملة فى العالم. ويفسر تجديدها الدائم بنجاحاتها فى مسرح القتال البحرى. وعلى رأس ذلك انتصارها فى المعارك التى خاضتها ضد السفن الحربية البريطانية فى القرن التاسع عشر، وهو ما ساهم فى القضاء على أسطورة البحرية الملكية التى لاتقهر. ر