متظاهرون يطالبون بالتغيير يشعلون ألعابا نارية في ميدان التحرير
القاهرة ـ أكرم علي، علي رجب
تجددت الاشتباكات مرة أخرى في محيط قصر الاتحادية من اتجاه شارع الأهرام، حيث ألقى المتظاهرون الحجارة على قوات المركزي، ورد الأمن بالحجارة وقنابل الغاز المسيلة للدموع بكثافة، وطاردت قوات الأمن المتظاهرين في شارع الأهرام، بعد تزايد إلقاء الحجارة من جانبهم. فيما شهد محيط مبنى
إذاعة التليفزيون "ماسبيرو" حالة من الكر والفر بين المتظاهرين، بعد إلقاء قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع، ورجع عدد من المتظاهرين إلى ميدان عبدالمنعم رياض، في حين فضل غالبية المتظاهرين التصدي لقوات الأمن وعدم المغادرة من أمام "ماسبيرو".
ومن ناحية أخرى أكد وكيل نادي القضاة، عبد الله فتحي، أنه لا يحق لمؤسسة الرئاسة أو أي جهة في الدولة التدخل في شؤون القضاء وتأجيل محاكمة المتهمين في قضية مذبحة بورسعيد، وقال فتحي في تصريحات صحافية "إن هيئة المحكمة هي الجهة الوحيدة المنوط بها إصدار قرار أو حكم بشأن القضية.
وأضاف فتحي تعليقًا على ما تردد على لسان مستشار الرئيس لشؤون البيئة خالد علم الدين في مطالبته بتأجيل النطق بالحكم فى قضية مذبحة بورسعيد، أن ذلك ينطوي على إساءة كاملة للقضاء، ويعد تدخلًا في شؤون القضاء وأحكامه.
وأكد فتحي أن الرئاسة لو تدخلت لتأجيل النطق بالحكم في قضية مذبحة بورسعيد، فإن ذلك يشكل حلقة أخرى في سلسلة الاعتداء على السلطة القضائية، ويظهر القضاء كأنه "مسيس"، وأن السلطة القضائية تخضع للسلطة التنفيذية، لافتا إلى أن مواقف القضاة خلال الفترة الأخيرة من أجل التصدى للعدوان على القضاء يؤكد نزاهة واستقلالية القضاء المصري.
إلى ذلك أكدت هيئة الإسعاف المصرية أن عدد المصابين بأحداث الذكرى الثانية لثورة 25 يناير المجيدة، وصل حتى الآن 252 حالة في القاهرة والمحافظات، حيث بلغ عدد المصابين فى القاهرة 64 حالة في التحرير وقصر الاتحادية. وأضافت الهيئة، في بيان لها أن عدد المصابين فى الإسكندرية 91 حالة، وفى المحلة 11 حالة من بينهم إصابة رائد شرطة مصاب بطلق مطاطي في الساق اليسرى، وجندي أمن مركزي مصاب بخرطوش في العين، وبلغ عدد الإصابات في السويس 52 حالة و19 حالة في محافظة الإسماعيلية.
وأكد مصدر مسؤول في مستشفى السويس العام، وفاة أحد المصابين، خلال الاشتباكات التي شهدتها المحافظة بين المتظاهرين وقوات الأمن، في محيط مبنى محافظة السويس، بطلق ناري في القلب.
فيما استقبل المستشفى العام في السويس، ستة مصابين بطلق خرطوش في أماكن متفرقة بالجسم بينهم اثنان من المسعفين.
وفي سياقٍ متصل قال أحد العاملين داخل مبنى ماسبيرو ويدعى محمد حسان لـ "العرب اليوم" إن عناصر الجيش تؤمن مبنى ماسبيرو من الداخل، من أجل تأمينه والسيطرة عليه، في حين أكد شهود عيان لـ "العرب اليوم" أن عددًا من المتظاهرين أمام قصر الاتحادية حاولوا رفع الأسلاك الشائكة، وألقوا زجاجات المولتوف أمام الأسلاك.
وبينما وصلت، مساء الجمعة، مسيرة مصطفى محمود إلى ميدان التحرير للمشاركة في الاحتفال الثاني بثورة "25 يناير"، وكانت مسيرة مصطفى محمود قد ضمت آلاف المتظاهرين في اتجاه ميدان التحرير، وكان على رأسها محمد البرادعي وحمدين صباحي تشهد الكثير من الطرق في وسط العاصمة، مساء الجمعة، تكدسًا مروريًا بعد قطع المتظاهرين للكثير منها، حيث قطعوا طريق كوبري أكتوبر وشارعي ٢٦ يوليو وطلعت حرب، كما توقفت حركة المرور في كورنيش المعادى تمامًا بسبب كثافة أعداد المتظاهرين، بينما قام رجال المرور بعمل تحويلات مرورية بالقرب من الاتحادية، لمنع دخول السيارات إلى المنطقة.
