الرئيس الفلسطينى محمود عباس
غزة – محمد حبيب
أكدَّ عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس وفدها للحوار عزام الأحمد، أنَّ "حركتي حماس وفتح اتفقتا على استئناف تنفيذ بنود اتفاق المصالحة من النقطة التي توقفت عندها، فيما تعهد أبو مازن، أنَّه "على استعداد للجلوس مع قيادات حماس لإنهاء ملف المصالحة على أرضية اتفاق القاهرة
والدوحة والذهاب مباشرة إلى الانتخابات، مفضلا أن يعقد الاجتماع الثلاثي بين مصر وفتح وحماس عقب اجتماع القيادة الفلسطينية في القاهرة في القريب العاجل، ولا نقبل إطلاقا ً أن نبدأ من نقطة الصفر.
وأضاف الأحمد في تصريحات إذاعية الخميس بعد انتهاء الاجتماع في القاهرة أنَّه "اتفق على إعادة عمل لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة بالتوازي مع إجراء مشاورات لتشكيل الحكومة"، كاشفًا عن "اجتماع سيعقد خلال الأسبوع المقبل للجنة المشتركة بين حركتي حماس وفتح لوضع آليات وجدول زمني لتنفيذ الاتفاقات".وكان الرئيس محمود عباس قد استقبل في مقر إقامته في قصر الضيافة في القاهرة، الليلة الماضية، وفد حركة "حماس" برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، إذ تناول اللقاء الجهود المبذولة لإتمام المصالحة وإنهاء الانقسام فيما قال الأحمد "اتفقنا على الدعوة لعقد اجتماع للجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير أوائل شباط/فبراير المقبل".مشددا على "تنفيذ جميع الخطوات بالتوازي في الملفات كافة المتفق عليها سابقًا"، مؤكدا "أنَّنا لسنا في حاجة إلى أي اتفاقات جديدة".
وحول تصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو التي استنكر فيها الاجتماع، قال الأحمد "نحن نجتمع كفلسطينيين ولا يهمنا رأي نتنياهو".من جهته، كشف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، ياسر علي عن أنَّه "تم برعاية مصرية الليلة الماضية اتفاق بين قيادات حركتي فتح وحماس في القاهرة على البدء الفوري في إجراءات تنفيذ المصالحة بينها".وأوضح المتحدث الرسمي للرئاسة في تصريح للتلفزيون المصري أنَّه "سيتم إصدار بيان من رئاسة الجمهورية بتفاصيل الاتفاق".وكان ياسر علي قد صرح في مؤتمر صحافي في قصر الاتحادية الأربعاء بأنَّه "من المقرر أن تعقد قيادات حركة فتح اجتماعًا مغلقًا، مساء الخميس نفسه مع وفد حركة حماس، الذي يزور القاهرة برئاسة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل وذلك برعاية مصرية لإنجاز ملف المصالحة الفلسطينية".وأوضح أنَّ "وفد فتح يضم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، والناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، إضافة إلى رئيس جهاز المخابرات الفلسطيني، بينما يضم وفد حماس موسى أبو مرزوق، وعزت الرشق، وخليل الحية، ونزار عبد الله".
وفيما يلي النص الحرفي للبيان من الراعي المصري حول نتائج اجتماعات حماس وفتح كما ورد لـ"العرب اليوم: "في إطار الجهود التي تبذلها مصر لإنهاء الانقسام ورأب الصدع بين الإخوة الفلسطينيين، وبدعوة كريمة من رئيس جمهورية مصر العربية، محمد مرسي، التقى الأربعاء الرئيس الفلسطين، محمود عباس، كما التقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل لبحث سبل تنفيذ اتفاق الوفاق الوطني الموقع في القاهرة في الرابع من آيار /مايو العام2011، كما تم عقد لقاءات بين وفدي حركتي فتح وحماس، بحضور رئيس المخابرات العامة، وقد أبدى الأطراف خلال اللقاءات روحًا إيجابية ومسؤولية عالية، إذ تم خلالها الاتفاق على البدء الفوري في تنفيذ آليات الاتفاقات السابق توقيعها على أن يتم دعوة الفصائل الفلسطينية كافة خلال الأيام المقبلة، ويلي ذلك دعوة لجنة تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية في الأسبوع الأول من شباط/ فبراير العام 2013، للاتفاق حول الجدول الزمني لتنفيذ القضايا كافة في إطار رزمة واحدة وبشكل متوازي".
