بيروت - لبنان اليوم
أثارت الغارات الجوّية التي شنّتها إسرائيل على كلّ من لبنان وقطاع غزة، ردود فعل منددة وسط دعوات لـ«جميع الأطراف» إلى «تهدئة التوترات».وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو عقب انتهاء محادثاتهما في أنقرة، الجمعة، إن عملية تسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي في تراجع، وإنه يجب العودة إلى قرارات الأمم المتحدة، متهماً الولايات المتحدة بعرقلة اجتماعات اللجنة الرباعية الخاصة بالشرق الأوسط، التي تضم روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
ولم يستبعد لافروف إمكانية عقد اجتماع مباشر مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مقر الأمم المتحدة، إذا كان هناك اقتراح جدي للحوار.وذكر لافروف أن عملية تسوية العلاقات بين الفلسطينيين وإسرائيل تراجعت كثيراً، وأن روسيا تؤيد حواراً مباشراً بين الطرفين، مضيفاً: «عملية تسوية العلاقات بين الفلسطينيين وإسرائيل تعثرت، لسوء الحظ، نتيجة الكثير من الأحداث، والاشتباكات والإجراءات التي اتخذها كل من الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي أدت إلى اشتباكات خطيرة ومواجهات عنيفة».
وندّد لافروف بالتوترات التي تقوض عملية السلام في الشرق الأوسط، ووصف المواجهات الجارية في الأراضي الفلسطينية بـ«الخطيرة»، وقال إن «الإجراءات أحادية الجانب التي أدت إلى مواجهات خطيرة، يمكن أن تؤدي إلى احتدام الوضع».وتابع: «روسيا تدعو للامتثال لقرارات للأمم المتحدة، ويجب أن يكون هناك حوار مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى حل الدولتين».وتوازياً، صدر بيان عن وزارة الخارجية الروسية دعا الأطراف المعنيّة «إلى الامتناع عن أيّ مواجهة، واتّخاذ إجراءات لمنع المزيد من التصعيد، وإنهاء العنف، والعودة إلى وقف دائم لإطلاق النار».
وأدان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الهجوم الإسرائيلي، الذي انتهك حرمة المسجد الأقصى في شهر رمضان، والوضع التاريخي للمسجد.وقال جاويش أوغلو، خلال المؤتمر الصحافي، إن «قضايا فلسطين والمسجد الأقصى والقدس خط أحمر بالنسبة لنا، ولا نقدم فيها تنازلات أبداً... أدين الهجوم الإسرائيلي الذي ينتهك حرمة المسجد الأقصى في شهر رمضان والوضع التاريخي له... لا يمكن قبول المعاملة غير الإنسانية للشرطة الإسرائيلية تجاه المعتكفين في المسجد الأقصى»، داعياً إسرائيل إلى وقف دائم لهجماتها على المسجد الأقصى وغاراتها الجوية على الفلسطينيين».
وفي السياق نفسه، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم كالين إنه يتوجب على إسرائيل أن تنهي فوراً سياسة العنف التي تواصلها بشكل متعمد منذ أيام، ضد الفلسطينيين.
وأضاف كالين في تغريدة عبر «تويتر»: «ندين بأشد العبارات هجمات إسرائيل غير القانونية وغير الأخلاقية على غزة... يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تنهي فوراً سياسة العنف التي تواصلها بشكل متعمد منذ أيام... نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعمنا لأشقائنا الفلسطينيين سيستمر».
وفي بكين، نقلت وزارة الخارجية الصينية عن المبعوث الصيني الخاص للشرق الأوسط تشاي جون قوله إن بكين ستواصل العمل الجاد للتشجيع على التوصل إلى تسوية سريعة ومناسبة للقضية الفلسطينية.وعبّر المبعوث الخاص لدى لقائه سفراء من دول الشرق الأوسط في بكين عن قلق الصين البالغ حيال تصاعد الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين ولبنان، ودعا إلى أقصى درجات الهدوء، وضبط النفس من جميع الأطراف، خصوصاً إسرائيل.وفي طهران، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الاعتداءات الإسرائيلية على المناطق المدنية في جنوب لبنان وقطاع غزة.
ووصف كنعاني في تصريح أدلى به، الجمعة، هذه الاعتداءات «التي تأتي استمراراً لانتهاك حرمة» المسجد الأقصى و«الاعتداء الوحشي لقوات الاحتلال الصهيوني على المصلين الفلسطينيين، وانتهاك سيادة لبنان ووحدة أراضيه»، بأنها تعد انتهاكاً صارخاً لمبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم، حسب «وكالة أنباء فارس» الإيرانية.
ودعا كنعاني إلى اتخاذ ردود فعل رادعة ومؤثرة من قبل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المسؤولة حيال الإجراءات العدوانية «للكيان الصهيوني الغاصب».
أما بريطانيا، فدعت «جميع الأطراف» إلى «تهدئة التوترات». وندد وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي في بيان بالقصف الصاروخي الذي استهدف إسرائيل، وقال إنّ «الوقت حان لكي تعمل جميع الأطراف في المنطقة على تهدئة التوتّرات».وأضاف أنّ بريطانيا «تدين إطلاق الهجمات الصاروخية من جنوب لبنان وغزة، وتعترف بحقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها».ودعا الوزير البريطاني إلى «احترام الوضع التاريخي الراهن فيما يتعلق بالأماكن المقدّسة في القدس».
وأدان كليفرلي الشرطة الإسرائيلية على «أعمال العنف» التي ارتكبتها في المسجد الأقصى، وقال إنّ المملكة المتّحدة تدين «عنف الشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى». وأكّد أنّه «عندما تقوم قوات الأمن الإسرائيلية بعملياتها، يجب عليها التأكّد من أنّها تقوم بذلك بطريقة متناسبة، ووفقاً للقانون الدولي».وأكدت فرنسا «تمسّكها الراسخ بأمن إسرائيل وباستقرار لبنان وسيادته». وقال نائب المتحدّث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا ديلما: «نحضّ جميع الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنّب أيّ عمل من شأنه أن يؤدّي إلى تصعيد»، مؤكّداً أنّ فرنسا «تدين بشدّة الهجمات الصاروخية العشوائية التي استهدفت الأراضي الإسرائيلية انطلاقاً من غزة وجنوب لبنان».
قد يهمك ايضاً