ومن جهته، أشار مسؤول وزارة الصحة في بيان رسمي إلى أن عدد السيارات المتمركزة لتأمين ميدان التحرير ٦١ سيارة، كما تم رفع درجة الاستعداد بالتمركزات القريبة ويتم زيادتها، حسب طبيعة التجمعات، مع العلم بوجود تجمعات أمام مدينة الإنتاج الإعلامي، ووجود عدد "5" سيارات للتأمين وميدان الحرية في المعادي ووجود "5" سيارات في محافظة الشرقية، وهناك تجمعات أمام ميدان القومية وشارع فاروق وشارع الجناين والطريق الموازي للقومين في الشرقية، و10 سيارات تأمين، ولا يوجد إصابات تم نقلها حتى الآن.
ومن ناحيتها، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن الأمن أطلق الغاز المسيل بكثافة شديدة على الآلاف من المتظاهرين، وأنه تم إطلاق رصاص حي على المتظاهرين أمام المجلس المحلي في الإسكندرية، وأسفر ذلك عن سقوط قتيل، ولم يتم تأكيد الخبر حتى الآن من قبل وزارة الصحة.
وفي غضون ذلك، قال المتحدث العسكري الرسمي للقوات المسلحة، إن هناك انتشارًا لعناصر رمزية تابعة للمنطقة المركزية العسكرية في مداخل القاهرة الكبرى، والذي يأتي فى إطار خطط القوات المسلحة لتكثيف أعمال التأمين بالمحاور والطرق الرئيسية المؤدية إلى داخل العاصمة.
وأوضح المتحدث العسكري، عبر موقعه على صفحة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن تلك العناصر غير مخولة بالتعامل مع المدنيين أو منعهم من التحرك، وهو إجراء احترازي روتيني لتأمين البلاد خلال الظروف الدقيقة سبق اتخاذه خلال تظاهرات شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي".
ومع محاولة اقتحام السور تدخل أعضاء "البلاك بلوك" بمساعدة المتظاهرين فى رفع الأسلاك الشائكة، إلا أن المتظاهرين المتواجدين أمام قصر الاتحادية منعوا هذا التدخل والاشتباك، ورفضوا اقتحام قصر الاتحادية.
ووصلت، مساء الجمعة، مسيرة حزب مصر القوية إلى ميدان التحرير قادمةً من مسجد الاستقامة من الجيزة، عبر مدخل كوبري قصر النيل.
فيما قررت حركه "قوم يا مصري" الدخول في اعتصام مفتوح حتى يتم حل مجلس الشورى، ووقف العمل بالدستور الحالي، وتشكيل جمعية تأسيسية جديدة تعبر عن جميع طوائف المجتمع المصري، وفي مقدمتها إقالة النائب العام.
وطالبت الحركة الأحزاب الوطنية والشخصيات الوطنية بعدم الدخول في أي عملية سياسية من حوار وطني أو انتخابات في ظل وجود الدستور الإخواني، وحكومه تعبر وتحافظ على وجود جماعة غير شرعية، تحاول السيطره على البلاد والشعب المصري العظيم.
في السياق ذاته، تبادل المتظاهرون وقوات الأمن إلقاء الحجارة و"الكرات النارية" في شارع الشيخ ريحان القريب من ميدان التحرير، وبالتحديد خلف مبنى الجامعة الأمريكية، وتراجع المتظاهرون إلى ناحية مسجد عمر مكرم بعدما كثفت قوات الأمن إلقاء القنابل الغاز المسيلة للدموع، وذلك هروبًا من الغاز المسيل للدموع.
وحاول عدد من أصحاب الدرجات البخارية انتشال الإصابات في شارع الشيخ ريحان، وتوصليهم إلى سيارات الإسعاف، بسبب إصابتهم اختناقات واصابات جراحية وكدمات نتيجة تبادل الحجارة.
ووصلت مسيرة ضمت المئات من اتجاه مدخل ميدان عبد المنعم رياض لكوبري 6 أكتوبر، لدعم مجموعة "بلاك بلوك"، التي قامت بقطع الطريق أمام السيارات، وذلك بعدما نشبت مشادات حادة بين قائدي السيارات والمتظاهرين، في محاولات لفتح الطريق.
