الجزائر ـ حسين بوصالح يتواصل مسلسل الرعب في الشركة النفطية بعين أمناس أقصى الجنوب الشرقي في الصحراء الجزائرية، حيث طالبت المجموعة المسلحة التي تطلق على نفسها اسم "الموقعون بالدماء" التي تبنت عملية الهجوم رسميًان من القوات الغربية وعلى رأسها فرنسا إيقاف الهجوم على الجماعات الإسلامية شمال مالي، مقابل إطلاق الرهائن المحتجزين في الشركة التي تبقى ملغمة بالكامل، في الوقت الذي طوقت قوات الجيش والدرك الجزائريين المنطقة بالكامل، فيما أفادت مصادر أمنية أن قوات خاصة يطلق عليها "قوات النخبة" تابعة للجيش الجزائري توجهت من بسكرة نحو عين أمناس.
وتداولت المصادر أنباء عن إطلاق سراح المحتجزين الجزائريين، فيما أبقت مجموعة "الموقعون بالدماء" التي أسَّسها ويقودها مختار بلمختار المكني بـ"خالد أبو العباس" على الرعايا الأجانب ولغمت أجسادهم، في تهديد صريح بتصفيتهم إن لم يتم الاستجابة لمطالبهم، وفي مقدمتها توفير 20 مركبة رباعية الدفع، وفتح ممر آمن نحو مالي، إضافة إلى وقف الهجوم العسكري على شمال مالي الذي شنته قوات فرنسية يإيعاز من حكومة بماكو.
وكشف بيان لوزارة الداخلية الجزائرية مساء الأربعاء، أن الإعتداء الإرهابي الذي استهدف في الصباح الباكر قاعدة حياة تابعة للشركة النفطية سوناطراك، عن مقتل رهينة أجنبي وإصابة 6 جرحى، وذكر مصدر من ولاية إليزي أنَّ أجنبي ثاني من جنسية بريطانية لقي حتفه، ليرتفع عدد الضحايا إلى قتيلين في الهجوم الإرهابي الذي استهدف محطة معالجة الغاز التي تستغلها الشركة الوطنية سوناطراك ومؤسسان أجنبيتان - بريتيش بيتروليوم وستات أويل- بمنطقة تيقينتورين الواقعة على بعد 40 كلم عن مدينة عين أمناس.
وأوضح البيان أنَّ "مجموعة إرهابية مدججة بالسلاح كانت تستقل ثلاثة سيارات هاجمت الأربعاء في حدود الساعة الخامسة صباحا قاعدة حياة تابعة لسوناطراك في تيقنتورين قرب ان امناس الواقعة على بعد حوالي 100 كلم من الحدود الجزائرية الليبية".
وأضاف ذات المصدر أنَّ " الاعتداء استهدف أولًا حافلة عند خروجها من هذه القاعدة وهي تقل أجانب نحو مطار عين امناس". وأشار البيان إلى أنَّ أحد الأجانب لقى حتفه خلال هذا الاعتداء الذي تصدَّت له الوحدات المرافقة للحافلة فيما جرح ست أشخاص آخرين بينهم أجنبيين، واثنين من الدرك الوطني، ومثلهما من أعوان الأمن، مؤكدا أنَّ "ركاب الحافلة بما فيهم الجرحى وصلوا إلى عين امناس وتم التكفل بهم من طرف السلطات المحلية".
وأشار المصدر إلى أنَّ "الجماعة الإرهابية توجهت بعد هذه المحاولة الفاشلة إلى قاعدة الحياة التي هاجمت جزءًا منها واختطفت عددًا غير محدد من العمال من بينهم رعايا أجانب"، وخلص البيان إلى أن "قوات الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن وصلت إلى عين المكان واتخذت كافة الإجراءات قصد تأمين المنطقة وإيجاد حل سريع لهذا الوضع الذي يبقى محل متابعة عن قرب من طرف سلطات البلاد".
 وتم في هذا الصدد تشكيل خلية أزمة يرأسها والي إليزي محمد خلفي تتكون من ممثلي المصالح الأمنية، فيما قال مصدر مقرب من مركب الغاز أنَّ عملية ضخ الغاز تم توقيفها على مستوى المركب عقب هذا الاعتداء الإرهابي.
