القاهرة ـ أكرم علي بدأ المئات من المتظاهرين في التوافد إلى ميدان التحرير للمشاركة في تظاهرات الذكرى الثانية لثورة "25 يناير"، الجمعة، رافعين شعار "الثورة مستمرة.. والقصاص للشهداء.. ولا لأخونة الدولة"، ونصبوا أول منصة داخل الميدان، في الوقت الذي شهد فيه شارع قصر العيني اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، استخدمت فيها قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع، فيما رد المتظاهرون بإلقاء زجاجات المولوتوف، تزامنًا مع إعلان جماعة "الإخوان" المسلمين، عدم مشاركتها في الاحتفال بذكرى الثورة في ميدان التحرير.
وتستعد ميادين القاهرة، الجمعة، لاستقبال الذكرى الثانية للثورة، وسط استعدادات مكثفة وغرف عمليات واجتماعات مستمرة للقوى الثورية للتنسيق في ما بينها لإحياء ذكرى الثورة، بعيدًا عن أعمال العنف، حيث من المقرر أن تخرج  15 مسيرة تقريبًا من أمام مساجد القاهرة والجيزة، وعلى رأسها ميدان مصطفى محمود ودوران شبرا والجيزة وجامعة القاهرة والمطرية ورمسيس تتوجه نحو ميدان التحرير، الذي شهد الشرارة الأولى للثورة ومحيط قصر الاتحادية وماسبيرو ودار القضاء العالي.
وقد أطلقت الائتلافات الثورية، مبادرة مشتركة مع المركز القومي للجان الشعبية وتحالف القوى الثورية، لتنظيف ميادين الثورة وتجميلها استعدادًا للتظاهرات، التي حرصت على سلميتها لتكون مجهزة للمتظاهرين المتوقع مشاركتهم بأعداد كبيرة، فيما قامت حركة "شباب 6 أبريل" بتوزيع آلاف المنشورات على المواطنين لحثهم على النزول والمشاركة في ذكرى الثورة، وكذلك حرص المتظاهرون المعتصمون أمام قصر الاتحادية، بنصب عدد من الخيام الجديدة استعدادًا للمشاركة في تظاهرات ذكرى الثورة، وقاموا بتعليق لافتات مناهضة لحكم "الإخوان"، وعلقوا لافتات منددة بالجماعة.
ويشارك "التيار الشعبي" بقيادة حمدين صباحي في 5 مسيرات، بعد صلاة الجمعة، تنطلق من مساجد مصطفى محمود والاستقامة في الجيزة والسيدة زينب ومسجد الفتح ودوران شبرا باتجاه ميدان التحرير، بمشاركة عدد من القوى السياسية والأحزاب أهمها (حزب الدستور ـ المصري الديمقراطي ـ التحالف الشعبي ـ حركة 6 أبريل ـ الجبهة الحرة للتغيير السلمي ـ باقي أحزاب جبهة الإنقاذ الوطني)، وإمكان انضمام حمدين صباحي مؤسس "التيار الشعبي" للانضمام إلى مسيرة مصطفى محمود.
من جانبها، تشارك "حركة 6 أبريل" في تظاهرات الذكرى الثانية للثورة، وتخرج في 6 مسيرات حاشدة إلى ميدان التحرير، من بينها مسيرة تنطلق من ميدان مصطفى محمود في المهندسين، وثانية من دوران شبرا، وأخرى من السيدة زينب، للتأكيد على مطالب الثورة تحت شعار "عيش حرية عدالة اجتماعية"، مؤكدًا أن "الحركة قررت النزول باتجاه التحرير وعدم الاتجاه نحو الاتحادية".
في المقابل، دعا المرشد العام لجماعة "الإخوان" المسلمين محمد بديع، في تغريدات له عبر حسابه الشخصي على موقع "تويتر"، الشعب المصري إلى "تغليب الصالح العام على الخاص، والتنافس في حب مصر بالبناء والإصلاح والوحدة، مناشدًا أبناء الشعب كافة التعاون على استكمال بناء دولة المؤسسات لاستكمال تحقيق أهداف الثورة، وذلك في معرض تهنئته للشعب المصري لمناسبة المولد النبوي الشريف.