وميدانيًا، كان المتظاهرون قد قاموا بقطع الكثير من الطرق وخاصة المؤدية إلى ميدان التحرير، حيث قطعوا طريق كوبرى أكتوبر بالقرب من منزل الجزيرة والزمالك، وأشعلوا النار في إطارات السيارات، مما أصاب الطريق بشلل مروري تام.
كما قامت أعداد أخرى من المتظاهرين بقطع شارع ٢٦ يوليو وآخرون بقطع شارع طلعت حرب، بالإضافة إلى إصابة طريق الكورنيش في المعادى عند المحكمة الدستورية بشلل مروري تام بعد تجمع المسيرات التي ضمت أكثر من عشرة آلاف متظاهر، متجهين من مناطق المعادي والمعصرة ودار السلام إلى التحرير، مما أصاب حركة الطريق بشلل تام.
وعلى جانب آخر، قام رجال المرور بعمل تحويلات مرورية بالقرب من الاتحادية لمنع دخول السيارات إلى المنطقة، وتم تحويل الطريق من شارع الميرغني إلى طريق العروبة وروكسي.
وأمر مدير الإدارة العامة لمرور القاهرة اللواء حسن البرديسي بعمل تحويلات مرورية، ونشر رجال المرور للتعامل مع الاختناقات بشكل فوري.
تحركت ما يقرب من 15 مسيرة من أمام عدد من مساجد القاهرة إلى ميدان التحرير فور انتهاء صلاة الجمعة، وجاءت على رأسهم مسيرة مسجد مصطفى محمود التي قادها رئيس حزب الدستور محمد البرادعي، ومؤسس التيار الشعبي، حمدين صباحي، وسط تظاهر الآلاف في ميدان التحرير، والذين ينتمون لأكثر من 36 حركة وحزبًا سياسيًا.
وبينما أكد رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين أنه من حق الجميع أن يحتفي بطريقته بذكرى الثورة، سواء بالتظاهر السلمي والذي هو حق كفله الدستور، أو بالأعمال التنموية، كما قررنا نحن في حزب الحرية والعدالة"، وجه الداعية الإسلامي الشيخ محمد حسان كلمة لجموع المصريين خلال خطبته في مسجد عمرو بن العاص قائلاً "أناشد العقلاء وأناشد العلماء وأناشد الشباب أن يسعوا إلى المصالحة، وأن يسعوا إلى صوت الحكمة".
وكان المئات من المتظاهرين بدؤوا في التوافد إلى ميدان التحرير للمشاركة في تظاهرات الذكرى الثانية لثورة "25 يناير"، الجمعة، رافعين شعار "الثورة مستمرة.. والقصاص للشهداء.. ولا لأخونة الدولة"، ونصبوا أول منصة داخل الميدان، في الوقت الذي شهد فيه شارع قصر العيني اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين، استخدمت فيها قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع، فيما رد المتظاهرون بإلقاء زجاجات المولوتوف، تزامنًا مع إعلان جماعة "الإخوان" المسلمين، عدم مشاركتها في الاحتفال بذكرى الثورة في ميدان التحرير.
وقد أطلقت الائتلافات الثورية، مبادرة مشتركة مع المركز القومي للجان الشعبية وتحالف القوى الثورية، لتنظيف ميادين الثورة وتجميلها استعدادًا للتظاهرات، التي حرصت على سلميتها لتكون مجهزة للمتظاهرين المتوقع مشاركتهم بأعداد كبيرة، فيما قامت حركة "شباب 6 أبريل" بتوزيع آلاف المنشورات على المواطنين لحثهم على النزول والمشاركة في ذكرى الثورة، وكذلك حرص المتظاهرون المعتصمون أمام قصر الاتحادية، بنصب عدد من الخيام الجديدة استعدادًا للمشاركة في تظاهرات ذكرى الثورة، وقاموا بتعليق لافتات مناهضة لحكم "الإخوان"، وعلقوا لافتات منددة بالجماعة.
في المقابل، دعا المرشد العام لجماعة "الإخوان" المسلمين محمد بديع، في تغريدات له عبر حسابه الشخصي على موقع "تويتر"، الشعب المصري إلى "تغليب الصالح العام على الخاص، والتنافس في حب مصر بالبناء والإصلاح والوحدة، مناشدًا أبناء الشعب كافة التعاون على استكمال بناء دولة المؤسسات لاستكمال تحقيق أهداف الثورة، وذلك في معرض تهنئته للشعب المصري لمناسبة المولد النبوي الشريف.
