متظاهرون يحملون لافتات تندد بالحكومة وتطالب بالقصاص للشهداء في مصر
القاهرة ـ أكرم علي
تظاهر عشرات الآلاف من المصريين بعد ظهر الجمعة في القاهرة وعدة محافظات ضد الرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها في ذكرى الثورة التي اطاحت حسني مبارك ووقعت اشتباكات في مناطق متفرقة بين المتظاهرين والشرطة. وفي القاهرة، تواصلت الاشتباكات التي
بدأت الخميس قرب ميدان التحرير بين المتظاهرين وقوات الامن المتمركزة خلف حاجز خرساني يغلق شارع القصر العيني الذي تقع به عدة مؤسسات من بينها مقر مجلس الوزراء ومقري مجلس الوزراء ومجلس الشورى.
كما وقعت اشتباكات في شارع الشيخ ريحان المجاور استخدم فيها المتظاهرون الحجارة وردت قوات الامن بالغازات المسيلة للدموع.
وقام مئات المتظاهرين بمهاجمة مقر الموقع الالكتروني لجماعة الاخوان المسلمين "اخوان اون لاين" الواقع في منطقة التوفيقية بوسط القاهرة بالحجارة ووقعت اشتباكات بينهم وبين اهالي المنطقة.
وفي الاسكندرية، اطلقت الشرطة المصرية قنابل مسيلة للدموع لتفريق متظاهرين القوا حجارة على مبنى المجلس المحلي للمدينة.
وقال شهود ان مسيرة كانت تمر امام مقر المجلس المحلي وهو في الوقت ذاته المقر الموقت للمحافظة، والقى بعض المتظاهرين حجارة عليه فردت الشرطة باطلاق كثيف للغازات مسيلة للدموع.
واكد التلفزيون الرسمي ان اشتباكات اخرى اندلعت كذلك بين الامن والمتظاهرين في محيط منطقة مجمع المحاكم المطل عل البحر في الاسكندرية.
وقال مصدر طبي ان 18 شخصا اصيبوا بجروج بسيطة في اشتباكات الاسكندرية.
وردد المتظاهرون هتافات تقول "الشعب يريد اسقاط النظام" وهو الهتاف الذي رددته تظاهرات اخرى في محافظات مصرية مختلفة الجمعة.
وفي مدينة السويس الساحلية الواقعة على قناة السويس، حاول المتظاهرون اقتحام مبنى المحافظة ورد الامن باطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين ومازالت اشتباكات متقطعة مستمرة.
وفي الاسماعيلية، احرق متظاهرون مقر حزب الحرية والعدالة (الذراع السياسية للاخوان وتصاعدت السنة اللهب من نوافذه.
وكانت ما يقرب من 15 مسيرة تحركت من أمام عدد من مساجد القاهرة إلى ميدان التحرير فور انتهاء صلاة الجمعة، وجاءت على رأسهم مسيرة مسجد مصطفى محمود التي قادها رئيس حزب الدستور محمد البرادعي، ومؤسس التيار الشعبي، حمدين صباحي، وسط تظاهر الآلاف في ميدان التحرير، والذين ينتمون لأكثر من 36 حركة وحزبًا سياسيًا.
وبينما أكد رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين أنه من حق الجميع أن يحتفي بطريقته بذكرى الثورة، سواء بالتظاهر السلمي والذي هو حق كفله الدستور، أو بالأعمال التنموية، كما قررنا نحن في حزب الحرية والعدالة"، وجه الداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان كلمة لجموع المصريين خلال خطبته في مسجد عمرو بن العاص قائلاً "أناشد العقلاء وأناشد العلماء وأناشد الشباب أن يسعوا إلى المصالحة، وأن يسعوا إلى صوت الحكمة".