وأعلن المتحدث باسم جماعة "الإخوان" المسلمين، أحمد عارف، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عدم مشاركة الجماعة في الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير في ميدان التحرير، مضيفًا أن "ميدان التحرير هو رمز التنوير للثورة المصرية، وجغرافيًا الثورة تسع الجميع، ولن  ننزل إلى التحرير وسنذهب إلى كل مكان من أجل حملة (معًا نبني مصر)، ولمدة شهر كامل، نسعى إلى إصلاح 1800 مدرسة و 650 ألف خدمة طبية، وترويج ثقافة التخفيف عن أعباء البيت المصري".
في السياق، أعلن 15 حزبًا وحركة سياسية أبرزها حزب "الإسلامى" ذو الخلفية الجهادية، وحركتا (طلاب الشريعة وأنصار الشريعة) عن احتفالهم بالذكرى الثانية للثورة، التى أطاحت بنظام الرئيس السابق أمام مدينة الإنتاج الإعلامي، مهددين بقيام ثورة إسلامية حال الانقلاب على الرئيس محمد مرسي.
وقال الحزب الإسلامي في بيان له، "من واقع إيمانه بثورة 25 يناير وحفاظًا عليها ولاستمرارها حتى إتمام المطالب الثورية كافة، التي خرج الشعب وأسقط النظام الفاسد من أجل تحقيقها، فإننا نرى أن العدو الأول للثورة والطابور الخامس هو الإعلام الفاسد، الذي يسعى بجهد حثيث إلى تقسيم الأمة بين إسلامي ومدني ووطني وعميل، وكل ذلك من أجل إسقاط مصر تمهيدًا للقضاء عليها، ويقف وراء ذلك فلول النظام من رجال الإعلام، الذين أنشأوا تلك القنوات وكذلك الإعلاميون، الذين كانوا أبواقًا للنظام الهالك، واليوم أصبحوا ثوار الإعلام، لذلك قررنا وبمشاركة القوى الوطنية والإسلامية الاحتفال بـ25 يناير أمام مدينة الإفساد الإعلامي (الإنتاج الإعلامي سابقًا)، حتى تصل رسالتنا لهؤلاء البغاة، وأن الثورة ليست منكم ببعيد، وإنها قادرة على بتركم حماية للثورة من شروركم، فقد ملّ وكره الشعب من ترككم تخربون في البلاد بطولها وعرضها من دون رقيب أو حسيب".
وينشر "العرب اليوم" خريطة وتحركات مسيرات الجمعة، في مختلف ميادين مصر، والتي تبدأ عقب صلاة الجمعة، تحت شعارات عدة منها "لا لأخونة الدولة ـ القصاص للشهداء ـ عدنا لنقول للنظام صامدون .... للشهداء مقتصون ـ (عيش - حرية - عدالة اجتماعية - كرامة إنسانية) ـ القصاص".
* ـمسيرات القاهرة والجيزة:
أولاً: المسيرات المتجهة إلى ميدان التحرير هي (حلوان من أمام مسجد المراغي، وشبرا من الدوران، الزاوية من أمام مسجد النذير، إمبابة من أمام كنيسة العذراء في شارع الوحدة، الجيزة من أمام مسجد مصطفى محمود، حدائق القبة من ميدان الحدائق).
ثانيًا: المسيرات المتجهة إلى قصر الاتحادية هي (المطرية من أمام مسجد الأنوار المحمدية، عين شمس من مزلقان عين شمس).
* مسيرات محافظة الإسكندرية هي (من أمام كنيسة القديسين، من أمام مسجد القائد إبراهيم).
* 3 مسيرات في محافظة الدقهلية هي ( مسيرة مشعل ـ بورسعيد ـ المحافظة . جامع النور محمد فتحي الشيخ حسنين ـ ميدان مشعل ـ وينضم مع المسيره الآتية من جامع النور ـ طلخا من مسجد الغنام ـ صلاح سالم ـ سينما عدن وتنضم عليه المسيرة الآتية من مشعل ومسجد النور ـ مسجد الزراعيين (الاستاد- عزبة الشال- كفر بدماص- نادي الناصريه – المحافظة) ـ مسجد السلام(السلام) (عزبة عقل - شارع 10 - سيدي يونس - الأتوبيس القديم - المحافظة)، جديلة (المعسكر- دوران جديله - توريل- الجديدة شارع فريد المصري- المحافظة)".
* 4 مسيرات في محافظة كفر الشيخ هي (مسيرة مسجد الاستاد (حزب الدستور - حركة كفاية - حركة شباب 6 إبريل) ، مسيرة مسجد سيدي طلحة ( التيار الشعبي - حزب الكرامة) ، مدينة بلطيم  
(بعد صلاة الجمعة من ميدان بورسعيد)، مدينة دسوق ) بعد صلاة الجمعة من ميدان ابراهيم في دسوق).