وأعلن المتحدث باسم جماعة "الإخوان" المسلمين، أحمد عارف، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عدم مشاركة الجماعة في الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة 25 يناير في ميدان التحرير، مضيفًا أن "ميدان التحرير هو رمز التنوير للثورة المصرية، وجغرافيًا الثورة تسع الجميع، ولن ننزل إلى التحرير وسنذهب إلى كل مكان من أجل حملة (معًا نبني مصر)، ولمدة شهر كامل، نسعى إلى إصلاح 1800 مدرسة و 650 ألف خدمة طبية، وترويج ثقافة التخفيف عن أعباء البيت المصري".
في السياق، أعلن 15 حزبًا وحركة سياسية أبرزها حزب "الإسلامى" ذو الخلفية الجهادية، وحركتا (طلاب الشريعة وأنصار الشريعة) عن احتفالهم بالذكرى الثانية للثورة، التى أطاحت بنظام الرئيس السابق أمام مدينة الإنتاج الإعلامي، مهددين بقيام ثورة إسلامية حال الانقلاب على الرئيس محمد مرسي.
وقال الحزب الإسلامي في بيان له، "من واقع إيمانه بثورة 25 يناير وحفاظًا عليها ولاستمرارها حتى إتمام المطالب الثورية كافة، التي خرج الشعب وأسقط النظام الفاسد من أجل تحقيقها، فإننا نرى أن العدو الأول للثورة والطابور الخامس هو الإعلام الفاسد، الذي يسعى بجهد حثيث إلى تقسيم الأمة بين إسلامي ومدني ووطني وعميل، وكل ذلك من أجل إسقاط مصر تمهيدًا للقضاء عليها، ويقف وراء ذلك فلول النظام من رجال الإعلام، الذين أنشؤوا تلك القنوات وكذلك الإعلاميون، الذين كانوا أبواقًا للنظام الهالك، واليوم أصبحوا ثوار الإعلام، لذلك قررنا وبمشاركة القوى الوطنية والإسلامية الاحتفال بـ"25 يناير" أمام مدينة الإفساد الإعلامي (الإنتاج الإعلامي سابقًا)، حتى تصل رسالتنا لهؤلاء البغاة، وأن الثورة ليست منكم ببعيد، وأنها قادرة على بتركم حماية للثورة من شروركم، فقد ملّ وكره الشعب من ترككم تخربون في البلاد بطولها وعرضها من دون رقيب أو حسيب".
وتوافد على مدينة الإنتاج الإعلامي المئات من المنتمين إلى القوى الإسلامية، للاحتفال بذكرى الثورة، والدعوة إلى استكمال أهدافها.
وقال المتظاهرون إن الإصرار على تنظيم الفعاليات من مدينة الإنتاج، ليس خوًفا من التواجد في ميدان التحرير، إلا أنه تحكيم للعقل والتأكيد على تطلع القوى الإسلامية للاحتكام إلى المواطنة وحريات جميع المواطنين، مؤكدًا بأن تجنب هدر الدماء المصرية هو محرك القوى الإسلامية .
وقد تم توزيع بيان عام من المنظمين، يؤكدون فيه على استكمال مطالب الثورة بتطهر مؤسسات الدولة، خاصة القضاء والإعلام، ومحاكمة قتلة الشهداء، بجانب المطالبة باعتبار الشريعة الإسلامية مادة فوق دستورية، وطالب البيان بتماسك التيار الإسلامي، والدعوة إلى نبذ الخلافات بينهم لصالح الوطن والثورة والثوار.
في المقابل، أضاف الكتاتني عبر تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" قائلاً "ليس من حق أحد أن يمارس العنف أو يخرب منشآت الدولة وممتلكات المصريين تحت أي مبرر".
واختتم الكتاتني "لقد قام المصريون بثورة "٢٥ يناير" ليؤسسوا دولة الحريات والقانون، ولا أتصور أن هناك من يقبل بالفوضى وإراقة الدماء".
وعلى صعيد آخر، خرج الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح وقادة حزب "مصر القوية" في مسيرة من مسجد الاستقامة، وتوافد أعداد من المتظاهرين على منطقة دوران شبرا للخروج في مسيرات إحياء الثورة.
ورفع الشباب لافتات أمام المسجد منها، و"الآن وقد سقطت شرعية النظام، نطالب بالآتي: وزارة إنقاذ وطني، كتابة دستور جديد لمصر، انتخابات برلمانية، انتخابات رئاسية".
