برلين ـ وكالات
إضافة إلى الوفود السياحية الصينية التي تهرع إلى المعالم البارزة في أوروبا، ثمة نمط جديد من السائحين الصينيين يسعى إلى منتجات سياحية مختلفة في القارة العجوز وربما يشرع بعضهم في شراء منزل في أحد الأحياء الأوروبية. وعلى الرغم من أن التسوق لا يزال النشاط الأكثر أهمية أثناء رحلات السائحين الصينيين في أوروبا، هناك عدد متزايد من السائحين ذوي الدخل المرتفع ومستوى التعليم الأعلى - أو من يطلق عليهم "السائحين الصينيين الجدد"- والذين يبحثون عن خبرات فردية ومنتجات سياحية دقيقة توفر خدمات عالية الجودة وتتوافق مع العادات والقيم والمطالب الصينية. وفضلا عن هذا، يبحث بعض السائحين الصينيين عن فرص استثمارية أثناء تجواله في أوروبا، ما يوفر فرصا اقتصادية جديدة لشركات السياحة المحلية ومؤسسات الاستثمار في الخدمات. وفي هذا السياق، قال ولفغانغ جورج أرلت، مدير معهد بحوث السياحة الموجهة إلى الصين، ومقره في ألمانيا، قال إن "عدد السائحين الصينيين يرتفع بسرعة كبيرة، ولكن نمط السياحة الخاصة بهم يتغير أيضا". وكثير من السائحين الصينيين، الذين زاروا أوروبا مرة أو مرتين من قبل، ربما لا يريدون زيارة برج "إيفل" أو الكولسيوم مرة أخرى. وأضاف أرلت قائلا "إنهم يبحثون عن منتجات خاصة مثل تذوق الخمور أو لعب الغولف في ملاعب شهيرة"، موضحا أن بعض السائحين بدوا يهتمون بأسلوب الحياة الأوروبي وربما يقيم بعضهم مع أسر أوروبية لاكتساب خبرة حول هذا النمط من الحياة. ووفقا لمعهد بحوث السياحة الموجهة إلى الصين، فإن السائحين الصينيين أنفقوا 95 مليار دولار في أوروبا خلال عام 2012. وتوقع المعهد أن يصل الرقم إلى 110 مليارات دولار في عام 2013، ما قد يجعل الصين أكبر سوق مصدرة للسائحين في العالم بلا منازع. وكان أحدث تقرير صدر عن منظمة السياحة العالمية قد أظهر أن أعلى معدلات زيادة في الإنفاق بالخارج في عام 2012 يعود إلى الصين بارتفاع قدره 42 بالمائة. وقال آدم وو، المسئول بفرع شبكة الأعمال التجارية الصينية في لندن، إن "عددا متزايدا من الصينيين الأثرياء يسعون إلى فرص استثمارية في الخارج بسبب أسعار العقارات الباهظة للغاية في الصين والقيود المفروضة على شراء أكثر من عقار في المدن الصينية الكبرى ... وترتكز غالبية استثمارات الصينيين في الخارج على قطاع العقارات لتنويع الاستثمارات". ويرى أرلت أن "قطاعي التعليم والعقارات هما الاستثمار الرئيسي للصينيين في الخارج"، موضحا أن كثيرا من الصينيين يشترون شققا في مدن أوروبية حيث يعتزمون إرسال أبنائهم للدراسة.