القاهرة ـ وكالات
اتفقت القاهرة وطهران على تنظيم رحلات سياحية من إيران إلى مصر للمرة الأولى منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 34 عاما. وفي تصريحات قال هشام زعزوع وزير السياحة المصري، لدى وصوله القاهرة مساء السبت، قادما من طهران، "إنه اتفق مع الجانب الإيراني على تسيير عدد من الرحلات السياحية للإيرانيين لزيارة المناطق الأثرية في مدينتي الأقصر وأسوان. وفيما لم يحدد الوزير المصري موعد بدء تلك الرحلات السياحية، قال إنه أبلغ الجانب الإيراني أن الأجهزة الأمنية المصرية سواء الأمن الداخلي أو الأمن القومي (المخابرات العامة) ستتولى مراجعة طلبات الإيرانيين الراغبين في السياحة بمصر للتأكد من أن هدفهم الأساسي هي السياحة فقط. وقلل الوزير المصري من أهمية المخاوف التي يطلقها البعض من تأثير السياحة الإيرانية بمصر واحتمال أن "تكون ستارا لنشر المذهب الشيعي"، قائلا إنهم "لم يطلبوا خلال المفاوضات أي برامج سياحية لزيارة مسار آل البيت بالقاهرة، بل طلبوا زيارة منطقة الأهرامات والمناطق الأثرية الفرعونية". ونوه بأن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أبلغه خلال استقباله في طهران أن "شعب إيران يعشق مصر والمصريين، ولا يريد لها ولشعبها إلا كل خير وليس له في مصر مآرب أخرى". وتوقع "زعزوع" أن يكون السوق السياحي الإيراني القادم إلى مصر"واعدا" خاصة أن السياحة الإيرانية منقطعة عن مصر منذ 34 عاما، لافتا إلى ان منظمي الرحلات هناك حجزوا عددا من الفنادق ذات الخمس نجوم وكذلك الفنادق العائمة وهو ما سوف ينشط الحركة السياحية في الأقصر وأسوان. وشدد في الوقت نفسه على أن فتح الباب أمام السياحة الإيرانية لزيارة مصر ليس موجها بالضرورة ضد "أي دولة عربية شقيقة من دول الخليج"، لافتا إلى أن تلك الدول ترتبط جميعها بعلاقات تجارية وسياحية مع إيران. وتسود مخاوف لدى التيارات السلفية في مصر من المد الشيعي، وهو ما بدا واضحا في رفض حزب "النور" السلفي لزيارة وزير السياحة لإيران وذلك من خلال استنكار شعبان عبدالعليم، القيادي بالحزب الزيارة، معتبرا أنه لا ينبغي فتح علاقات مع ايران في هذا الوقت. وانحسرت العلاقات المصرية الإيرانية، خلال الأعوام الأربع والثلاثين الماضية، بين التوتر والفتور، على خلفية استضافة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات لشاه إيران محمد رضا بهلوي عقب الثورة الإسلامية في إيران أوائل عام 1979، ثم دعم مصر للعراق في حربها مع إيران (1980- 1988)، واتهام القاهرة لطهران برعاية الإرهاب في الشرق الأوسط، ودعم الجماعات الإسلامية المسلحة في مصر خلال فترة التسعينيات. وبعد قيام ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، صدرت تصريحات من المسئولين في البلدين تفتح الباب نحو إزالة الخلافات بين البلدين، كما تبادل زعيما البلدين الزيارات؛ حيث أجرى الرئيس محمد مرسي زيارة لطهران للمشاركة في قمة عدم الانحياز التى عقدت نهاية أغسطس/ آب الماضي والتقى خلالها بأحمدي نجاد، فيما زار الأخير مصر أوائل الشهر الجاري للمشاركة في مؤتمر القمة الإسلامية الثاني عشر، وتعد هذه الزيارة الأولى لرئيس إيراني لمصر منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1979. وتعرّض قطاع السياحة بمصر إلى خسائر منذ ثورة 25 يناير/ كانون الثاني 2011، كما تناقص عدد السياح الأجانب الزائرين للبلاد منذ الثورة عن الأعوام التي سبقتها، بحسب تصريحات لمسؤولين مصريين.