وجاءت خطبة مسجد مصطفى عن الأمانة في الحكم والأمانة مع الرعية، وكيف يصلح المسؤول حال رعيته، وما ينعكس عن مسؤولية كل فرد عن إصلاح نفسه ومن حوله.
فيما أكد خطيب ميدان التحرير الشيخ محمد عبد الله أن جماعة الإخوان المسلمين تستخدم الدين لخدمة أهدافها السياسية، ولصالح أعضائها فقط.
وأوضح أن الرئيس يسعى إلى بيع قناة السويس إلى أمير قطر، واصفا جماعة الإخوان بأنها جماعة صهيونية، وأنهم هم الطرف الثالث لجميع الأحداث التى تمر بها البلاد، مبينًا أن الحكومة تعاملت بعنف ضد متظاهري شارع محمد محمود، مضيفًا أن الإخوان كانوا يحرمون الربا قبل إسقاط النظام، والآن يتعاملون مع البنوك العالمية ذات التعامل الربوي.
ومن جانبه، دعا رئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، المصريين للعمل باجتهاد لنهضة البلاد وللحفاظ على الثورة، وتساءل مستنكرًا "لماذا يقاتل بعضنا البعض ونحن أخوة؟".
وأضاف القرضاوي أن مصر بها خير كثير إذا يسّرنا لها السبيل، مشيرًا إلى أن هناك عربًا على أتم الاستعداد لمساعدة المصريين بعشرات المليارات.
واستكمل رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور يوسف القرضاوي، في خطبته من أعلى منبر جامع الأزهر الشريف، إشادته بسيرة الرسول (ص) تخليدًا لذكرى المولد النبوي الشريف، وقال "لقد جاء محمد (ص) برسالة غيرت عقائد الناس أجمعين، وجعل عقيدة التوحيد هي العقيدة الوحيدة، بأن تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، فقد جاء ليحرر العبادات".
وأشاد القرضاوي بالثورة المصرية، وقال "ضاعت مصر وأموالها في ظل النظام السابق"، واستشهد على فساد النظام السابق بمثال اختطافه بعد نزوله من قطر إلى قريته، وظل أهله يبحثون عنه لمدة أسبوعين، وأضاف "نحمد الله أن الله هيأ لنا هذه الثورة، فهي ليست ثورة 6 أبريل أو الإخوان أو السلفيين، إنما هي ثورة المصريين جميعًا لا تقتصر على فصيل واحد".
وأكد القرضاوي أن الحوار هو الأداة الوحيدة التي تمكننا من النهوض ببلدنا، وكل خطأ يمكن أن يُصحح إذا كنا صادقين مع أنفسنا ومع الله.
ومن جهته، قال الشيخ حسان: مصر ليست ملكًا لجماعة الإخوان المسلمين، وليست ملكًا للسلفيين، وليست ملكًا لليبراليين، بل مصر ملك للجميع، وأطلق الشيخ محمد حسان الداعية الإسلامى فى خطبته المتزامنة مع الذكرى الثانية لثورة "25 يناير"، في مسجد عمرو بن العاص في منطقة مصر القديمة التابعة لمحافظة القاهرة تحت مبادرة "المصالحة العامة".
وأضاف الشيخ حسان أن المصري يحتاج إلى المصالحة فى هذا الوقت، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى يأمر بالصلح، مستدلاً بقول الله تعالى "الصلح خير"، كما استدل بقول الله تعالى "يسألونك على الأنفال كل الأنفال لله والرسول واتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم"، مشيرًا إلى أن صلاح ذات البين يكون عن طريق نزع الخلاف".
وعلى الصعيد الأمني، كشف مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة اللواء جمال عبد العال، عن خطة وزارة الداخلية في تأمين ميدان التحرير خلال فعاليات ذكرى الثورة، الجمعة، قائلاً "سنترك تأمين الميدان للمتظاهرين، على أن يتولى جهاز الامن حماية الميدان من المندسين عن بعد من خلال الأكمنة البعيدة عن التحرير، وأن أجهزة الأمن لن تسمح بحرق أو ضرب المنشآت العمومية، أو استخدام المولوتوف أو الأسلحة النارية".
وناشد عبد العال المتظاهرين، "المحافظة على سلمية الثورة وعدم استخدام العنف، لأن استخدام العنف قد يؤدي إلى حدوث كارثة والرجوع بالبلاد إلى نقطة الصفر"، مضيفًا أن "تعليمات الوزارة واضحة في عدم السماح بالتعدي على المنشآت العمومية أو الخاصة، وأن هناك تأمين لجميع المنشأت العمومية والخاصة".