في تطورات لاحقة أفادت مصادر أنَّ المسلحين أطلقوا سراح 50 رهينة جزائرية، ولغَّموا أجساد الرهائن الأجانب، كما لغّموا أرضية المحطة التي توقفت عن العمل بصفة نهائية، وطالبت المجموعة الإرهابية التي تحتجز الرهائن الغربيين في تيقنتورين 20 سيارة دفع رباعي  مجهزة بكمية كافية من الوقود، وممر آمن يوصل إلى الحدود المالية وهدَّدت بإعدام الرهائن إذا لم تستجب السلطات لمطالبها.  
وقال المصدر إنَّ الإرهابيين اشتبكوا مع حراس المحطة لساعتين وتمكنوا من الدخول إليها، وأنَّ قوات من الجيش الجزائري وقوات الدرك الوطني تحاصر المحطة في الوقت الراهن.
وتعمل في هذه المحطة أربع شركات كبرى هي "بريتيش بتروليوم" البريطانية و"ستاتويل" النرويجي و"جي جي سي" اليابانية و"سوناطراك" الجزائرية.
من جانبها أعلنت المجموعة المسلحة "الموقعون بالدماء" عن طريق
المسؤول الإعلامي لها أنَّ فدائيين من الكتيبة سيطروا على منشأة تابعة للشركة البريطانية "بريتش بيتروليوم" في عين أمناس جنوب شرق الجزائر، وأنَّهم نجحوا في احتجاز رعايا غربيين، من بينهم فرنسي وبريطاني وأميركي، إضافة إلى 3 نرويجيين.
وقال مؤسس المجموعة وقائدها
خالد أبو العباس، الأربعاء،
 فى حديث هاتفى أن المنشأة تضم 400 جندي جزائري، تم استهدافهم من طرف "الفدائيين"، معتبرا أنَّ "العملية تأتي انتقامًا من الجزائر، التي قال إنَّها فتحت أجواءها أمام الطيران الفرنسي".
وقالت مصادر مقربة من خالد أبو العباس المعروف بـ"بلعور" في اتصال هاتفي مع وسائل إعلام موريتانية أنَّ "العملية أطلق عليها اسم عبد الرحيم الموريتاني (الطيب ولد سيدي عالي)، وقد تمت انتقامًا من فرنسا والدول الداعمة لها في الحرب الحالية". كما أضافت المصادر ذاتها أنَّ "مدير الشركة المختطف هو بريطاني الجنسية، ومعه نرويجي وفرنسي ورعايا غربيين آخرين".
وفي لندن قال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية أنَّ "منشأة نفطية قريبة من الحدود مع ليبيا في عين أمناس تتعرض لحادث إرهابي، وأنَّ السفارة البريطانية فى الجزائرعلى اتصال مع السلطات المحلية". بينما أكدت شركة "بريتش بتروليوم" البريطانية النفطية، الأربعاء، أنَّ حقل الغاز في عين أمناس قد تعرض لحادث أمني.
وقالت شركة بريتش بتروليوم التي تتخذ من لندن مقرًا لها في بيان وزع الأربعاء "ليس لدينا معلومات أخرى مؤكدة حول هذا الحادث في الوقت الحالي".
ونقلت وكالات عن مصادر دبلوماسية ومحلية قولها أنَّ متشددين إسلاميين خطفوا خمسة يابانيين وفرنسيًا واحدا من المنشأة النفطية، وأشارت مصادر إعلامية جزائرية إلى أنَّ المجموعة المسلحة تحتجز 20 أجنبيًا وعشرات الجزائريين.
وقالت المصادر المصادر الأمنية لصحيفة "الشروق" الجزائرية أنَّ المجموعة المسلحة هاجمت المجمع النفطي في منطقة "تقنتورين"، الذي يبعد 45 كلم عن عين أمناس، معززة بسيارة رباعية الدفع من نوع ستايشن، تحمل أرقام أجنبية، وقد باغتت عناصر الأمن التابعين للشركة بالرصاص، ثم تمكنت من اختراق المجمع، مما تطلب الاستنجاد بالشرطة والجيش الجزائري.
وأعلن قائد كتيبة الملثمين خالد أبو العباس عن تأسيس الكتيبة وأطلق عليها اسم "الموقعون بالدماء"، ضمن خطة لمواجهة الحرب الفرنسية ضد الإسلاميين المسلحين في مالي.