وكان رئيس دولة فلسطين محمود عباس أبو مازن أكد أنَّه "لم يكن هناك اتفاق مسبق على عقد لقاء ثلاثي في القاهرة مع الرئيس محمد مرسي ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل لبحث ملف المصالحة الفلسطينية"، موضحًا أنَّه "أكد للرئيس المصري خلال لقائه به، الأربعاء، التزامه بما تم الاتفاق عليه بين حركتي فتح وحماس في القاهرة والدوحة في العام الماضي، لإنجاز المصالحة واتخاذ الخطوات العملية اللازمة لتنفيذها على أرض الواقع".وتتضمن بنود الاتفاق على مبدأ الدولتين لحدود 4 حزيران/يونيو 67 وأن يتم ذلك من خلال المفاوضات مع إسرائيل، والموافقة على تبني المقاومة الشعبية والسلمية، ثم الاتفاق على إجراء الانتخابات التشريعية والبرلمانية والرئاسية الفلسطينية".
وقال أبو مازن، إنَّه "على استعداد للجلوس مع قيادات حماس لإنهاء ملف المصالحة على أرضية اتفاق القاهرة والدوحة والذهاب مباشرة إلى الانتخابات، مفضلا أن يعقد الاجتماع الثلاثي بين مصر وفتح وحماس عقب اجتماع القيادة الفلسطينية في القاهرة في القريب العاجل، ولا نقبل إطلاقا ً أن نبدأ من نقطة الصفر". وأعلن ترحيبه بـ "تسلم حماس السلطة في الدولة الفلسطينية عبر الانتخابات التي جاءت ضمن بنود الاتفاق بين الجانبين".وأشار الرئيس الفلسطينى إلى أنَّه "تم تشكيل لجنة لبدء تنفيذ الاتفاق في تموز/يوليو الماضي، وذهبت إلى غزة لتسجيل 300 ألف فلسطينى في القطاع في جداول الانتخابات، ثم تحديد موعد الانتخابات بمرسوم رئاسي، إلا أنَّ اللجنة صدرت إليها الأوامر أثناء وجودها في القطاع بالتوقف عن العمل والرحيل في الثاني من تموز/ يوليو وتوقفت الخطوات الأولى في ملف المصالحة".
واعتبر أبو مازن في تصريحات للصحافيين أنَّ "احتفال أكثر من مليون و100 ألف شخص من أبناء الشعب الفلسطينى في قطاع غزة بمناسبة مرور 48 عامًا على انطلاق حركة فتح، رسالة مهمة لحركة حماس بأنَّ هناك رغبة من الفلسطينيين في ثقتهم في قيادتهم الشرعية وفي إنهاء النزاع والخلاف ولاسيما أنَّها جاءت بعد قرار التصويت في الأمم المتحدة على قبول فلسطين كدولة غير عضو، وهو الانتصار السياسي العظيم الذي تم على الرغم من الضغوطات الرهيبة التي مارسها الأميركان والأوروبيون على القيادة الفلسطينية".وشدد الرئيس الفلسطينى على "موقفه المعلن بعد الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة"، إلا أنَّه أعرب عن "تفاؤله بقدرة فتح على الفوز في الانتخابات التشريعية والبرلمانية". وألمح أبو مازن إلى "إمكان القيام بالزيارة إلى غزة، لكن بعد أن يتم إنجاز شيء على الأرض في ملف المصالحة بين فتح وحماس"، مشيرًا إلى أنَّ "زيارة غزة بالنسبة له أصبحت أكثر إلحاحًا الآن". رافضًا "التعليق على سؤال بشأن تقييمه للدور المصري الحالي في ملف الوساطة بين الأطراف الفلسطينية".وكشف الرئيس الفلسطيني عن "تلقيه تهديدات مباشرة بتصفيته جسديًا بتعليمات من وزير الخارجية الإسرائيلي السابق أفيغدور ليبرمان قبل ذهابه إلى الأمم المتحدة".