القاهرة ـ العرب اليوم
صدر حديثًا عن القومي للترجمة كتاب (الحرب الباردة الكونية)، من تأليف أود ارن وستاد، وترجمة مى مقلد، ومراجعة طلعت الشايب.
ينبع الكتاب من شغف المؤلف بالدوافع والقرارات لدى قوتي الحرب الباردة العظميين في سياساتهما في العالم الثالث، والتي رأى أنها بحاجة إلى إعادة تفحص، بعد أن أصبحت المادة الأرشيفية متوفرة من الجانبين لأول مرة، إلا أنه أثناء البحث تحول موضوع الكتاب إلى ما هو أوسع، فقد وجد أنه من المستحيل فهم قرارات موسكو أو واشنطن دون الخوض في الجذور الأيديولوجية للتدخل أثناء الحرب الباردة لدى كل منهما، والتحولات في سياسات العالم الثالث التي عجلت بتدخلهما، فتحول العمل الذي بدا بوصفه كتابا عن التدخلات إلى كتاب عن عمليات التغيير في العالم الثالث.
يتضمن الكتاب مناقشة موسعة لجذور الثورات في العالم الثالث وسياقها وتدخلات القوى العظمى التي صاحبتها، حيث يهتم الكتاب بفترة السبيعنات وأوائل الثمانينات عندما كان صراع القوى العظمى في العالم الثالث أبلغ الأثر على الحرب الباردة، كما يُعنى الكتاب بفهم الحرب الباردة في ضوء التجربة الاستعمارية، حيث تتحدث الفصول الثلاثة الأولى عن الجذور الأيديولوجية والسياسية للحرب الباردة في العالم الثالث ويكشف عن دوافع الزعماء الأمريكيين والسوفيت وفترة ما بعد الاستعمار من منظور تاريخي.
يناقش الفصل الأول تطور الفكر الأمريكى عن الشعوب غير الأوربية وعلاقاتها بالهوية الأمريكية والسياسة الخارجية، ويجادل بأن المناقشات حول الحرية والتقدم والمواطنة في السنوات الأولى من عمر الجمهورية قد وضعت نموذجًا للتدخل في العالم الثالث.
أما الفصل الثاني فيتناول جذور الفكر الروسي عن العالم الثالث منذ بداية الإمبراطورية حتى حقبه ما بعد ستالين، وينهى الفصل الثالث هذه النظرة إلى الجذور التاريخية للأفكار والأيديولوجيات بالتركيز على مقاومة العالم الثالث للاستعمار الأوربي وتطور الأشكال المختلفة من الحركات الثورية المناهضة للاستعمار، ويشرح كيف اختار بعض زعماء العالم الثالث أن يتحالفوا مع إحدى أيديولوجيتيه المتنافستين، بينما وقف آخرون يعارضون كلتيهما.
أما الفصلان الرابع والخامس فيشرحان العلاقة المتبادلة بين النجاح المطرد للمقاومة المناهضة للاستعمار ونشأة تدخل الولايات المتحدة أثناء الحرب الباردة، ويقول بأنه في الفترة الزمنية ما بين 1945 إلى 1960 ساعدت الولايات المتحدة من خلال سياساتها في أفريقيا وأمريكا اللاتينية في خلق العالم الثالث باعتباره مفهوما ذا معنى في السياسات الدولية، يرمز إلى المقاومة ضد الهيمنة الغربية.
وتتضمن الفصول من السادس إلى الثامن الحالات الرئيسية للتدخل في العالم الثالث أثناء الحرب الباردة، أما الفصلان الأخيران والخاتمة تقدم نقاشًا حول الحرب الباردة في العالم الثالث في الثمانينات وأثرها حتى وقتنا الحالي.