بكين - أ.ف.ب
اضطرت الطائرة العاملة بالطاقة الشمسية "سولار امبالس 2" التي اقلعت صباح الاحد من الصين لعبور المحيط الهادئ، الى تغيير مسار الرحلة والاتجاه للهبوط في ناغويا في اليابان بسبب تدهور الاحوال الجوية على مسار رحلتها باتجاه هاواي على ما اعلن المنظمون الاثنين.
وجاء على حساب خدمة "تويتر" التابع للمنظمين "الاحوال الجوية ساءت وقررنا الهبوط في ناغويا!"
وكان الطيار اندريه بورشبرغ اضطر في مرحلة اولى الى وقف تقدم رحلته فوق المحيط الهادئ، والتحليق ضمن دائرة ضيقة فوق بحر اليابان، بانتظار تحسن الاحوال الجوية.
وقد اكد زميله الطيار برتران بيكار عبر موقع "سولار امبالس" الرسمي، قرار التوجه الى المطار الياباني.
ثم غرد الطيار بورشبرغ من الطائرة على موقع تويتر "انا اتجه الى ناغويا وسط الغيوم الجميلة قرب مدينة ناغانو" الواقعة شمال غرب طوكيو.
ويتناوب السويسريان اندريه بورشبرغ وبرتران بيكار على قيادة هذه الطائرة الصغيرة التي تتسع لشخص واحد فقط، في مراحل جولتها حول العالم.
وقال بيكار "سننتظر تحسن الاحوال الجوية لمتابعة الرحلة".
واضاف "نشكر اصدقاءنا اليابانيين اذ كانوا مضيافين باعطائنا اذن الهبوط على اراضيهم في اللحظة الاخيرة".
وكانت سولار امبالس اقلعت فجر الاحد من نانكين شرق الصين في المرحلة الاخطر من رحلتها حول العالم فوق المحيط الهادئ، يضطر فيها الطيار الى الصمود ستة ايام وست ليال متواصلة بمفرده.
وقد ارجئ اقلاع الطائرة من نانكين، حيث حطت الطائرة في 21 نيسان/ابريل، مرات عدة بسبب تراكم الغيوم فوق نانكين وبحر اليابان.
ولم تتضح بعد المدة التي ستمضيها الطائرة في اليابان قبل ان تستأنف الرحلة، وقال بيكار "من الصعب توقع الاحوال الجوية".
واضاف "سيكون خطرا جدا اجتياز" هذه السحب.
ولم يسبق لطائرة "سولار امبالس 2" ان طارت فوق اي محيط او بقيت في الجو لاكثر من 24 ساعة. لذا يشكل عبور المحيط الهادئ تحديا تكنولوجيا وانجازا في مجال الطيران.
وتمتد هذه المرحلة على ثمانية الاف و500 كيلومتر، وكان مقررا ان يقطعها الطيار السويسري ب130 ساعة متواصلة من الطيران تشكل وقتا قياسيا يمضيه طيار وحيدا وراء مقود طائرته، بحسب المنظمين.
ويبلغ اندريه بورشبرغ 62 عاما، وبحسب الخطة الموضوعة للرحلة، عليه ان يأخذ اقساطا قصيرة من الراحة والنوم على مقعده لا تزيد عن عشرين دقيقة، وممارسة تمارين اليوغا. وقد جهز مقعده الذي لن يتمكن من مغادرته بمرحاض.
وسيطير الطيار يوميا على ارتفاع 28 الف قدم (8400 متر) وسيواجه تقلبات في الحرارة تصل الى 55 درجة مئوية في قمرة سولار امبالس 2.
ولا يمكن لاي باخرة ان تواكب مسار الطائرة التي تحلق بسرعة 90 كليومترا في الساعة على علو منخفض، وسرعة 140 كيلومترا في الساعة على علو مرتفع.
الا ان الطيار لم يكن قلقا ازاء امكانية وقوع اي حادث، ويقول "لا ارى في الأمر مخاطرة كبيرة، لاننا عملنا لوقت طويل على دراسة المشكلات المختلفة التي قد تواجهنا، وفي أسوأ الحالات لدي مظلة وطوق نجاة، آمل الا احتاج اليهما".
وفي حال وقوع عطل خطر خلال الرحلة، على الطيار السويسري ان يقفز بالمظلة في المحيط على بعد مئات الكيلومترات عن اقرب فرق اغاثة.
وكانت طائرة "سولار امبالس 2" التي تغطي جناحيها اكثر من 17 الف خلية ضوئية شمسية، انطلقت من ابوظبي في التاسع من آذار/مارس، في جولة حول العالم للترويج لمصادر الطاقة المتجددة ولا سيما الطاقة الشمسية.
وتوقفت في سلطنة عمان، ومنها توجهت الى الهند ثم بورما قبل ان تصل الى الصين. ويقودها بالتناوب اندريه بورشبرغ والمستكشف السويسري برتران بيكار.
وستقطع الطائرة في رحلتها حول العالم مسافة إجمالية تبلغ 35 ألف كيلومتر بالاعتماد حصرا على الطاقة الشمسية.