* 5 مسيرات محافظة أسيوط من مكان التجمع ميدان المجذوب الساعه 1:30م بعد الظهرـ
* 6 مسيرات في محافظة بورسعيد تتجمع أمام الجامع العباسي.
* 7 مسيرات في محافظة المنيا في مسجد الشبان المسلمين وميدان بلاس.
* 8 مسيرات في محافظة سوهاج، تتجمع الساعة الثانية ظهرًا أمام مديرية التربية والتعليم أول مكان خرجت منه ثورة "25 يناير".
* 9 مسيرات في محافظة دمياط منها (مسيرة من مسجد عباد الرحمن بالمطري ـ مسيرة من مسجد عمرو بن العاص بصلاح الدين ـ مسيرة من مسجد الهدى النبوي بالشعراء).
* 10 مسيرات في محافظة قنا تتجمع في ميدان المحطة بعد صلاة الجمعة مباشرة .
* 11 مسيرة في محافظة البحيرة منها ( مسيرات دمنهور بعد صلاه الجمعة مباشره في اتجاه ميدان الساعة ـ مسيرة من مسجد الأتوبيس في شارع المعهد الديني ـ مسيرة من مسجد تحسين الصحة بجوار الكوبري العلوي ـ مسيرة من مسجد أبو الريش في منطقة أبو الريش ـ مسيرة من مسجد عمر بن الخطاب بكوبري افلاقه ـ مسيرة من مسجد المرادني بصلاح الدين ـ مسيرة من جامع التوبة).
* 12 مسيرة في محافظة الإسماعيلية منها (مسيرة ميدان الفردوس بعد صلاة الجمعة ـ مسيرة الجامعة).
* 13 مسيرة في محافظة المنوفية أهمها مسيرة المسجد العباسى في شبين الكوم بعد صلاة الجمعة.
* 14 مسيرة في محافظة الشرقية، منها 3 مسيرات في الزقازيق هي ( من أمام المسجد الكبير بالقنطرة ـ من أمام مسجد الفتح  ـ من ميدان التحرير".
* 15 مسيرة في محافظة الغربية منها (مسيرة المحلة بعد صلاة الجمعة من مساجد عدة تتحرك المسيرات إلى ميدان الشون ـ طنطا من مساجد عدة بعد صلاة الجمعة إلى مبنى المحافظة).
* 16 مسيرة في محافظة الفيوم من أمام نادي "الشبان المسلمين" بعد صلاة الجمعة.
* 17 مسيرة في محافظة بني سويف من ميدان الزراعين بعد صلاة الجمعة.

وعلى الصعيد الأمني، كشف مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة اللواء جمال عبدالعال، عن خطة وزارة الداخلية في تأمين ميدان التحرير خلال فعاليات ذكرى الثورة، الجمعة، قائلاً "سنترك تأمين الميدان للمتظاهرين، على أن يتولى جهاز الامن حماية الميدان من المندسين عن بعد من خلال الأكمنة البعيدة عن التحرير، وأن أجهزة الأمن لن تسمح بحرق أو ضرب المنشآت العمومية، أو استخدام المولوتوف أو الأسلحة النارية".
وناشد عبدالعال المتظاهرين، "المحافظة على سلمية الثورة وعدم استخدام العنف، لأن استخدام العنف قد يؤدي إلى حدوث كارثة والرجوع بالبلاد إلى نقطة الصفر"، مضيفًا أن "تعليمات الوزارة واضحة في عدم السماح بالتعدي على المنشآت العمومية أو الخاصة، وأن هناك تأمين لجميع المنشأت العمومية والخاصة".
من جهته، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان أحمد عمر، عن استعدادات الوزارة بالتعاون مع الهيئة العمومية لمرفق الإسعاف، بالدفع بـألفي سيارة إسعاف لتأمين تظاهرات الجمعة، موزعة في القاهرة وجميع المحافظات، وأنه تم إعلان حالة الطوارئ والاستعدادات القصوى في جميع المستشفيات، فضلاً عن مضاعفة عدد الورديات للأطباء والممرضين، وتوفير عيادات متنقلة في أماكن التجمعات.
وأكد عمر على الاستعداد التام في مستشفيات ومعاهد وزارة الصحة والجامعية كافة، لإستقبال أية حالة تستدعي التحويل لتلقي العلاج.