القاهرة ـ وكالات
بعد توقف خمسة أشهر، عادت حركة الرحلات النيلية الطويلة بين القاهرة وأسوان مجدداً. وانطلقت الباخرة السياحية «شامبوليون 2» من القاهرة وعلى متنها 28 سائحاً ألمانياً في رحلة يطوفون خلالها آثار بني سويف والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر لتنتهي الرحلة في أسوان. وكانت الرحلات النيلية الطويلة لمصر، عادت إلى النيل في آب (أغسطس) 2012 لتعود بذلك الحياة إلى شرايين عدد من محافظات الصعيد التي حرمت من الحركة السياحية نحو 15 سنة. لكن المخاوف من جنوح البواخر والفنادق العائمة وسط النيل، وهي الظاهرة الناتجة من خفض منسوب مياه النيل وما يسمى «السدة الشتوية»، أوقفت حركة الرحلات النيلية الطويلة للبواخر السياحية بين الأقصر وأسوان في أيلول (سبتمبر) الماضي. وتكتسب الرحلات النيلية بين الأقصر وأسوان وفق الخبير السياحي محمود ادريس شعبية متزايدة لدى السياح الأجانب، ويتوقع ازدياد العدد بصورة كبيرة في المستقبل القريب. ووفق دراسة أعدتها رابطة وكالات السفر والحجز السياحي الألمانية، يوضح ادريس أن أعداد الراغبين في القيام برحلات نيلية في مصر من السياح الألمان والأوروبيين ارتفع بنسبة 300 في المئة. ويواجه كل من يرغب في حجز رحلة نيلية صعوبة في الاختيار، فهل يختار رحلة بسيطة أم واحدة تتسم بالرفاهية والترف، ام رحلة على متن باخرة سياحية ذات خدمات فندقية من فئة الخمس نجوم؟ وتعد الباخرة «السودان» من أقدم البواخر السياحية فوق نهر النيل وهي تشهد الإقبال الأكبر للقيام برحلات على متنها من جانب هواة الروايات البوليسية، فهذه السفينة الخشبية ذات عجلات الدفع الدوارة التي يزيد عمرها عن مئة سنة كانت موقع تصوير الفيلم البوليسي الشهير «موت على ضفاف النيل» الذي لعب دور البطولة فيه بيتر أوستينوف وميا فارو وجين بيركين وبيتي ديفيز وديفيد نيفن وأنجيلا لانزبيري، عن قصة للراحلة أغاثا كريستي. وتطالب الأوساط والفعاليات السياحية في صعيد مصر، باتخاذ مجموعة من الإجراءات العاجلة لضمان استمرار تلك الرحلات. وتقول الخبيرة السياحية نجوى البارون: «يجب الإسراع في توفير الاعتمادات اللازمة لتطهير المجرى الملاحي بين الأقصر وأسوان وتحديد مسار للبواخر السياحية في النيل وتزويده العلامات الإرشادية لتفادي حوادث الجنوح المستمر للبواخر، وتفادي الاصطدام بالصخور النيلية مع الإسراع في توفير الاعتمادات اللازمة للقضاء على ظاهرة الجزر النيلية والإسراع في إنشاء مرسى الأقصر الجديد لمواجهة ظاهرة رسوّ البواخر والفنادق السياحية العائمة في طوابير بعرض النيل».