غزة – محمد حبيب
تواصل سلطات الاحتلال، لليوم الثاني على التوالي، حصارها الشامل على المسجد "الأقصى"، وتمنع المرابطين من الدخول إليه، فيما سمحت لعشرات المستوطنين المتطرفين باقتحامه من جهة "باب المغاربة".
وأغلقت سلطات الاحتلال، مساء الاثنين، خمسة أبواب يدخل منها المصلين الفلسطينيين إلى المسجد "الأقصى"، بغية أداء الصلاة، تمهيداً لاقتحام المتطرفين اليهود المتوقع الثلثاء، بسبب عيد ما يمسى بـ"الاستقلال".
وأكّدت مصادر إعلامية من داخل المسجد أنَّ "المئات من طلاب مصاطب العلم والمدارس الشرعية يعتصمون، عند الأبواب، لاسيما باب حطة، بهدف كسر الحصار عن المسجد، بالتزامن مع اقتحام أكثر من 60 مستوطنًا لباحات الأقصى من جهة باب المغاربة، وسط حراسة مشدّدة من طرف شرطة الاحتلال الخاصة".
وأوضح مدير عام دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد "الأقصى" الشيخ عزام الخطيب أنَّ "قوّات الاحتلال تمنع، منذ عصر الاثنين، المواطنين الشبان الذين تقل أعمارهم عن الـ50 عامًا، والنساء من الأعمار كافة، من الدخول إلى المسجد الأقصى"، لافتًا إلى أنَّ "العشرات من المصلين أدّوا صلاة المغرب والعشاء، الاثنين، وصلاة فجر الثلاثاء، على أبواب المسجد".
وأضاف الشيخ أنَّ "شرطة الاحتلال سمحت، عند حوالي الساعة الثامنة صباحًا، بدخول طلبة مدارس الأقصى الشرعية والهيئات الإدارية والتعليمية إلى مقاعدهم الدراسية داخل الأقصى، بعد تدخله الشخصي المباشر".
وبيّن أنَّ "أكثر من 40 متطرفًا اقتحموا المسجد الأقصى، وقاموا بجولة في ساحاته، بدءًا من باب المغاربة، مرورًا بساحة المسجد القبلي والمراوني، وباب الأسباط، وصولاً إلى باب القطانين، وخروجوا من باب السلسلة".
يذكر أنَّ جماعات "الهيكل" المزعوم، بالتعاون مع منظمات شبابيّة إسرائيليّة دعت، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى إقامة مسيرة توراتية ضخمة، الثلاثاء، احتفالاً بما يسمى "عيد الاستقلال".
وأوضح المنظّمون في الدّعوات أنَّ "المسيرة ستنطلق في تمام الساعة 5:30 مساء من منطقة باب الخليل، غرب المسجد الأقصى، وتنتهي عند باب المغاربة، بغية المطالبة باقتحام الأقصى، بهدف تحقيق السيادة الإٍسرائيلية الكاملة على المسجد، والسماح باقتحامه بحرية تامة دون معوقات، وحرية تأدية الطقوس والصلوات التوراتية داخله".
وأكّد قاضي قضاة فلسطين، وأمين عام الهيئة الإسلاميّة العليا في القدس، الشيخ تيسير التميمي، في تصريح له الاثنين، أنَّ "الاحتلال الصهيوني يسعى إلى ارتكاب مجزرة في حق الفلسطينيّين، بغية فرض واقع التقسيم المكاني والزماني، كما حدث في المسجد الإبراهيمي، حيث حوَّل اليهود المتطرفين ثلث المسجد إلى كنيس يهودي".
وأشار الشيخ التميمي إلى أنَّ "الاحتلال أغلق خمسة أبواب، وهي باب السلسلة، وباب القطانين، وباب الغوانمة، وباب حطة، وباب الملك فيصل، كما يمنع دخول المصلين من باب المغاربة، منذ عام 1967، وبهذا الإغلاق فإن الآلاف من المصلين الفلسطينيين لن يستطيعوا دخول المسجد الأقصى، الثلاثاء، كما أبقى الاحتلال باب الأسباط مفتوحاً أمام المصلين، على أن يتم إغلاقه تمهيداً لاقتحام المتطرفين اليهود".
ولفت إلى أنَّ "الاحتلال الإسرائيلي يسيطر، سيطرة كاملة، على جميع أبواب المسجد الأقصى، كما أنَّ قوات حرس الحدود، والشرطة الصهيونيّة، والمخابرات، يقومون باقتحام يومي للمسجد الأقصى المبارك".
وتوقع أنَّ "الاحتلال سيقوم بأعمال استفزازيّة، بغية إحداث صدام بين المسلمين الفلسطينيين والمتطرفين"، مطالبًا المقدسيين بـ"شدِّ الرّحال، الثلاثاء، إلى المسجد الأقصى، والدفاع عنه، أمام الغطرسة الإسرائيليّة والمتطرفين اليهود"، داعياً إلى الاعتكاف داخل باحات الأقصى.
واتّهم التميمي الفصائل الفلسطينيّة بـ"عدم وضع القدس، لاسيما المسجد الأقصى، على سلم أولوياتها"، داعياً إلى "الوحدة وإنهاء الانقسام"، مؤكّداً أنَّ "الشعب الفلسطيني يمتلك الإبداعات الخلاقة في الدفاع عن المسجد الأقصى".