دمشق ـ وكالات ظلت المناطق السورية المضطربة مسرحا لعمليات العنف والاشتباكات ، ما حصد نحو سبعين قتيلا في حمص ودرعا وريف دمشق ، وقتل 22 شخصا وجرح أكثر من 30 آخرين، بتفجير ثلاث سيارات مفخخة هزت مدينة إدلب شمالي سورية، في الوقت الذي اتهمت الجامعة العربية طهران بـ"إطالة أمد الأزمة السورية ، لدعمها اللامحدود للرئيس بشار الأسد"، تزامنًا مع تشكيك واشنطن في صحة تقرير صحافي يزعم استخدام أسلحة كيماوية في الحرب الدائرة في سورية.
وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية، عن مقتل 17 شخصًا ، في مجزرة ارتكبتها القوات الحكومية في الحصوية في حمص، بعد ساعات على المجزرة في جامعة حلب والتي راح ضحيتها 88 طالبًا.
وقالت مصادر المعارضة، إن 15 شخصًا قُنلوا في ريف حمص بينهم أطفال، وأن "مجزرة جديدة" وقعت في منطقة الحولة نتيجة قصف القوات الحكومية، كما شنت الطائرات الحربية غارات عنيفة على بلدات في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وكذلك تعرضت بلدة جوبر في محافظة حمص لقصف مدفعي عنيف، وفي محافظة درعا جرت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة في المحور الغربي لبلدة بصر الحرير، كما حشد النظام قواته  وجدد قصفه العنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدينة داريا في ريف العاصمة، في محاولة لاقتحامها للمرة الرابعة منذ بدء الاحتجاجات في البلاد منتصف آذار/مارس 2011".
في شأن ميداني اخر، وفي اول قرار من نوعه بحق أحد قياديي الجيش الحر ، أصدرت المحكمة العسكرية في "مجلس القضاء الثوري الموحد" مذكرة توقيف بحق المدعو أحمد شما، قائد كتيبة "الشهيد نمر" و عدد من عناصر كتيبته بتهمة القتل العمد لأحد الناشطين الميدانيين ايمن الحمصي.
وصدرت مذكرة توقيف بحق كل من أحمد شما مع عدد آخر من الأشخاص المتعاونين معه في كتيبته بجرم "حجز حرية مع إنزال تعذيب جسدي أفضى لموت إنسان".
من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، إن "إيران تتحمل المسؤولية المباشرة عن استمرار وإطالة أمد الأزمة السورية، وذلك بدعمها اللامحدود للرئيس بشار الأسد، وإن حسابات الصين التي تجمعها أجندة تحالف مع روسيا مغايرة تمامًا لموقف طهران"، معربًا في حديث له عن "دهشته من خطاب الأسد الأخير، لأنه يردد النغمة نفسها التي عليها الحال منذ عامين، ولا يعيش الواقع، إذ يتجاهل القتال الذي يجري الآن في محيط دمشق وباقي المدن، والتقدم الذي تحرزه المعارضة السورية على أرض الواقع".
وأكد العربي، أنه "لا حل للأزمة السورية إلا بتدخل مجلس الأمن واتفاق أميركي روسي، وأن الموقف الروسي المتعسف بشأن سورية خرج عن الحدود، والفترة المقبلة ستشهد اتصالات عالية المستوى"، مشددًا على أن "المعارضة السورية لم تحصل على أي دعم مالي أو عسكري من الجامعة العربية ولم نتحدث معهم منذ ثلاثة أسابيع".
على صعيد متصل، شككت الولايات المتحدة في صحة تقرير صحافي عن استخدام أسلحة كيماوية في الحرب الدائرة في سورية، لكنها جددت القول إنه "إذا استخدم الرئيس السوري بشار الأسد تلك الأسلحة فإنه سيحاسب على ذلك"، حيث قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض تومي فيتور، "التقرير الذي شاهدناه من مصادر إعلامية في ما يتعلق بحوادث مزعومة لاستخدام أسلحة كيماوية في سورية، لا ينسجم مع ما نعتقد أنه حقيقي بشأن البرنامج السوري"، وذلك في تعقيب البيت الأبيض على تقرير نشرته مجلة "فورين بولسي"، في وقت سابق من اليوم نفسه، بأن "وزارة الخارجية الأميركية توصلت إلى أنه من المرجح أن الجيش السوري استخدم  غازًا سامًا في هجوم سقط فيه قتلى الشهر الماضي