وكان المئات من المتظاهرين بدؤوا في التوافد إلى ميدان التحرير للمشاركة في تظاهرات الذكرى الثانية لثورة "25 يناير"، الجمعة، رافعين شعار "الثورة مستمرة.. والقصاص للشهداء.. ولا لأخونة الدولة"، ونصبوا أول منصة داخل الميدان، في الوقت الذي شهد فيه شارع قصر العيني اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، استخدمت فيها قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع، فيما رد المتظاهرون بإلقاء زجاجات المولوتوف، تزامنًا مع إعلان جماعة "الإخوان" المسلمين، عدم مشاركتها في الاحتفال بذكرى الثورة في ميدان التحرير.
وقد أطلقت الائتلافات الثورية، مبادرة مشتركة مع المركز القومي للجان الشعبية وتحالف القوى الثورية، لتنظيف ميادين الثورة وتجميلها استعدادًا للتظاهرات، التي حرصت على سلميتها لتكون مجهزة للمتظاهرين المتوقع مشاركتهم بأعداد كبيرة، فيما قامت حركة "شباب 6 أبريل" بتوزيع آلاف المنشورات على المواطنين لحثهم على النزول والمشاركة في ذكرى الثورة، وكذلك حرص المتظاهرون المعتصمون أمام قصر الاتحادية، بنصب عدد من الخيام الجديدة استعدادًا للمشاركة في تظاهرات ذكرى الثورة، وقاموا بتعليق لافتات مناهضة لحكم "الإخوان"، وعلقوا لافتات منددة بالجماعة.
في المقابل، دعا المرشد العام لجماعة "الإخوان" المسلمين محمد بديع، في تغريدات له عبر حسابه الشخصي على موقع "تويتر"، الشعب المصري إلى "تغليب الصالح العام على الخاص، والتنافس في حب مصر بالبناء والإصلاح والوحدة، مناشدًا أبناء الشعب كافة التعاون على استكمال بناء دولة المؤسسات لاستكمال تحقيق أهداف الثورة، وذلك في معرض تهنئته للشعب المصري لمناسبة المولد النبوي الشريف.
وأعلن المتحدث باسم جماعة "الإخوان" المسلمين، أحمد عارف، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عدم مشاركة الجماعة في الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير في ميدان التحرير، مضيفًا أن "ميدان التحرير هو رمز التنوير للثورة المصرية، وجغرافيًا الثورة تسع الجميع، ولن ننزل إلى التحرير وسنذهب إلى كل مكان من أجل حملة (معًا نبني مصر)، ولمدة شهر كامل، نسعى إلى إصلاح 1800 مدرسة و 650 ألف خدمة طبية، وترويج ثقافة التخفيف عن أعباء البيت المصري".
في السياق، أعلن 15 حزبًا وحركة سياسية أبرزها حزب "الإسلامى" ذو الخلفية الجهادية، وحركتا (طلاب الشريعة وأنصار الشريعة) عن احتفالهم بالذكرى الثانية للثورة، التى أطاحت بنظام الرئيس السابق أمام مدينة الإنتاج الإعلامي، مهددين بقيام ثورة إسلامية حال الانقلاب على الرئيس محمد مرسي.
وقال الحزب الإسلامي في بيان له، "من واقع إيمانه بثورة 25 يناير وحفاظًا عليها ولاستمرارها حتى إتمام المطالب الثورية كافة، التي خرج الشعب وأسقط النظام الفاسد من أجل تحقيقها، فإننا نرى أن العدو الأول للثورة والطابور الخامس هو الإعلام الفاسد، الذي يسعى بجهد حثيث إلى تقسيم الأمة بين إسلامي ومدني ووطني وعميل، وكل ذلك من أجل إسقاط مصر تمهيدًا للقضاء عليها، ويقف وراء ذلك فلول النظام من رجال الإعلام، الذين أنشؤوا تلك القنوات وكذلك الإعلاميون، الذين كانوا أبواقًا للنظام الهالك، واليوم أصبحوا ثوار الإعلام، لذلك قررنا وبمشاركة القوى الوطنية والإسلامية الاحتفال بـ"25 يناير" أمام مدينة الإفساد الإعلامي (الإنتاج الإعلامي سابقًا)، حتى تصل رسالتنا لهؤلاء البغاة، وأن الثورة ليست منكم ببعيد، وأنها قادرة على بتركم حماية للثورة من شروركم، فقد ملّ وكره الشعب من ترككم تخربون في البلاد بطولها وعرضها من دون رقيب أو حسيب".
