الجزائر ـ حسين بوصالح تمكنت القوات الخاصة "النخبة" التابعة للجيش الجزائري من تحرير 705 رهينة بعد الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له قاعدة الحياة النفطية بعين أمناس أقصى الجنوب الشرقي للجزائر، فيما لقي مؤسس حركة أبناء الصحراء من أجل العدالة والذراع الأيمن لمختار بلمختار القيادي "لمين بن شنب" حتفه خلال عملية تحرير الرهائن، اضافة الى عدد من قادة كتيبة "الموقعون بالدماء" أبرزهم قائد العملية أبو البراء و الموريتاني عبد الله ولد حميدة، وأكدت مصادر أمنية جزائرية أن 18 من مقاتلي الكتيبة تم القضاء عليهم خلال العملية فيما أشارت إلى أن عددهم المتبقي لا يتجاوز 12 مسلحا.      
من جهتها ،  كشفت مصادر من كتيبة "الموقعون بالدماء" لمواقع موريتانية أن جنسيات المجموعة "الفدائية" المشاركة في العملية مختلفة حيث يتواجد عناصر من الجزائر، النيجر، مصر، مالي وموريتانيا وكندا، وقالت المصادر إن الخاطفين لم يكونوا ينوون المغادرة بالرهائن الذين قتلوا خارج مبنى المركب الصناعي، وإنما كانوا بصدد نقلهم في سيارات تابعة للشركة من مجمع سكن العمال إلى المصنع، حيث تحتجز مجموعة أخرى من الخاطفين عددا من الرهائن، قبل أن تقوم مروحيات الجيش الجزائري بقصف السيارات وقتل من بداخلها من الرهائن والخاطفين.
وأفادت مصادر امنية ، الجمعة، ان الحصيلة ألاولية للعملية تحرير  573 جزائريا و" أكثر من نصف عدد الرهائن الأجانب الـ 132"  في حين لازالت عملية إخراج مجموعة تحصنت بالمحطة الغازية مستمرة، وفي هذا الصدد أشار المصدر نفسه إلى أن القوات الخاصة للجيش لازالت تحاول التوصل إلى " حل سلمي" قبل القضاء على المجموعة الإرهابية التي تحصنت بمصنع التكرير و تحرير مجموعة من الرهائن لازالت محتجزة.
واضافت ان المجموعة " كانت مدججة بالأسلحة لاسيما بالصواريخ و أسلحة حربية أخرى وأنها  كانت "مصممة" على فعلتها الإجرامية مضيفا أن المجموعة  الإرهابية " كانت تعتزم حجز العمال الأجانب على مستوى الموقع الغازي كرهائن و تحويلهم إلى مالي من أجل ممارسة ضغوطات قاسية" على البلدان المشاركة في عملية محاربة الإرهابيين في مالي و على المجتمع الدولي.
وفي سياق ذات صلة، أفادت وكالة نواكشوط الموريتانية ، نقلا عن متحدث باسم جماعة "الموقعون بالدماء" ان الجماعة توعدت بالقيام بمزيد من العمليات، مضيفة أن جماعة الملثمين تحذر الجزائريين من الاقتراب من منشآت الشركات الأجنبية وستضرب في أماكن غير متوقعة.
وزير الطاقة الجزائرية يوسف يوسفي، الجمعة، اوضح أثناء زيارته لستة جرحى من بين الرهائن الذين تم إجلاؤهم إلى عيادة "الأزهر" العاصمة الجزائرية ، "إن الجزائر حرصا منها على ضمان حياة الأشخاص والمنشآت أوقفت تشغيل الأجهزة و الآلات في الموقع الغازي لتيقنتورين على بعد 40 كلم من مدينة عين أمناس ، في الوقت الذي أكدت فرنسا أن الاعتداء لن يؤثر في تواجد شركاتها بالجزائر.
في موازاة ذلك ، استقبل وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، الجمعة بالجزائر العاصمة، سفراء الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا واليابان والنمسا والنرويج وكندا والاتحاد الأوروبي.
وفي ردود الفعل ،في ردود الفعل، أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الجمعة إن أقل من 30 بريطانياً معرضون للخطر في الجزائر بعد عملية احتجاز الرهائن .
وأوضح كاميرون، في تصريح أمام مجلس العموم البريطاني، أن الهجوم المسلح في عين أميناس "يبدو كبيراً وتم التنسيق له جيداً ويتوفر له كم كبير من الأسلحة"، مشيراً إلى أن الأزمة لاتزال "مستمرة".
وقال كاميرون إن لندن لم تعلم بالعملية الجزائرية قبل وقوعها، وأبدى استعداد بلاده للمشاركة في حل الأزمة، أن قوات بريطانية في طريقها إلى الجزائر الآن.
في باريس، فتح القضاء الفرنسي تحقيقاً في عملية احتجاز الرهائن في الجزائر وفقاً لما ذكره مصدر قضائي، بينما أعلن رئيس الوزراء الفرنسي أن عملية إنقاذ الرهائن في الجزائر مستمرة، مؤكداً في هذا الصدد تصريحات كاميرون.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك إيروليت الجمعة أن الحكومة الجزائرية أبلغته أن عملية إنقاذ الرهائن في منشأة للغاز في الجزائر كانت مستمرة حتى منتصف النهار.
في طوكيو استدعت الخارجية اليابانية الجمعة السفير الجزائري في طوكيو سيد علي كترانجي في قضية الرهائن اليابانيين في الجزائر، من أجل تقديم مزيد من الإيضاحات بشأن العملية التي نفذها الجيش الجزائري، وللاستيضاح عن مصير الرهائن اليابانيين المفقودين.
وفي سياق متصل ، أكدت رئيسة حركة المؤسسات الفرنسية (ميداف) لورانس باريزو الجمعة، إن  المؤسسات الفرنسية لن تغادر الجزائر  على اثر عملية احتجاز الرهائن بالمركب الغازي بعين امناس، مضيفة "إن المؤسسات الفرنسية بالجزائر قد عززت إجراءاتها الأمنية لكنها لا تنوي مغادرة البلاد بعد الاعتداء الذي استهدف الموقع الغازي على يد مجموعة إرهابية.