آثار غارة جوية أميركية شرق اليمن
صنعاء ـ علي ربيع
لقي 4 أشخاص، على الأقل، يشتبه أنهم من عناصر تنظيم"القاعدة في اليمن، حتفهم، مساء السبت، في قصف جوي لطائرة من دون طيار، يعتقد أنها أميركية، استهدفت سيارة كانت تقلهم، في منطقة وادي عبيدة التابعة لمحافظة مأرب النفطية(شرق صنعاء)، في حين أقدم مسلحون قبليون على قطع الطريق الرئيسي الواصل بين مأرب
والعاصمة صنعاء، احتجاجاً على صواريخ غارة أميركية، قالوا إنها سقطت بالقرب من منطقتهم الآهلة بالسكان.
وقالت المصادر، "إن غارة لطائرة من دون طيار، يعتقد أنها أميركية، استهدفت عناصر يشتبه أنهم من تنظيم"القاعدة" في منطقة وادي عبيدة، بمأرب، بالقرب من منطقة مأهولة بالسكان، دون سقوط ضحايا، في حين قالت "إن غارة ثانية أتبعت الأولى بدقائق، استهدفت سيارة تقل 4 أشخاص على الأقل يعتقد أنهم من تنظيم"القاعدة"، كانوا في المنطقة نفسها على بعد نحو كيلومترين، وأن "صاروخين على الأقل أصابا السيارة التي شوهدت تحترق ويتصاعد اللهب منها" مرجحة" مقتل كل الأشخاص الذين كانوا على متنها".
وفي حين أضافت المصادر، أن مسلحين يعتقد أنهم من أتباع التنظيم" سارعوا إلى مكان السيارة المحترقة، وقاموا بإخراج الجثث المتفحمة، واصطحابها على متن سيارة أخرى إلى مكان مجهول، أكدت مصادر محلية في مأرب لـ"العرب اليوم" قيام مسلحين قبليين بقطع الطريق الرئيسي الواصل بين مأرب والعاصمة صنعاء، احتجاجاً على سقوط صواريخ الغارة الأولى بالقرب من منطقتهم.
وتعد هذه الغارة هي الثانية التي تنفذها طائرة أميركية من دون طيار خلال العام الجديد، على الأراضي اليمنية في ظل انتقادات واسعة لها، مع تزايد الاستياء الشعبي من استمرارها، في حين قتل جراءها نحو15 مدنياً خلال العام الماضي، لا علاقة لهم بالمتشددين الإسلاميين، الذين سقط منهم نحو 180 عنصراً يتبعون جناح تنظيم"القاعدة" في اليمن، بينهم أجانب من جنسيات عربية.
وكان الجيش اليمني قد نفذ في منتصف 2012 حملة عسكرية واسعة، مسنودة بمليشيات قبلية تمكنت من طرد مئات من مسلحي تنظيم "القاعدة" كانوا قد استولوا على مدن في جنوب اليمن وأعلنوها إمارات إسلامية، فيما لجأ التنظيم إلى اعتماد أسلوب الهجمات المباغتة على المعسكرات والقيام بسلسلة من الاغتيالات التي طالت عشرات الضباط في الجيش اليمني والمخابرات، وسط المدن اليمنية، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من الهجمات الانتحارية، وسط انتشار عناصره في مناطق صحراوية وجبلية في وسط وشرق اليمن.
في سياق آخر، التقى وزير الدفاع اليمني محمد ناصر أحمد، السبت، السفير الفلندي غير المقيم يارنو سوريالا، في سياق مساعي الأخير لحث السلطات اليمنية على معرفة مصير فلنديين اثنين ونمساوي كان تم اختطافهما في كانون الأول/ديسمبر الماضي على يد مجهولين قبليين، من وسط صنعاء، واقتادوهم إلى مكان غير معلوم، بينما ترجح مصادر أمنية غير رسمية أن الخاطفين قاموا بتسليم الأجانب الثلاثة لتنظيم"القاعدة" مقابل مبلغ مالي دفعه لهم التنظيم بعد أن فشلوا في إجبار السلطات في بلادهم على الاستجابة لمطالبهم.
وفي حين أكدت مصادر وزارة الدفاع اليمنية الرسمية أن لقاء الوزير أحمد مع الدبلوماسي الفلندي "بحث أوجه التعاون الثنائي والمصالح المشتركة بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها وتطويرها في مجالات تبادل الخبرات والمعلومات والتعاون في مكافحة الأعمال الإرهابية،أوضحت أن الوزير أكد للسفير الفلندي أن الحكومة اليمنية تبذل جهوداً كبيرة ومتواصلة للكشف عن مكان المختطفين الثلاثة والعمل على إطلاق سراحهم، ونقلت عنه قوله"إن الجهود الأمنية والعسكرية سوف تتواصل للكشف عن أماكن تواجد المختطفين والسعي الجاد لإطلاق سراحهم وإعادتهم إلى وطنهم وأسرهم".