وتوافد على مدينة الإنتاج الإعلامي المئات من المنتمين إلى القوى الإسلامية، للاحتفال بذكرى الثورة، والدعوة إلى استكمال أهدافها.
وقال المتظاهرون إن الإصرار على تنظيم الفعاليات من مدينة الإنتاج، ليس خوًفا من التواجد في ميدان التحرير، إلا أنه تحكيم للعقل والتأكيد على تطلع القوى الإسلامية للاحتكام إلى المواطنة وحريات جميع المواطنين، مؤكدًا بأن تجنب هدر الدماء المصرية هو محرك القوى الإسلامية .
وقد تم توزيع بيان عام من المنظمين، يؤكدون فيه على استكمال مطالب الثورة بتطهر مؤسسات الدولة، خاصة القضاء والإعلام، ومحاكمة قتلة الشهداء، بجانب المطالبة باعتبار الشريعة الإسلامية مادة فوق دستورية، وطالب البيان بتماسك التيار الإسلامي، والدعوة إلى نبذ الخلافات بينهم لصالح الوطن والثورة والثوار.
في المقابل، أضاف الكتاتنى عبر تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" قائلاً "ليس من حق أحد أن يمارس العنف أو يخرب منشآت الدولة وممتلكات المصريين تحت أي مبرر".
واختتم الكتاتنى "لقد قام المصريون بثورة "٢٥ يناير" ليؤسسوا دولة الحريات والقانون، ولا أتصور أن هناك من يقبل بالفوضى وإراقة الدماء".
وعلى صعيد آخر، خرج الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وقادة حزب "مصر القوية" في مسيرة من مسجد الاستقامة، وتوافد أعداد من المتظاهرين على منطقة دوران شبرا للخروج في مسيرات إحياء الثورة.
ورفع الشباب لافتات أمام المسجد منها، و"الآن وقد سقطت شرعية النظام، نطالب بالآتي: وزارة إنقاذ وطني، كتابة دستور جديد لمصر، انتخابات برلمانية، انتخابات رئاسية".
وجاءت خطبة مسجد مصطفى عن الأمانة في الحكم والأمانة مع الرعية، وكيف يصلح المسؤول حال رعيته، وما ينعكس عن مسؤولية كل فرد عن إصلاح نفسه ومن حوله.
فيما أكد الشيخ محمد عبد الله خطيب ميدان التحرير أن جماعة الإخوان المسلمين تستخدم الدين لخدمة أهدافها السياسية، ولصالح أعضائها فقط.
وأوضح أن الرئيس يسعى إلى بيع قناة السويس إلى أمير قطر، واصفا جماعة الإخوان بأنها جماعة صهيونية، وأنهم هم الطرف الثالث لجميع الأحداث التى تمر بها البلاد، مبينًا أن الحكومة تعاملت بعنف ضد متظاهري شارع محمد محمود، مضيفًا أن الإخوان كانوا يحرمون الربا قبل إسقاط النظام، والآن يتعاملون مع البنوك العالمية ذات التعامل الربوي.
ومن جانبه، دعا رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، المصريين للعمل باجتهاد لنهضة البلاد وللحفاظ على الثورة، وتساءل مستنكرًا "لماذا يقاتل بعضنا البعض ونحن أخوة؟".
وأضاف القرضاوي أن مصر بها خير كثير إذا يسّرنا لها السبيل، مشيرًا إلى أن هناك عربًا على أتم الاستعداد لمساعدة المصريين بعشرات المليارات.
واستكمل رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور يوسف القرضاوي، في خطبته من أعلى منبر جامع الأزهر الشريف، إشادته بسيرة الرسول (ص) تخليدًا لذكرى المولد النبوي الشريف، وقال "لقد جاء محمد (ص) برسالة غيرت عقائد الناس أجمعين، وجعل عقيدة التوحيد هي العقيدة الوحيدة، بأن تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، فقد جاء ليحرر العبادات".
وأشاد القرضاوي بالثورة المصرية، وقال "ضاعت مصر وأموالها في ظل النظام السابق"، واستشهد على فساد النظام السابق بمثال اختطافه بعد نزوله من قطر إلى قريته، وظل أهله يبحثون عنه لمدة أسبوعين، وأضاف "نحمد الله أن الله هيأ لنا هذه الثورة، فهي ليست ثورة 6 أبريل أو الإخوان أو السلفيين، إنما هي ثورة المصريين جميعًا لا تقتصر على فصيل واحد".
وأكد القرضاوي أن الحوار هو الأداة الوحيدة التي تمكننا من النهوض ببلدنا، وكل خطأ يمكن أن يُصحح إذا كنا صادقين مع أنفسنا ومع الله.
ومن جهته، قال الشيخ حسان: مصر ليست ملكًا لجماعة الإخوان المسلمين، وليست ملكًا للسلفيين، وليست ملكًا لليبراليين، بل مصر ملك للجميع، وأطلق الشيخ محمد حسان الداعية الإسلامى فى خطبته المتزامنة مع الذكرى الثانية لثورة "25 يناير"، في مسجد عمرو بن العاص في منطقة مصر القديمة التابعة لمحافظة القاهرة تحت مبادرة "المصالحة العامة".
وأضاف الشيخ حسان أن المصري يحتاج إلى المصالحة فى هذا الوقت، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى يأمر بالصلح، مستدلاً بقول الله تعالى "الصلح خير"، كما استدل بقول الله تعالى "يسألونك على الأنفال كل الأنفال لله والرسول واتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم"، مشيرًا إلى أن صلاح ذات البين يكون عن طريق نزع الخلاف".
وعلى الصعيد الأمني، كشف مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة اللواء جمال عبد العال، عن خطة وزارة الداخلية في تأمين ميدان التحرير خلال فعاليات ذكرى الثورة، الجمعة، قائلاً "سنترك تأمين الميدان للمتظاهرين، على أن يتولى جهاز الامن حماية الميدان من المندسين عن بعد من خلال الأكمنة البعيدة عن التحرير، وأن أجهزة الأمن لن تسمح بحرق أو ضرب المنشآت العمومية، أو استخدام المولوتوف أو الأسلحة النارية".
وناشد عبد العال المتظاهرين، "المحافظة على سلمية الثورة وعدم استخدام العنف، لأن استخدام العنف قد يؤدي إلى حدوث كارثة والرجوع بالبلاد إلى نقطة الصفر"، مضيفًا أن "تعليمات الوزارة واضحة في عدم السماح بالتعدي على المنشآت العمومية أو الخاصة، وأن هناك تأمين لجميع المنشأت العمومية والخاصة".
من جهته، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان أحمد عمر، عن استعدادات الوزارة بالتعاون مع الهيئة العمومية لمرفق الإسعاف، بالدفع بـألفي سيارة إسعاف لتأمين تظاهرات الجمعة، موزعة في القاهرة وجميع المحافظات، وأنه تم إعلان حالة الطوارئ والاستعدادات القصوى في جميع المستشفيات، فضلاً عن مضاعفة عدد الورديات للأطباء والممرضين، وتوفير عيادات متنقلة في أماكن التجمعات.
وأكد عمر على الاستعداد التام في مستشفيات ومعاهد وزارة الصحة والجامعية كافة، لاستقبال أية حالة تستدعي التحويل لتلقي العلاج.